مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/07/2021 06:57:00 م

 أسرار الكون (مجرة درب التبانة) - الجزء الأول

أسرار الكون (مجرة درب التبانة) - الجزء الأول
 أسرار الكون (مجرة درب التبانة) - الجزء الأول
تصميم الصورة : رزان الحموي



كم تدهشنا الصور التي نراها للفضاء، وبخاصةٍ صور |المجرات| وما تحتويه، فالمجرة عبارة عن منظومة هائلة مكونة من مليارات |النجوم| و|الكواكب| و|الكويكبات| والأقمار والمذنبات و|الثقوب السوداء| والغازات والغبار الكوني وبقايا النجوم والمادة المظلمة، وكل تلك المكونات تحكمها مجموعةٌ من القوانين الفيزيائية الدقيقة، وتختلف حجوم المجرات من بضعة آلاف السنواتٍ الضوئية إلى مئات الآلاف، ويحتوي كوننا المنظور على مليارات المجرات مختلفة الأحجام والأشكال والأعمار، ولكن سنتحدث في السطور القادمة عن مجرتنا مجرة |درب التبانة|.


أشكال المجرات:

تنقسم المجرات من حيث شكلها إلى نوعين أساسيين، وثلاثة أنواعٍ فرعية، فالمجرات قد تكون حلزونيةً (عدسية)، وقد تكون بيضاوية (إهليلجية)، وهما النوعان الأساسيان، أما الأنواع الفرعية فهي المجرات غير منتظمة الشكل، والمجرات القزمة، والمجرات اللولبية التي هي الأكثر انتشاراً في الكون. 


مجرة درب التبانة:

 تنتمي مجرتنا إلى نوع المجرات اللولبية، ويقدر قطرها بحوالي مئة ألف سنة ضوئية،  ومن المتوقع أنها تمتلك أربعة أذرع ملتفة حول بعضها، ونقول "من المتوقع" لأنه لم يتمكن أحدٌ من مغادرة المجرة ورؤيتها من الخارج، وكل الصور التي نراها لها على مختلف الوسائط هي مجرد صورٍ تخيلية، ولكن هذا لا يعني بأنها غير صحيحة، لأن تخيل تلك الصور قائمٌ على أسسٍ علمية، وعلى حساباتٍ دقيقة، وكذلك استند العلماء في توقع شكل مجرتنا إلى مجموعةٍ كبيرةٍ من الصور عالية الدقة الملتقطة من مواقع كثيرة مختلفة، والتي تم جمعها بواسطة البرامج الحاسوبية عالية المستوى.

وتعتبر مجرتنا واحدةً من أربع مجراتٍ تسمى المجرات المحلية بسبب قربها من بعضها البعض، ويطلق العلماء على اذرع مجرتنا الأربعة أسماءً مختلفة، فهناك ذراع القنطور (سنتوري)، وذراع برشاوس، وذراع الجبار، وذراع القوس. وتقع مجموعتنا الشمسية ضمن ذراع الجبار.


ما سبب تسمية مجرتنا بدرب التبانة:

إن هذه التسمية قديمةٌ جداً، فقد لاحظ البشر منذ القدم شكلاً يشبه الطريق مرسوماً في الفضاء، وهذا الطريق هو ما ندعوه اليوم بدرع المجرة، وبسبب غياب المعرفة الكافية آنذاك، ارتبط الاسم بالظاهرة التي كان يراها جميع البشر، فأصبحت مجرتنا تعرف بمجرة درب التبانة، أو مجرة طريق اللبن (الحليب).


نشأة وتكوين المجرة:

تنشا المجرات بشكلٍ عامٍ من اجتماع عدد هائل من النجوم، التي تكونت في مراحل مبكرة من نشأة الكون، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن مجرتنا نشأت قبل عشر مليارات من السنين، عندما اندمجت مجرتان مع بعضهما، إحداهما كانت مجرةً قزمة، والثانية كانت أكبر منها بأربعة أضعاف، وقد استمرت المجرة الكبيرة لملايين السنين في ابتلاع المجرة القزمة، وقد تمت معرفة طريقة نشأة المجرة، باستخدام بعض التحليلات المشابهة للتحليلات التي استخدمت لتقدير عدد النجوم في مجرتنا، وذلك من خلال تتبع طريقة تحرك النجوم بالنسبة لبعضها البعض، ومعرفة مكوناتها، فتمكن العلماء من تصنيف النجوم إلى فئتين هما النجوم الحمراء التي تحتوي على نسبٍ عاليةٍ من المعادن، والنجوم الزرقاء التي ينخفض فيها تركيز المعادن، وقد دلّت الدراسات على أن النجوم الزرقاء تنتمي إلى المجرة القزمة التي ابتلعتها المجرة الكبيرة، كما استنتج القائمون على تلك الدراسة أن المجرتين المكونتين لمجرتنا نشأتا قبل ثلاثة عشر مليار سنة


اقرأ المزيد...
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.