مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/07/2021 07:16:00 م

 ما هي الحجج الفاسدة التي تجعلنا نبدو كالأغبياء؟...الجزء الأول

ما هي الحجج الفاسدة التي تجعلنا نبدو كالأغبياء؟...الجزء الأول
 ما هي الحجج الفاسدة التي تجعلنا نبدو كالأغبياء؟...الجزء الأول
تصميم الصورة : وفاء مؤذن 


كيف نفكر ؟ 

إنّ طريقة تفكيرنا تحتوي على العديد من الأخطاء في التفكير ومن المغالطات المنطقية وهذا ما تحدّث عنه الكاتب جوليان باجيني في كتابه حجج فاسدة تجعلنا نبدو كالأغبياء ومن هذه الحجج:


الخلل الأول تحامل التأكيد أو انحياز التأكيد:

  إذا سألت مجموعة من الأشخاص عن رأيهم بموضوع |الأبراج|؟ 

البعض سيجيب أنّه يؤمن به بشكل كبير، ويشعر أنّ حياته تجري وفقاً لكلام الأبراج.

أما الآخر فهو لا يؤمن به إطلاقاً، ويشعر أنّه وسيلة للكذب والدجل على الناس

والفئة الأخيرة ليست معه ولا ضدّه، ولكنّه قد يشدّها في بعض الأحيان.


ولكن السؤال هنا كيف لشيء يمكن أن تتحقق من صحته وأن يحمل ثلاثة أراء مختلفة؟

فطالما أنّ الأبراج تتحدث عن المستقبل فيمكننا اختبارها إمّا صحيحة أو خاطئة، بناءً على المستقبل الذي ستتوقعه.


والسبب في ذلك يعود إلى الخلل الذي يوجد ضمن حياتنا وهو انحياز التأكيد.

فذلك يعني أنّك عندما تستمع للأبراج، إن كنت من مؤيديه ستستمع فقط اكل الأخبار الصحيحة والتي تثبت صحة الأبراج، 

وإن كنت لا تؤمن به ستسمع فقط لكل الكلام الغير صحيح والذي يثبت عدم صحتها


لذلك يجب الانتباه من هذا الخلل، إنّ تأييدنا لأي فكرة سنقوم بقراءة ودعم الفرضيات التي تؤيّد هذه الفكرة، وننسى كل الفرضيات التي تنقضها.


فهل أنت تقوم بوزن المعرفة لكي تكون في صالحك دوماً، أم تقوم بعملية موازنة للحقائق بطريقة مجرّدة؟


أما الخلل الثاني هو تخمين الدافع:

عند رؤيتك لأي شخص تريد محادثته، غالباً ما تبدأ بقراءة ملامحه فتحاول التخمين هل هو سعيد؟ هل حزين؟


والأمر لا بتوقّف عند قراءة |الملامح| فحسب، بل نتعدّى ذلك إلى قراءة العقول بل نحاول معرفة الدوافع الخفيّة وراء قراراته وابتساماته وحزنه، فأي تصرف كان سيقوم به سنجعله لدافع داخله.

مثلاً، الشخص الذي يستعرض فهو شخص قليل الثقة بنفسه.

الفتاة التي تتصوّر كثيراً، تحاول دائماً لفت الانتباه إليها


هذه التخمينات قد تكون صحيحة في بعض الأوقات، لكن تعميمها بشكل دائم هو شيء خاطئ،


ونرى هذا يظهر بشكل كبير عند المناقشات على |السوشيال ميديا|، فأنت عندما تهاجمني فمعناه أنّ فكرتي تسبّب لك الخطر وهذا دليل ضعف،

 فالجميع يصبح محلّل نفسي، ويستخدم تعميم التخمينات لكي يساند قضيته وفكرته.


لذلك عند قيامك بتحليل نفسية أي شخص ومعرفة دوافعه، تذكّر بأنّ تحليل نفسية أي شخص من قبل متخصّص في علم النفس قد يأخذ عشرات الساعات، وحتّى بعد توصلّه لتحليل نفسي سيبقى يعامله بشكّ تجاه تحليله، 

فأنت لا تستطيع أن تصدر أحكام قطعية تجاه أحد من موقف واحد أو عدة مواقف.


الخلل الثالث حقائق مخفية:

لو عدت في ذاكرتك، لتتذكّر كميّة الأخبار التي كانت تتحدّث عن |نهاية العالم|، أو الدراسة التي قالت بأنّ الجليد في المناطق القطبية سيذوب بحلول ،٢٠١٠ وهذا سيؤدي إلى غرق عدة مدن ساحلية وأتى هذا التاريخ، ولم يحصل ما توقّعته هذه النظرية.


هل ذلك يعني أنّ العلماء الذين قاموا بهذه الدراسة كانوا يكذبون؟

بالطبع لا


ولكن هناك حقائق مخفية لم يذكرنها ضمن الخبر الذي نُشر، كأن هذا الأمر يأتي تحقيقه ضمن ظروف معينة وشروط محدّدة، ونسبة حدوثها ضئيلة.

 ولكن الذي حدث بأنّ نشر الخبر كان فيه من التجارة أكثر من المصداقية.


وهذا ما يحدث ضمن كل الادّعاءات المدهشة والأخبار التي نراها على الإنترنت، لا تكون بنفس الإثارة التي عُرضت بها.

لذلك اعمد إلى تجاهل أي ادّعاء فيه نسبة كبيرة من الإثارة، فهو بالتأكيد يحمل عدّة خدع في سياق الكلام، أو لا تبني عليه أي رد فعل.


هذا كان الجزء الأول من المقال..لمتابعة قراءة المقال ومعرفة بقيّة الأغلاط التي يقع بها تفكيرنا انتقل إلى المقال التالي


بقلمي دنيا عبد الله ✍️


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.