مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/08/2021 06:48:00 م

ما هي العلامة التجارية؟ 

كيف تحقق العلامة التجارية تواجدها؟


تتمة لما تحدثنا عنه في مقال سابق...

 كيف تحقق العلامة التجارية تواجدها؟

في مقالنا السابق تحدثنا عن الإطار الذي طورته فيسبوك والذي تستطيع الشركات استخدامه لإنشاء علامتها التجارية والذي اتفقنا على تسميته بـ "إطار EPIC" وعرفنا أنه يتكون من أربع ركائز أساسية يجب على الشركات الإرتكاز عليها في بناء علامتها التجارية وهي " التواجد، الغرض، الهوية، الاتصال" واليوم سنتحدث في مقالنا عن هذه الركائز بشيءٍ من التفصيل وسنبدأ بركيزة "التواجد".

ماذا يعني تواجد العلامة التجارية؟ وكيف تنجح الشركة في تحقيق هذا التواجد؟

التواجد Existence: يركز هذا الإطار على سبب وجود الشركة فقيمة العلامة التجارية تكمن في سبب إنشاء العلامة التجارية، ولا يقتصر الأمر على مكان ووقت الإنشاء فقط بل أيضاً يشمل المشكلات التي واجهت الشركة وعملت على حلها ومَن هم الأشخاص الذين أنشؤوها، فاليوم تجد أن المستهلك لديه فضول لمعرفة القصة التي تكمن وراء هذا النشاط التجاري والأمر بسيط عليك أن تسرد عليهم قصة نشأة نشاطك التجاري أي قصة البدايات الأولى لهذا النشاط ويجب أن تتضمن قصة النشأة الجيدة على بعض العناصر الرئيسية وهي الأشخاص المعنيين أو الذين شاركوا في بناء هذا النشاط والمشكلة التي واجهتهم وتوجب عليهم حلها.

سنسرد قصة نشأة أحد المقاهي كمثال والتي بدأت في عام 1995 عندما كان مؤسسا المقهى دوغ وإيميلي يحبان أن يشربا القهوة المحمصة الطازجة كان الأمر بسيطاً في بلديهما ولكنهما عندما انتقلا إلى بلدٍ آخر لم يعد الأمر بهذه البساطة فتناول القهوة المحمصة جيدة المذاق كان صعباً لدرجة كبيرة ماذا سيفعلان هل سيبدأان بالشكوى والإنزعاج من هذا الأمر؟ أم سيفكران بحل لهذه المشكلة؟ أم سيتقبلان مذاق القهوة السيء بصمت؟

لقد شكلت هذه المشكلة محفزاً لهما حيث رسما خطةً لبناء مقهى يقدم قهوة طيبة المذاق.

ما هي عناصر قصة النشأة هذه؟

1 - ذُكِرَ اسم المؤسسين " دوغ وإيميلي": وهذا يشكل رابطاً للمستهلكين مع أشخاص حقيقيين.

2 - المشكلة التي واجهت دوغ وإيملي: حيث لم يستطيعا العثور على قهوة طيبة المذاق في البلد الذي انتقلا إليه.

3 - التفكير في حل مناسب للمشكلة التي واجهتهما: فبدلآً من التذمر أو الاستسلام للمشكلة فكّرا في الحل المناسب وأنشأا مقهى يقدم قهوة طيبة المذاق.

السؤال الأهم هنا: كيف يساعد السرد القصصي على إنشاء علامة تجارية؟

علينا ألا ننسى أن للسرد القصصي القدرة على تكوين روابط بأسلوبٍ لا تستطيع الحقائق المجردة القيام بها وعندما تقوم الشركة بسرد قصتها بطريقة صحيحة فإنها ستتميز على منافسيها لأن الطبيعة البشرية لديها شغف بالقصص وتحب سماعها وسردها ونحن نستخدم القصص لأشياء عدة للتسلية والتعليم ... إلخ. وتؤثر القصص على عواطفنا وقد أكدت الدراسات أن الكثير من مناطق عقلنا تضيء عند سماع القصص أكثر بكثير من سماع المعلومات وحسب، أيضاً عندما نسمع القصص تفرز عقولنا مواد كيميائية معينة مسؤولة عن التعاطف والتواصل.

من خلال سرد هذه القصة لن تكون النتيجة مقتصرة على خلق الاتصال بين الشركة وعملائها فقط، بل إن العملاء قد يشعرون أنهم جزء من هذه القصة فالأمر ينطوي على عنصرين قويين يمكن أن تمثلهما قصة النشأة،

إذ تستطيع أن تقوي صلتك بعملائك  من خلال وجود أشخاص حقيقيين مرتبطين بالنشاط التجاري بدلاً من استخدام كلمة "نحن" المبهمة أو استخدام التعميم بذكر كلمة "الشركة".

من خلال سرد قصتك فإنك تصحب عميلك معك في هذه الرحلة.

الآن أصبحنا ندرك أهمية قصة النشأة وستلاحظ المزيد منها على المواقع الإلكترونية في الدعاية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي فكّر عندما تراها، أيٌّ منها تجد له قبولاً في نفسك ولماذا؟

قصة نشأة العلامة التجارية هي وسيلة تستطيع الشركة من خلالها أن تتواصل مع عملائها وهي جوهر العنصر التأسيسي الأول لإطار EPIC للعلامة التجارية وهو التواجد.

في مقالنا القادم سنتابع حديثنا عن العنصر أو الركيزة الثانية في إطار EPIC وهي الغرض أو سبب الأفعال التي تقوم بها الشركات كونوا على الموعد.

إقرأ المزيد

 🌐 بقلمي ريما العش ✍🏻

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.