مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/22/2021 09:04:00 م

مشهدٌ وجداني .. لسؤالٍ كوني

مشهدٌ وجداني .. لسؤالٍ كوني
مشهدٌ وجداني .. لسؤالٍ كوني


 صحيحٌ أنها كانت فكرةٌ بلهاء 

 إلا أنها كانت تتكرر كالصدى في داخل عقلها و جوف قلبها .. مراراً و تكراراً ..

ترسم المشهد كاملاً ضمن حكاية مخيلتها ..

فتاة عشرينيّة ، أعماها الحب المجهول ، تعيش حالة الصراع و التردد مع رعد الليل الدامس ، لا يكفيها فقط إنتظاره طيلة هذه السنوات

هذه المرة عليها بل و يتوجب و ملزمة أيضاً .. إنتظار الضوء .


لم تكن كل دقيقة تمضي سمّاً على جسدها ، بل على عيونها التي تحارب النعاس ، و على قلبها الذي أُصيب  بداء لا دواء له و لا اسماً يطلق عليه .

" متى ستزور الشمس سمائي ؟! 

.. طال انتظاري .. أشعر أنَّ النهاية اقتربت " ..

و النهاية لم تحن بعد ..

تكتب عنه ، تفكر به ، تشتمه ، تبكي منه ، تلعنه ، تضحك عليه ..

تفعل كل ما هو سيء تجاهه ..

إلا أنها  .. لا تكرهه .


لنعد للمشهد ...

يطرق النور الضفيف شباك غرفتها ، ليتسلسل لبؤرة الطاقة المتبقية من جسدها و روحها .. تنهض بحماسة متعبة ، تشعر بالقليل من الدوار ، و لازال السؤال يتردد  ..

 " ما هو الحب ؟! " 

تلبس ما وضعت عليه يداها ، و دون النظر للمرآة .. خرجت حاملةً معها .. بقايا حبها ، مؤمنةً .. بقدرٍ غريب !!

خطوةٌ تلو أخرى ، تتلاشى معها كبريائها ، خوفها ، قوتها ، نضجها ، عاداتها ، أهلها ..

أمطرت ، نظرت نحو السماء ، و عادت إشارة الإستفهام ..

" ما هو الحب ؟! " 

و مشت بهرولة مع قطرات سماوية : 


 أهو الضياع ؟ 

أهو الصراع ؟ 

أهو الأمل ؟

 أهو الوفاء ؟ 

أهو الخيال ؟

 أهو الواقع ؟ 

أهو السعادة المزيفة ؟

 أهو النشوة الفطرية ؟ 

أهو الأمان ؟ 

أهو الملاذ ؟

 أهو الأبناء ؟

 أهو الآباء ؟ 

أهو العمل ؟

 أهو الدراسة ؟ 

أهو الوطن ؟ 

أهو الطاقة ؟

 أهو الطبيعة ؟

 أهو الإنسان ؟!


أهو كل شخص ؟ و كل شيء على هذه الأرض ؟

أم أنه وهمٌ صُنع لإكمال مسرحية الحياة ؟


إن كان كذلك  ، فلمَ هذا التعلّق ؟!

لمَ هذا السهر و التفكير ؟!


لمَ .. لمَ أنت بالذات ؟! "

الباب ..

هي أمام الباب مباشرة ، تغمض عينيها ، تستسلم لنفسها المجهولة ..

تطرق .. لا أحد ..

تطرق .. لا صدى ..

تلمس برقة .. لتُفتح الندوب ..

كان مستيقظاً .. كان ثملاً بذكرى الماضي ..

نظرتْ إلى بؤبؤٍ منهك من حروب تاريخيه ..

و التمعتْ بحجرها الكامن من داخل عيناها .. نظرة عتاب مصحوبة بالدمع المرير و الليالي القاسية ..

و ارتمت بين أحضانه كطفلةٍ فقدت عالمها ..


و يبقى السؤال طليق الهواء ..

" ما هو الحب ؟! " 


فيجيب بإختصارٍ يذيب الفؤاد و ينعش الروح ..

" أنتِ .. أنت الحب و إليك العودة " 


شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.