مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/14/2021 02:57:00 ص

 حاشاه أن يردَّ عبداً دعاه


حاشاه أن يرّد عبداً دعاه - شهد بكر
حاشاه أن يردَّ عبداً دعاه


الكلام الخارج من القلب لا يصل إلا للقلب ، فجمال الكلام و صدقه أن ينطق به القلب قبل اللسان ..

حياةٌ صعبة و شاقة ، تمرُّ بنا الليالي لا ندري إلى أين السبيل ؟!

الى أين نلجأ عندما تضيق السبل؟

عندما تضيق فسحات الدنيا ، و تغلق أبواب الراحة في وجه بالنا ، و نشعر بسواد محكم يخنق أعيننا .. 

بعضنا يذهب في رحلة للترويح عن النفس ، و الآخر يذهب للمقهى ليلعب و يلهو مع أصدقائه ، و الآخر يسافر ..  

لا نكران في تجديد الطاقة بالقيام بمثل هذه الأمور ، لكن ما رأيك أن ندلّك على طريق .. سهل و بسيط .. لكنه يحتاج لطاقةٍ روحيّة هائلة و ضخمة ..


الله معك 》


 أقسم بالله .. الهم قبل أن يقع في فؤادك ، الله يعلمه ..


 أقسم بالله .. قبل أن تشكي ، يعلم الله سبحانه ماهية الشكوى ..


و حين لا تسعفك الكلمات ، يعلم الله نفس كل حرف سيخرج منك ..

و من قبل أن تهطل شلالاً من تلك الدموع الحارة ، القاسية ، المؤلمة .. يعلم الله عدد القطرات ..


نحن نتعامل مع ربٍّ كريمٍ و رحيم  ..

دائماً يهيئُ لنا الأسباب ، و يقود لنا العظماء و يضعهم في طريقنا .. و نحن لا نعي حكمته .. نتيجة بصيرتنا الضعيفة و نظرتنا القصيرة  ..

اسمع هذا الحديث و برّد قلبك و ارح عقلك  ..

(( دخل النبي - صلّى الله عليه و سلم -  ذات يوم إلى المسجد ..

و رأى رجلاً يدعى أبو أمامة ، رجلٌ من الأنصار  ..

كان جالساً ، وحيداً ، يتكأ برأسه على كفه .. حزيناً ، بائساً ...


فقال له رسول الله - صلّى الله عليه و سلم - :


مالي أراك جالساً في المسجد بغير موعد الصلاة ؟! 


فردَّ عليه مكسور الخاطر :

يا رسول الله .. الهموم و الديون لزمتني حتى أعيتني ..


ابتسم رسول الله - صلّى الله عليه و سلم - و قال :

أأدلك على أمرٍ إذا فعلت يذهب عنك الهمَّ و يقضى دَينك ؟


بلهفة الملهوف ، و حماسة الشغف  ، قال أبو أمامة :

بلى يا رسول الله أخبرني ..


فقال له واضعاً ثقته بالله :

إذا أصبحتَ أو أمسيتَ .. قل ..

" اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ و الحزن  ..

 و أعوذ بك من العجز و الكسل  .. 

و أعوذ بك من الجبن و البخل ..

 و أعوذ  بك من غلبة الدين ... و قهر الرجال   ..


قال هذا الكلام ، و بالفعل .. فرّج الله همّه .. ))


لكن الحكاية ليست هنا .. السؤال الذي يطرح نفسه و يفرض ذاته على أفكارنا المتجولة في عقلنا الآن :


" من الذي قاد خطى نبي الله - صلّى الله عليه و سلم

نحو المسجد بغير وقت الصلاة ؟؟؟


《أنه قدر الله 》


ليخفف الثقل عن أبي أمامة ..


الله تعالى لا يحب رؤية عبده يتألم ..

فكم هو عزيزٌ قلب أبي أمامة على ربِّ العباد حتى سخّر له أن يمشي محمداً سيد البشر إليه ؟؟!!!!


يا سبحانك يا الله !!!


القلب الموجوع ، المتألم ، المتفجع ...

 هو أقوى خطيب بليغ على وجه الأرض ..

يقف على منبر الشكوى .. يشكي إلى الله بصوته الجهوري القهّار  ..


فيسمع الله أنين روحه ..



من كان مع الله و لجأ إلى الله .. 

لو كان العالم يريد أن يصرخ في أذنه .. و الله معه


لضرب الله على سمعه  .. كي لا يسمع حتى همسة ..



المأوى الوحيد هو الله ، و لو تأخر بالعلاج ، القادم أعظم مما يمكن أن يتخيله عقلك ، فالله يحب أن يسمع صوت عبده ..


و أنت ما عليك سوى .. الثقة بالله .. حاشاه أن يرّد عبداً دعاه ....



💙 بقلمي شهد بكر ✍🏻

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.