مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/14/2021 03:15:00 ص

حربٌ في كلِّ مكان .. وجودٌ في كلِّ مكان ..


حربٌ في كلِّ مكان .. وجودٌ في كلِّ مكان .. ( أدبيات)
حربٌ في كلِّ مكان .. وجودٌ في كلِّ مكان .. ( أدبيات)


 (( و كأنَّ النيران عادت لتأكلنا .. و ماذا بقي منا .. حتّى نُؤكل ؟؟!! ))


كتبتْ هذه العبارة بأناملٍ مرتجفة , و يدٍ صغيرةٍ حالمة , و شعرٍ مبلل , و دمعةٍ ترفض الخروج .. و ترفض واقعاً مذبذباً .. بل مُذللاً ..


 

لم تكن الوحيدة بهذه الحالة , لكنها وحدها من رأى تلك الصور البشعة من الماضي ..



فزعة ٌ بسيطة , أصابتْ الأشخاص حولها ..



رجّة ٌ قويّة , هزّتْ عرش الأشياء حولها ..



وحدها من سمع أصوات الماضي .. لا الحاضر ..



وحدها من ركض خوفاً و رعباً , من رصاص الماضي .. لا الحاضر ..



هي لا تعلم كيف باتت الناس هنا هكذا , دون ردى فعل ( سوى السخريّة ) 

\


هل يتصنعون اللامبالاة ؟ أم أنهم فعلاً اعتادوا الموت ؟ّ



شعرتْ للحظةٍ ما , أنها مريضة , و كل من حولها يعيشون بحالةٍ طبيعيّة ..



أمسكت بقايا شجاعتها , و اتصلت بأقرب شخصٍ لها ..



فأعلن هاتفه " هذا الرقم مغلق أو خارج نطاق التغطية حالياً .. نرجو المحالة لاحقاً "



فهربت مما هي فيه و قالت في نفسها : نتمنى أيها الحمقى .. تتحدثون العربيّة و لا تفقهونها ..



و من ثمَّ , استحضرتْ ذاكرتها , أنَّ صاحب هذا الرقم .. قتلته .. حربٌ أخرى ..



و كأنَّ حزنٌ واحدٌ لا يكفي للبكاء ..



و كأنَّ خوفٌ واحدٌ لا يكفي للانحناء ..



و كأنَّ ذكرى قاتلة واحدة .. لا تكفي .. للعياء .



تذكرتْ قصة حبٍّ عاشتها مع أحدهم ..



قصة ٌ ينقصها شرحٌ منطقي ..



قصة ٌ طويلة , تدور أحداثها عن خرابٍ في القلب , و ضياعٍ في الروح .. و حرب في العقل ..



بل هي حربٌ .. في الانتظار ..



رغم تشيعها لتلك اللعنة , إلا أنها تذكرتْ أيضاً كيف وقعت ! كيف مرضت ! كيف تعثرت ! كيف نضبت ! كيف .. كيف .. كيف ..



و ما بين كل حرف في ال ( كيف ) ..



ماتت مئة و ألف مرة , تبدّل حالها مليون مرة .. و فقدتْ ذاتها .. مرة ً واحدة .. في فضاءِ العدم الفارغ ..



احتضرتْ , فقدتْ الثقة , هوتْ , ترنحت .. و امتلأ حلقها بالخيبات , و رفض النداء لكلِّ الأسماء .. إلا اسمه ..



و بعد هذا التخبّط كلّه , و تساقط العبرات بين أحضان الشآم ..



قالت : 



لعنة ٌ أصابتنا .. حربٌ في كلِّ مكان ,, و كلِّ شيء ..



فهل نلحق شراب الضوء ؟!



و كل ما يحدث معنا و حولنا , لا يوحي إلا ..للفناء ..



 


بقلمي شهد بكر✍🏻


 


 


 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.