مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/25/2021 01:31:00 م

                 هل تتقبّل إبنك بكلّ حالاته ؟

 

هل تتقبّل إبنك بكلّ حالاته ؟
هل تتقبّل إبنك بكلّ حالاته ؟

فنون تربيّة الأبناء :

كثيراً من سلوكيّات أبنائنا لا تعجبنا فيمكننا معالجتها إلى أن تختفي بشكل نهائي كلّما أشبعنا الحاجة فكلّ سلوك يصدر عن الإبن سواء إيجابي أو سلبي ينبع من حاجة نفسيّة فعندما يقوم بسلوك إيجابي فهو يشعر بأنّه إنسان قوي فإذا هذه الحاجة تدفع الإنسان أن يبذل الجهد كذلك لو بدر من الإبن سلوك مثل : التخريب أو العناد أو العدوانيّة أو التأتأة أيضاً هذا يكون عبارة عن سلوك لإشباع حاجة فيها نقص لأن أوّل ما يشعر الإنسان بالنقص في حاجة معيّنة يختل توازنه الداخلي فإذا الإنسان من خلال سلوكه الخارجي يبحث عن المخرج الّذي يشبع هذه الحاجة ويعيد هذا التوازن .

  • أحياناً يعاد التوازن عندما يجد السلوك المسؤول السلوك الإيجابي وأحياناً يختل التوازن بشكل أكبر لو لجأ إلى إشباع هذه الحاجات بطرق غير سليمة ،فلذلك حتى نبعد أبنائنا عن هذا الإختلال في التوازن الداخلي أو الإضطرابات الداخليّة الّتي يشعر بها الإبن أشبع الحاجات النفسيّة لإبنك بطريقة سليمة ،وأيضاً يمكننا إشباع حاجاته بأشياء بسيطة لن تكلفك مبالغ طائلة تكلّفك فقط أشياء سلوكيّة .
  • لذلك يجب أن تمارس برنامج وسلوك يومي مع أبنائك وهذا البرنامج ليس فقط يشبع الحاجات وينمّي الشخصيّة لدى الأبناء وإنّما يساعدك أنت أيها المربي أو المربيّة لأنّه يخفف من الضغوطات اليومية ويخفف من التوتر فكلما مشيت في طريق إشباع الحاجات لدى أبنائك ومقتنع به أيضا تشبع حاجات نفسيّة عندك وتخلّصك من التوتر فيصبح أبنائك وحلبة الأسرة وحلبة تربية الأبناء عبارة عن مساحة وفرصة لإفراز التوّتر والتخلّص من الضغوطات الحياتيّة والنفسيّة،

الحاجة إلى القبول :

عندما يشعر الطفل أنّه مقبول لدى والديه هذه حاجة نفسيّة توفر للطفل نمواً متوازياً فالتربية الصالحة الّتي تبني الثقة بالنفس تمنحه الطمأنينة وتدفعه للأمام ليبني معالم شخصيته النامية وتشّكل في الوقت نفسه حصانة ضد الإضطرابات النفسيّة أو الإضطرابات السلوكيّة لديه أو إختلال توازن يأتي بشكل كبير جداً حينما يشعر هذا الإبن أنه مقبول داخل الأسرة ،لذلك قبول الإبن لا ينبغي إرتباطه بإنجازات معيّنة وفي الوقت نفسه يظهر الإبن عدم قبوله لو أخطأ أو فشل وهذه من الأخطاء الّتي تجعل الإبن يختل توازنه ويضطرب داخلياً حينما يشعر الطفل يقبل ويرفض وأنه ليس مقبولاً على إطلاقه أنه مقبول أحياناً ومرفوض أحياناً وهذا يجعل الإبن فعلا يعيش نوع من الإضطراب الداخلي لذلك ينبغي علينا أن نبتعد عن هذا الموقف أن تقبل إبنك عندما يحسن ولا تقبله عندما يفشل لذلك يجب عليك أن تتقبله لأنه ابنك ولأنه طفل صغير وأنه إنسان يجب إحترامه وتصان كرامته بعيداً عن أي ظروف أخرى سواء كانت هذه الظروف إنجازات أو إخفاقات فهو مقبول لأنه ابنك يجب أن تقبله وتفتخر وتعتز به لأنه ابنك ،

  • لو علّمت إبنك أنك تقبله عندما يحسن ولا تتقبلّه عندما يخطأ بذلك تشّكل عنده الحيرة بين إحترام وإحتقار بين قبول ورفض نتيجة هذا الإسلوب في التربية ماذا يحصل ؟ :
  1. ضعف في مكوّنات شخصيّة الإبن وسرعة إستجابته للمؤثرات الخارجيّة .
  2. إنقياده للآخرين دون حدود ولا معايير ولا مقاييس، ينتج عنه كذلك إنهيار في حاجة الطفل الأخرى إنهيار في حاجة الإبن للمحبة للطمأنينة فالّذي يرسخ في ذهن الإبن رفضه يعني كراهيته وبغضه فلا يتعلّم كيف يفصل بين السلوك والذات .
  3. يشعر أنك تكره سلوكه وتكرهه  أيضاً،لذلك الإنسان الّذي يحترم نفسه الإنسان الّذي يحسن السلوك ويحسن التصرف والذي يفتقد إحترام ذاته فلا يمكنه إلا أن يفسد مع نفسه ومع غيره لذلك القبول حاجة نفسيّة تشجّع وتدعم وتشبع بشكل كبير .

القبول يجب أن يكون موجهاً للإبن لأنّه إبنك فلا يمكنك أن ترفضه لذلك القبول والرفض مرتبط بمهارة فصل السلوك عن الذات ،( فصل الفعل عن الفعل ) فأنا أحب أبني لأنه أبني وعندما أرفضه فأنا أرفض السلوك فأنا غير راضٍ عن السلوك ولكن راض عن إبني هذا الذي يحقّق لنا التوازن أنّني أرفض السلوك لكن لا أرفض الشخص 

  • فلو أنّك لم تتعلّم الفصل بين السلوك وابنك فستصيبه بالإحباط وسيشعر بأنه غير محبوب أو غير مرغوب فيه ويبتعد عنه هذا الإشباع لذلك فالمربي الناجح يركز على السلوك وليس على الشخص ويعرف كيف يوزع مواقفه بين رفض السلوك وحب الإبن إذا أنت إنسان يفصل بين السلوك وبين الشخص فتتعلم مهارة أخرى مهمة جدا لكلّ مربي هي مهارة الفصل بين الإنفعالات والتفاعلات 

ما معنى هذه المهارة ؟ 

عندما ترى السلوك سلبي عند ابنك شيئ طبيعي فأنت بشر تنفعل، تغضب لكن ليس من الطبيعي أن تكون إنفعالاتك هي ردود أفعالك ، لأنه إبنك وسلوكه لا يرضيك من حقّك هذا الأمر ولكن الفرق بين الإنفعال وبين التفاعل فالتفاعل هو ردّة فعلك تتجاوب من خلالها مع إبنك فإذا تركت إنفعالك يقودك
  •  ماالذي يحصل؟ الندم لأن الغضب يجعل الإنسان يأخذ قرارت يندم عليها في حياته لكن ينبغي أن تتحكم في هذه الإنفعالات،كيف تتحكّم بها ؟؟

 يوجد هناك طريقتين للتحكم بالإنفعالات :

  1. الحركة : فهي وسيلة سهلة وفي متناول أيّ إنسان ففي الحركة بركة و الحركة تجعل عقلك ينقاد للحركة بدلا" أن ينقاد للإنفعال .
  2. التفكير : وهو أسلوب ومستوى أعلى من الحركة مثلاً تقول : هذا طفل ومن حقّه علي أن أعلّمه أن لا يخطأ وإذا إنفعلت وصرخت وضربت ما الّذي ستجنيه ! إذاً فالتفكر بإسلوب إيجابي ينفع .

والتفكير أيضاً أنّ السلوك الّذي لا يعجبك في إبنك 

ما الدافع وراء هذا السلوك ؟ أو لماذا ابنك يلجأ إلى هذا السلوك ؟

هنا تكون بدأت بالتفكير وبالتالي تتخلّص شيئاً فشيئاً من إنفعالك وثورة الغضب وهنا تكون تعلّمت مهارتين:
  1. الفصل بين السلوك وبين الفعل : (السلوك لا يعجبك ولكنّه إبنك وتحبّه)
  2. الفصل بين الإنفعالات : كمشاعر الغضب والتفاعل من حقّك أن تغضب لكن ليس من حقّك أن يكون غضبك هو ردّة فعلك فالتفاعل يجب أن يكون مدروساً .
لا تتحّكم فيه الإنفعالات وإنّما الحركة أو التفكير ففي الحركة بركة وفي التفكير لن تندم على أيّ قرار تتخذه بفكرك لكن ستندم إن إتخذت قرار وأنت غاضب فالإنسان أثناء الانفعال لا يعرف ماذا يفعل ! 
  • فإذا إتخذت هذه المهارات ستكون إنسان عنده مهارة التحّكم بالذات . 
بقلمي نور العصيري 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.