مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/11/2021 05:27:00 م

 كيف تكوني أم محبوبة

كيف تكوني أم محبوبة
كيف تكوني أم محبوبة

لطالما كانت الكلمات دومآ تتسابق في وصف قلب الأم، أنها الروح التي لا تنضب عن الدعاء لأولادها، و الحنان الذي لا يتبدل ، وأنها الرحمة المهداة لأطفالها مهما حصل ومهما امتدت الأيام، فهذه هي الفطرة التي جبلت عليها.
هل يوجد أم غير محبوبة؟
بالطبع لا، ولكن هناك أمهات ينفرن أطفالهن بطريقة أو بأخرى قد تكون منها أخطاءآ تربوية دون أن تدرك، مما يجعل الطفل قد يشعر بكره أبويه له، أو بكرهه لهم.
في هذا المقال سنتناول بعضاً من النقاط التي تساعدك لتكوني أم محبوبة أكثر، فالله عزوجل جعل محبتك لأطفالك فطرة وجعل حبهم لك أيضاً فطرة ينشؤون عليها، عليك الحفاظ على هذه المحبة وتنميتها حتى تثمر برآ لك منهم في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى.

إظهار الحب  والتصريح به: 

 فالحب ليس فقط باهتمامك وأداء واجباتك اتجاههم تربويآ، بل بترجمة هذا الحب كلمات حانية أيضآ في كل حين، فالكلمة لها أثرها الكبير في النفوس، كأن تقولي لهم: " أنا أحبكم، أنتم قرة عيني حقآ، أسأل الله أن يرضى عنكم، أنتم أحبة قلبي، أنتم أغلى ما وهبني الله"،  وبهذا تتذوق الأم مشاعرها لهم من جديد،وفي حال نشأ الطفل في جو من العدوانية والإهانة فإن ذلك من شأنه أن يؤثر على نفسيته سلبآ وذاكرته التي لن تعيد له أسباب التعنيف بل الألم فقط، وفي الحديث، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه و سلم فمر به رجل فقال يارسول الله إني لأحب هذا فقال له النبي صلى الله عليه و سلم " أعلمته ؟ " قال لا قال " أعلمه " قال فلحقه فقال إني أحبك في الله فقال أحبك الذي أحببتني له .

ربط أفعالك بالحب: 

فتبيني لهم أن أبسط عمل تقومين به، كان حبك لهم هو الدافع الرئيس لذلك، كأن تقولي: لقد صنعت هذه الحلوى لكم لأني أحبكم، صنعت لكم هذا الطبق الذي تحبونه لأني أحبكم يا أطفالي، دعوت لكم في ظهر الغيب لأني أحبكم، نهيتكم عن الأمر السابق لأني أحبكم ولا أحب لكم إلا الخير من الأشياء، أنا أذكركم بالصلاة لأني أحبكم، لا يوجد قلب في العالم يحبكم مثلي.

المصداقية في القول معهم لتكسبي ثقتهم: 

فالوفاء بوعدك عزيزتي الأم يعزز ثقتهم بك، والاعتذار منهم في حال عدم الاستطاع سيبني شيئآ جميلآ بينكم من التقدير، ويعلمهم كيفية التعامل مع الآخرين في حال عدم الاستطاعة، وبالصدق تبني معهم علاقة أساسها الأمان الذي يجعله مستقرآ إليك،  ففي الحديث عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه، أنه قال :دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه و سلم قاعد في بيتنا فقالت ها تعال أعطيك فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم " وما أردت أن تعطيه ؟ " قالت أعطيه تمرا فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم " أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة.

اللعب معهم: 

التربية تحتاج إلى الحب و الحزم لغرس القيم، فاللعب أفضل الأساليب المحببة للطفل التي تساعد الأم على غرس القيم،وهناك نوعان للعب: اللعب الترفيهي، واللعب التعليمي.
وإن اقتطاع جزءآ من اليوم لكلا الوالدين لممارسة اللعب مع طفلهم سيجعل الهدف التربوي محققآ بأبسط الوسائل، عن طريق اختيار لعبة تربوية أو أنشودة يتعلمها مع الحركات الطفولية وشرح المعاني لذلك، ولا يضر بأن يكون هذا الوقت قليلآ فمهما قل سيكون  أثره عميقآ في نفس الطفل.
فاللعب التعليمي من أمتع اللعب التي قد تمارسها الأم مع طفلها منها ( تمارين تقوية عضلة المخ، تمارين أدوات التفكير.. )وغيرها الكثير الذي سيغني طفلك فكريآ ويوسع مداركه العقلية.

احترام الطفل: 

فحينما تحترمين طفلك سيتعلم كيف يحترمك ويحترم الآخرين، ومن أساليب ذلك منادته بألقاب يحبها ( يا بطل، يا أميرة ماما، يا قطتي الجميلة، يا أسدي الشجاع، يا عفصفورة بيتنا، حبيبي وحبيبتي...)
تعزيز الثقة بالنقص الموجود: فإذا كان طفلك لديه نقص في سلوك معين، أو قيمة من القيم، قومي بتعزيز النقص بالثناء عليه، ( أنت بطل لانك كريم تعطي إخوتك، أنت بطل لأنك مؤدب لا تتلفظ إلا بالكلام الطيب مثلك)، فأحترمه أثناء تعليمي له، وأقدره وكأنه كبيرآ، بالابتعاد عن السخرية منهم أو الاستهزاء بهم.

اغتنام فرصة التجمع الأسري، في أوقات الطعام:

 حتى هذه الأوقات هي فرصة عظيمة للأم لتغرس قيمها في طفلها، وربط ذلك في ذاكرة الطفل، بالحديث والحوار معه، مع التزام آداب الطعام.

اغتنام وقت النوم: 

من أجمل الأوقات التي ينتظرها الطفل في يومه هو قصة النوم، والتي قد لاتغادر ذاكرته حتى يكبر، والأم الواعية تغتنم هذه الرغبة في زرع ما تريد من أفكار و آداب وأخلاقيات وسلوكيات تصوغها في قصص من خيالها مرة ومما تبحث عنه ليوافق هدفها السلوكي مرة أخرى، فتنظيم ذلك ضمن أجندة أسبوعية تكتبين بها خطة قصصية لفترة مافبل النوم ستساعدك جدآ في تعزيز محبتك عندهم و نجاح تربيتك لهم، ولا ننسى لما قصص الأنبياء من أهمية في ذلك والتي تحمل في طياتها الكثير من الفوائد والعبر، وتساعدك على غرس عقيدة صحيحة سليمة في نفوسهم.

لغة الهدايا:

 فهي من لغات الحب ولكن باعتدال، ممكن تقديمها بعد إنجاز قام بها طفلك، ومن الجميل تقديمها في بعض الأحيان بلا سبب فقط لأنك تحبينهم، فتخبرينهم أن الهدية سببها حبك لهم.

الدعاء:

 من أجمل الأساليب التي قد تدخل السرور لقلبهم الدعاء لهم على مسمع منهم. 
وفي الختام لا ننسى أن نطلب على الدوام من الله تعالى بالدعاء أ يوفقنا لتربية أطفالنا كما يحب ويرضى، فإن وافق توفيقه اجتهادنا كان الخير الكبير والفضل العظيم.

اقرأ المزيد....

بقلم غدير عثمان.


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.