عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث الأزمة المالية. تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/23/2022 03:05:00 م

عشر شركات كبرى تخبرت أموالها بلحظات - تصميم الصورة وفاء مؤذن
عشر شركات كبرى تخبرت أموالها بلحظات
 تصميم الصورة وفاء مؤذن
يعلم معظمنا بأن سوق البورصة بشكل عام وسوق الأسهم بشكل خاص، هي أسواق تتسم بعدم اليقين، حيث إن خطرها لا يرتبط بالأفراد بشكل خاص بل أنه يرتبط بالشركات الكبرى الأكثر احترافية التي تتعرض أيضاً لخسائر ضخمة قد تصل أحياناً لعشرات المليارات من الدولارات الأمريكية.

وعلى الرغم من أنه لا يمكنك أن تضمن المخاطر التي تحدث في عالم الأسهم، إلا أنه بإمكان المستثمرين المبتدئين الذين قد اغتروا بأنفسهم وقرروا أن يدخلوا عالم البورصة ونسوا مخاطر الأمر، أن يتعلموا من تجارب الشركات الكبرى التي قد تعرضت سابقاً للخسائر.

ومن هذا المنطلق سوف نذكر إليكم بالأسطر القادمة أكبر عشر شركات عالمية قد تعرضت لعدة خسائر بمليارات الدولارات بيوم واحد فقط، وهذا لكي تتمكن من الاطلاع على جميع تجارب هذه الشركات وتتعلم منها.

- شركات كبرى خسرت المليارات في لحظات:

بنك ويلز فارجو 

في أحد الأيام قد أعلن المجلس الفيدرالي عن فرض عقوبة صارمة للغاية على |بنك ويلز فارجو| Wells Fargo"، وهذا بعد أن تعرض البنك لسلسلة كبيرة من الفضائح، حيث فرض المجلس قيوداً كبيرة على قدرة الشركة في النمو، وبهذه الصورة قد خسر بنك ويلز فارجو قرابة ٢٨،٩ مليار دولار أمريكي بيوم واحد فقط.

العملاقة أمازون

في الواقع أن |أمازون| التي تعد عملاقة التجارة الإلكترونية لم تسلم من الخسارات الكبيرة أيضاً، فقد بلغت خسارتها بعام ٢٠١٨ حوالي ٣٦،٥ مليار دولار بيوم واحد! 

والسبب بتلك الخسارة هو تغريدة الرئيس السابق لأمريكا "ترامب"، والتي قال بها بأن خدمة البريد الأمريكية تتعرض للخسارة فقط بسبب أمازون Amazon.

بنك "Bank of America"

في أحد أيام شهر تشرين الأول من عام ٢٠٠٨ تعرض سهم بنك |Bank of America| إلى التراجع بقيمته بشكل كبير للغاية، فقد تعرض لخسارة سجلت بحوالي ٣٨،٥ مليار دولار، وهذا بعد أن قام بالإعلان عن نتائجه المالية السيئة التي سجلت في الأزمة المالية.

كما وكشف البنك الأمريكي بأن أرباحه الفصلية قد انخفضت للغاية بنسبة ٦٨% عن عام ٢٠٠٧، وهي نسبة سيئة للغاية.

ألفابت 

إن أرباح الشركة الأم لغوغل "|ألفابت Alphabet|" انخفضت عن التوقعات التي كان يحددها المحللين الاقتصاديين، فقد انخفض سعر الأسهم الخاصة بالشركة بنسبة تقدر ٥،٣% أي أنها خسرت قرابة ٤١،١ مليار دولار بيوم واحد أيضاً.

شركة الجنرال إلكترتك 

إن إعلان شركة "|جنرال إلكترتك|" قد تسبب في خسارتها وانخفاض أرباحها بحوالي ٦%، وقد كان هذا الانخفاض كبير للغاية بشكل لم يكن يتوقعه المستثمرين ولا حتى المحللين، أي أنها خسرت ٤٦،٩ مليار دولار بيوم واحد بتاريخ ١١ نسيان بعام ٢٠٠٨.

عشر شركات كبرى تخبرت أموالها بلحظات - تصميم الصورة وفاء مؤذن
عشر شركات كبرى تخبرت أموالها بلحظات
 تصميم الصورة وفاء مؤذن 
نسمع كثيراً عن قصص نجاحات لأشخاص وشركات قد بدأوا من رأس مال صغير حتى ثابروا، وتحدوا الصعاب لكي يصلوا في نهاية المطاف إلى العالمية، ولكن هل فكرنا كم من الأموال قد خسروا خلال مسيرتهم؟ هل نعلم ما هي الصعوبات التي تخطوها؟

إن الشركات الكبرى صاحبة الأسماء العالمية تعاني من عدة مخاطر في سوق البورصة، فهو مكان مليء بالصعوبات لدرجة أنك قد تخسر كل ثروتك بأقل من ساعة! ولكن الاستسلام بالتأكيد ليس هو الحل، فإذا كنت ترغب بأن تخوض التجربة وتبدأ بالدخول إلى عالم البوصة فلا بد لك أن تتعرف على تجارب أكبر الشركات، وتتعلم منها من أجل أن تتجنب المشاكل التي قد وقعوا فيها، وجعلت ملياراتهم تتبخر ببضع لحظات.

شركة إكسون موبيل الأمريكية 

شهدت جميع الصناعات بعام ٢٠٠٨ خسارات و أضرار كبيرة بسبب معاناة العالم في ذاك الوقت من الأزمة المالية، ولهذا السبب قد تراجع سهم شركة |إكسون موبيل| تراجعاً حاداً للغاية، كان هذا الانخفاض أثر المخاوف الكبيرة من أن يتسبب الركود المالي بحدوث انخفاضٍ في مبيعات البنزين، مما جعل شركة تخسر قرابة ٥٢،٥ مليار دولار بأيام معدودة.

عملاقة الهواتف أبل Apple 

بدأت أبل بموسم الإجازات بعام ٢٠١٢ برسم خطة مبيعاتها، حيث كانت تظن بأنها ستحقق مبيعات هائلة في هذا الموسم، ولكن هذه الخطط قد قُبلت بالفشل، مما أدى لانخفاض سعر سهمها بسوق الأسهم، حيث بلغت قيمة خسارتها حوالي ٥٩،٦ مليار دولار بأقل من يوم واحد.

الشركة الغنية عن التعريف "مايكروسوفت"

 لقد واجهت |مايكروسوفت| أسوء أيامها عندما قد أصدر القاضِ الفيدرالي حكمه الذي يقتضي بأن مايكروسوفت الأمريكية تعمل على استغلال هيمنتها على صناعة تقنيات الحواسيب، وذلك من خلال امتلاكها لويندوز، ولهذا السبب قد لقي سهم شركتها انخفاضاً حاداً بعام ٢٠٠٠، حيث سجلت خسائرها في ذاك الوقت ٨٠ مليار دولار.

شركة Intel

تختص |إنتل| بصناعة رقائق ومعالجات الحواسيب، حيث إن انفجار فقاعة الإنترنت بعام ٢٠٠٠ أدى لخسارة الشركة ٩٠،٧ مليار دولار.

 العملاق الفيسبوك "Facebook"

في يوم ٢٦ من تموز بعام ٢٠١٨، قد لوحظ بأن سهم |الفيسبوك| قد انهار بشكل غامض، وتسبب بخسارة أكثر من ١١٩،٤ مليار، وخسارة مديرها التنفيذي أيضاً ١٥ مليار دولار، وكان هذا الخبر صادماً لجميع المحللين والمستثمرين، لأن أرباح الشركة بالربع الثاني من العام ذاته كانت تشير إلى أن الفيسبوك يمر بأفضل أوقاته.

هذه هي أكبر الشركات التي خسرت مبالغ بالمليارات خلال يوم واحد، اقرأ هذه التجارب جيداً لكي تستفيد منها وتتجنب الوقوع فيها.

بقلم إيمان الأغبر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/16/2022 07:21:00 م
هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس
 اختيار الصورة وفاء المؤذن 
أكثر من ١٤٠ مليار دولار من |ديون روسيا| الخارجية على المحك! 

وبوتين يلوح ويهدد بإمكانية سداد ديون بلاده الأجنبية بالروبل بدلاً من العملة الصعبة! 

الوضع الاقتصادي في روسيا 

- حتى شهر شباط الفائت من هذا العام ٢٠٢٢، كانت أكبر البنوك والصناديق الاستثمارية في العالم يتنافسون على من يقوم بتسليف الحكومة والشركات الروسية، ويتنافسون أيضاً على من يضمن ديون الروس، وهذا ليس لأجل روسيا، بل لأن الحكومة الروسية كانت تملك في ذلك الوقت جدار ائتماني، يجعل المستثمرين مرتاحين جداً عند تسليفها من دون القلق على أموالهم. 

حيث تعتبر روسيا بلد ديونها الخارجية صغيرة جداً مقارنة مع حجم اقتصادها، وتملك احتياطيات تتجاوز قيمتها ٦٤٠مليار دولار، وعائدات نفط وغاز بالمليارات تدخل البلد كل يوم، لذلك كان الجميع يقوم بتسليف روسيا دون الخوف من عدم قدرتها على سداد الدين. 

خسارة روسيا لقوتها الاقتصادي 

ولكن المشكلة أن معظم نقاط القوة الاقتصادية التي تميز روسيا أصبحت من الماضي خلال أسبوعين فقط؟! 

وكان ذلك نتيجة للحرب الاقتصادية الشرسة التي تتعرض لها روسيا مؤخراً، حيث صرحت مديرة صندوق البنك الدولي منذ أيام، أن تخلف روسيا عن سداد ديونها، لا يعتبر في الوقت الحالي احتمال ضعيف كما كان سابقاً، وعلى الناحية الأخرى فقد أخبر الروس أصحاب الديون الأجانب، أنه من الممكن أن يسددوا لهم ديونهم بالروبل الروسي وليس بالعملة الأجنبية كالدولار واليورو. 

- كل الكلام السابق يضع أمامنا العديد من الأسئلة وهي: 

هل روسيا غير قادرة بالفعل على تسديد ديونها؟ 

وماذا سيحدث إذا كانت روسيا غير قادرة على سداد ديونها أو أنها رفضت تسديدهم؟ 

وهل تعتبر روسيا على حافة الإفلاس؟ 

وهل يعتبر أمر منطقي وعادل أن تسدد روسيا ديونها الأجنبية بعملتها الأجنبية؟ 

ولو حصل هكذا أمر ماذا في يد أمريكا وأوروبا أن يفعلوه؟ 

والسؤال الأهم هو: 

ما علاقتنا نحن كعرب بالديون الروسية؟ ولماذا تخلف روسيا عن السداد سوف يؤثر علينا جميعاً؟ 

هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس
 اختيار الصورة وفاء المؤذن 

تصريح وزير المالية الروسي بما يخص الديون 

- في ١٣آذار من هذا العام ٢٠٢٢، صرح وزير المالية الروسي(Anton Siruanov) من خلال مقابلة على التلفزيون الرسمي الروسي، أن |العقوبات الاقتصادية| التي فرضت على روسيا حرمتها نصف احتياطاتها الأجنبية، وذلك بالطبع أضعف من قدرة البلد على سداد ديونها بالعملة الأجنبية كالدولار واليورو، ومن المفروض أن تسدد روسيا دفعة قدرها ١١٧مليون دولار لأصحاب الديون يوم الأربعاء الموافق ١٦آذار، وبالفعل تم إصدار أمر بسحب المبلغ من أموال روسيا في الخارج وتحويله لأصحاب الديون، لو تم رفض تنفيذ أمر السحب من الدول الغربية بحجة أنها قامت بتجميد حساباتنا الموجودة عندها فسوف نقوم بدفع الديون بالروبل، وذلك حسب سعر صرف |الروبل| مقابل |الدولار| في ذلك الوقت.. 

وهذا التصريح يضعنا أمام سؤال هام ومنطقي جداً وهو: 

هل من الممكن لدولة أن تدفع ديونها بالعملة الأجنبية بعملتها المحلية؟ 

-توقفنا عند سؤال منطقي وهام في خضم الأحداث الحاصلة وهو هل من الممكن أن تدفع دولة ديونها الأجنبية بعملتها المحلية؟ 

والإجابة على هذا السؤال مهمة جداً والتي ستكون مدخلنا للحديث عن بعض الأمور التي تخص السندات من الضروري أن تملك عنها بعض المعلومات عزيزي القارئ. 

قوانين السندات المالية 

-بشكل عام، يجب على  الدولة المصدرة للسند، أن تسدد للمستثمر الفوائد وقيمة السند، بالعملة التي تم إصدار السند بها، وعلى سبيل المثال، لو أن الحكومة النرويجية قامت ببيع سندات بالدولار للمستثمرين، فيجب عليها تسديدهم بالدولار وليس بالعملة النرويجية. 

- وهذا هو الأمر الطبيعي في أي سند، إلا إذا كان الطرفين وهما الجهة المصدرة للسند والطرف الذي اشترى السند اتفقوا على عكس ذلك أثناء إصدار السند. 

يوجد في بعض السندات بند يسمى |الخيار الاحتياطي|، وهو عبارة عن بند قانوني يسمح للجهة المصدرة للسند، أن تقوم بدفع الفوائد وتسدد قيمة السند بعملة غير العملة التي تم إصدار السند بها، على سبيل المثال، الحكومة الروسية باعت للمستثمرين خمسة عشر سند منهم بالدولار ومنهم باليورو، ستة من هذه السندات كان قد كتب في نص العقد العبارة التالية: 

يمكن للحكومة الروسية سداد مدفوعات السندات بالروبل، في حال كان الاتحاد الروسي غير قادر على سداد أصل الدين، أو الفوائد المستحقة عليه سواء بشكل كلي أو جزئي، وذلك فيما يتعلق بالسندات المصدرة بالدولار الأمريكي. 

وذلك يعني باختصار، أنه بإمكان روسيا تسديد قيمة وفوائد كل السندات بالروبل، التي تم إدراج هذا البند القانوني في العقد. 

لماذا حدث خوف في الأسواق من تصريحات وزير المالية الروسي عندما قال أنه من الممكن أن يتم سداد مبلغ ١١٧مليون دولار بالروبل الروسي في ١٦ آذار من عام٢٠٢٢؟! 

باختصار لأن هذا المبلغ هو مدفوعات مستحقة على اثنين من سندات الحكومة الروسية، وهذين السندين ليسوا من ضمن الستة سندات المدرج فيهم الخيار الاحتياطي الذي يتيح الدفع بالروبل. 

هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس
 اختيار الصورة وفاء المؤذن 

أزمة روسيا

ومن هنا تدخل روسيا في الأزمة، فلو أصرت روسيا على دفعهم بالروبل، فإنها تعتبر وكأنها لم تدفع شيئاً، وهكذا ستدخل الحكومة فيما يسمى التعثر في السداد، وسيكون لديها فترة سماح مدتها ثلاثين يوم فقط، قبل أن يتم إعلانها متخلفة بشكل رسمي عن السداد. 

لو لم يتم دفع هذه الأموال قبل ١٥نيسان القادم من هذا العام٢٠٢٢، ستكون هذه أول مرة تتخلف فيها روسيا عن سداد ديونها الأجنبية في آخر ١٠٠عام. 

فقد كانت آخر مرة تأخرت فيها روسيا عن سداد ديونها الأجنبية، كانت في عام ١٩١٨أيام فلاديمير لينن، وآخر مرة تأخرت فيها عن سداد ديونها المحلية، كانت في عام ١٩٩٨. 

حتى لو افترضنا أن حاملي السندات وافقوا على أن تدفع لهم الحكومة الروسية بالروبل، أو افترضنا أن كل السندات الروسية فيها الشرط الذي يسمح للحكومة أن تدفع بالروبل، ستبقى روسيا رغم ذلك معرضة لخطر التخلف عن السداد ولكن لماذا؟

سأترك لك التفكير بالإجابة عزيزي القارئ.. 

روسيا في أزمة سداد ديونها، فهل سيسجل التاريخ أول تخلف لروسيا عن سداد ديونها بالعملة الأجنبية منذ عام ١٩١٨، أم أن روسيا ستتمكن من تجاوز الخطر المحدق بها. 

تحدثنا سابقاً عن تفاصيل مهمة بما يخص العقود والسندات والبنود المدرجة فيها، وعن أزمة روسيا بما يخص سداد ديونها. 

وتوقفنا عند سؤال مهم وهو لماذا روسيا تعتبر عاجزة عن سداد ديونها حتى لو كانت كل السندات تندرج تحت الخيار الاحتياطي وهو الدفع بالعملة المحلية؟ 

وذلك لأن العقوبات التي فرضت مؤخراً على البنوك الروسية، ستجعل إمكانية فتح المستثمرين لحسابات بنكية في دولهم لتمكنهم من استقبال الأموال بالعملة الروسية المحلية الروبل، هو أمر شبه مستحيل من الناحية العملية، وخصوصاً بعد أن تم |حظر روسيا| من نظامSWEFT. 

إجبار روسيا على التخلف عن سداد ديونها 

وبذلك فإن روسيا مهددة بالتخلف عن السداد بالإجبار ورغماً عنها، أو على حسب تعبير وزير الخارجية الروسي، بأن روسيا يتم دفعها إلى ما يسمى |تعثر اصطناعي في السداد|، وذلك بالمناسبة ما أكدته مديرة صندوق النقد الدولي (Kristalina Georgieva) في تصريحاتها نصاً، بأن روسيا تمتلك الأموال التي تمكنها من تسديد ديونها بكل سهولة، وبالرغم من ذلك، هي غير قادرة على التسديد لأنها لا تمتلك حق التصرف بهذه الأموال، وتقصد بكلامها هذا ٤٠٠ مليار دولار للبنك المركزي الروسي، والتي قامت البنوك المركزية الغربية بتجميدهم ومنعها من الوصول إليهم. 

- وحتى لا يتخلف الروس عن السداد، من الممكن أن يفكروا في تسييل احتياطاتهم الضخمة من |الذهب|، ولكن حتى هذه الطريقة من الواضح أنها ستخضع  للعقوبات الأمريكية ولن تسلم منها. 

هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس
 اختيار الصورة وفاء المؤذن 

تضييق الخناق على روسيا 

في الوقت الحالي، هناك مجموعة من الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأمريكي، يحاولون إصدار قانون رسمي ينص على منع |البنك المركزي الروسي|، من بيع احتياطاته من الذهب، ومما زاد الأمر سوءً هو أن وكالات التصنيف الائتماني الثلاثة المعروفة وهي(MOODY'S, STANDARD&POOR'S, FitchRatings)، قامت بتخفيض التصنيف الائتماني للديون السيادية الروسية، وذلك يعني أنه بعد أن كانت السندات الروسية مدرجة في  الدرجة الاستثمارية ( Investment Grad)، تم إدراجها في الدرجة الرديئة (Junk Grad) والتي تضم السندات غير المرغوب فيها. 

وبالطبع فإن محاصرة |الاقتصاد الروسي| بهذا الشكل، أثرت على أسعار سندات الحكومة الروسية المتداولة في السوق، وعلى قدرتها على الاقتراض. 

انخفاض أسعار السندات الروسية إلى الحضيض

وبالتالي، فإن |السندات الروسية| بالعملة الأجنبية وهي الدولار لعام ٢٠٢٩، كانت تُباع في بداية عام٢٠٢٢ بمبلغ ١١٠سنت مقابل كل دولار، وذلك يعني بأن السند الذي تبلغ قيمته الاسمية مليون دولار، كان المستثمر يدفع فيه مليون ومئة ألف دولار حتى يحصل عليه، وكان يشتريه بزيادة عن سعره وليس بحسم، وذلك بسبب التنافس الكبير على السندات الروسية. 

  وفي٧ آذار من هذا العام، نفس السند أصبح يباع ب١٧سنت مقابل كل دولار، وذلك يعني أنه يباع بخصم يعادل ٨٣% من القيمة الاسمية، وهذه النسب لم نسمع عنها من قبل إلا في دول تصنف على أنها فاشلة مثل فنزويلا. 

ماذا يجب على روسيا أن تفعل في مثل هذا الوضع؟ 

 تفنيد الديون الروسية 

- تبلغ ديون روسية للخارج ١٤٠مليار دولار تقريباً بالعملات الأجنبية، منهم أربعين مليار دولار تخص الحكومة وتسمى |ديون سيادية|، وأيضاً مئة مليار دولار تخص الشركات الروسية. 

هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس
 اختيار الصورة وفاء المؤذن 

أكبر الشركات الروسية وكيف تصرفت بما يخص ديونها 

-لو نظرنا للجزء الأكبر من الديون والذي يخص الشركات سوف نجد شركات روسية مشهورة مثل( GAZPROM, ROSNEFT)، والسكك الحديدية الروسية، وبنك موسكو الائتماني، وحتى الآن فإن هذه الشركات ملتزمة بدفع الأموال التي عليها للأجانب بدون أي مشاكل. 

- وعلى سبيل المثال، في بداية شهر آذار شركة الطاقة الروسية (GAZPROM)، دفعت ١،٣مليار دولار لحاملي السندات الخاصة بها، والتي تبلغ قيمتها الإجمالية ٢٥مليار دولار، وبعد ذلك دفعت شركة (ROSNEFT) مبلغ اثنين مليار دولار لحاملي سنداتها، وبالطبع فقد تم دفع هذه المبالغ في ظل تدهور |سعر صرف الروبل| أمام الدولار، والذي بدوره سبب ضغط كبير على كل الشركات الروسية، التي يترتب عليها ديون كبيرة  بالعملة الأجنبية، ولكن حتى الآن ليس هناك مشاكل فيما يخص الشركات. 

الديون التي تخص الحكومة الروسية ومشكلاتها 

-لدى الحكومة الروسية في السوق خمسة عشر سند بما يقارب الأربعين مليار دولار، ولنكون أكثر دقة فإن قيمتهم بالتحديد٣٩،٩ مليار دولار، حسب تقديرات(Bloomberg). 

وللأسف فإن وضع هذه الديون معقد من أكثر من جهة، فقبل تصريحات وزير المالية الروسية الأسبوع الفائت، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أصدر قرار في ٥آذار، يسمح فيه للحكومة والشركات الروسية، أن تسدد للدائنين من |الدول غير الصديقة| لروسيا بالروبل، وتقصد روسيا بالدول غير الصديقة ( أمريكا وأعضاء الاتحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان وكندا وأيضاً النرويج وسنغافورة وكوريا الجنوبية وسويسرا وأوكرانيا). 

من هي الدول التي يقع على عاتق روسيا دفع الديون لها

والفكرة بأن أغلب ديون روسيا الخارجية، سواء كانت تخص الحكومة أو الشركات هي للدول غير الصديقة.

وعلى سبيل المثال، تدين روسيا لإيطاليا بقيمة ٢٥مليار دولار، ونفس المبلغ أيضاً ديون لفرنسا، وأيضاً ١٧,٥مليار دولار للنمسا، و١٤,٧ مليار دولار لأمريكا، و٩,٦ مليار دولار لليابان، ١,٧مليار دولار لكوريا الجنوبية، والطريق أمام روسيا لتسديد هذه الديون مغلق نهائياً، وهذا الطريق مغلق من ناحية الغرب الذي يحاصر |القطاع المالي الروسي|، وقام بإصدار قرار بتجميد أصول البنك المركزي الروسي، ومن ناحية روسيا التي تنوي أن تدفع ديونها بالروبل. 

هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس - اختيار الصورة وفاء المؤذن
هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس
اختيار الصورة وفاء المؤذن 

موقف الحكومات الغربية

وبرغم الخسارة الكبيرة التي ستعاني منها شركاتها و|المستثمرين| من عدم قدرتهم على استرداد أموالهم من روسيا على الأقل في الوقت الحالي، إلا أن الحكومات الغربية مصممة أن تمشي في طريق محاربة روسيا اقتصادياً، والضغط على الرئيس الروسي لإنهاء الحرب على أوكرانيا، ومن هنا حتى يتنازل أحد الأطراف عن موقفه، بإمكاننا القول بأن روسيا تمشي في طريق التخلف عن سداد ديونها الحكومية. 

هل تعتقد أن روسيا تعتبر من أول الدول التي تتخلف عن سداد ديونها؟؟ وهل هذا الأمر نادر الحدوث؟ 

تخلف روسيا وغيرها من الدول عن سداد ديونها 

ديون لم تسدد 

- تخلفت روسيا سابقاً عن سداد ديونها، وكان المبلغ حوالي ٧٣مليار دولار في عام ١٩٩٨. 

 - الأرجنتين تخلفت في عام ٢٠٠١، عن سداد ٨٢ مليار دولار.  

- في عام ٢٠١٢ تخلفت اليونان مرتان عن سداد ديونها، واحدة في آذار ٢٦٤مليار دولار، ومرة أخرى في كانون الأول حيث عجزت عن دفع ٤١ مليار دولار. 

-وأيضاً تخلفت الأرجنتين مرة أخرى في عام ٢٠١٤، عن سداد٢٩ مليار دولار. 

- وبعد سنة بالتحديد في عام ٢٠١٥، عجزت أوكرانيا عن سداد ديون بقيمة ١٣مليار دولار. 

-وفي عام ٢٠١٧، عجزت فنزويلا عن دفع ٣١ مليار دولار. 

-وتعثرت الأرجنتين في عام٢٠٢٠، عن دفع ١٠٩مليار دولار -ولبنان في عام٢٠٢٠، عجزت عن دفع ٣١مليار دولار. 

- والإكوادور في عام٢٠٢٠، عجزت عن سداد ديونها بقيمة ١٧مليار دولار. 

وبهذا لم تكن روسيا الدولة الوحيدة التي تتخلف عن سداد ديونها. 

لو افترضنا أن روسيا تخلفت بشكل رسمي عن سداد ديونها فعلاً ماذا سيحدث

في مثل هذه المواقف ليس أمام أصحاب الدين إلا حل من اثنين، إما التفاوض مع الحكومة على شروط مختلفة للسداد، أو أخذ حقهم عن طريق المحاكم في محاولة الحجز على أصولها، بنفس طريقة الملياردير الأمريكي (paul Singer)، ولا أحد يعرف ماهي الطريقة التي سوف يتبعها الأمريكان والأوروبيين في تحصيل ديونهم. 

هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس - اختيار الصورة ريم أبو فخر
هل ترفض روسيا دفع ديونها بالعملة الأجنبية وكيف تدفعها أمريكا نحو الإفلاس
 اختيار الصورة ريم أبو فخر 

ما علاقة الوطن العربي حتى يتأثر بما يحدث 

- نحن كمواطنين عرب في الوطن عربي ما علاقتنا بما يحدث؟ 

الشيء المشترك بينا وبين روسيا، هو مايقال علينا في أسواق المال بأننا أسواق ناشئة، وكما نعلم أن |السوق العالمي| يتأثر ببعضه، فلو تخلفت روسيا عن سداد ديونها، ودخلت بأزمة ديون عميقة سوف تكون سبب في رفع معدلات الفائدة في كل الأسواق الناشئة، لأنه سيحصل تلقائياً حالة ذعر وهروب لرؤوس الأموال، نحو الأسواق المتقدمة الأكثر استقراراً، وباعتبارنا أسواق ناشئة فنحن نحتاج لإقناع أصحاب رؤوس الأموال بعدم سحب أموالهم، عن طريق رفع سعر الفائدة، وهذا سوف يضغط على ميزانيتنا الحكومية، في حين كنا مقترضين بالأصل من أجل سد عجز الميزانية. 

ومن حسن حظنا كأسواق ناشئة ودول عربية، أن هذه الأزمة تحصل في سوق ناشئ أساساته قوية ومستقر مثل السوق الروسي، فلو كانت لا قدر الله قد حصلت في دول مثل تركيا وجنوب أفريقيا الغارقة في الديون الأجنبية، ستكون كارثة تمتد آثارها إلى كل الأسواق الناشئة بما في ذلك الوطن العربي، مثل ماحصل في |الأزمة المالية الآسيوية| عام ١٩٩٧، فلا تركيا ولا جنوب أفريقيا سيكون بإمكانهم تحمل ربع ما يحصل في روسيا اليوم، والذي ساعد روسيا على الصمود وعدم الانهيار بشكل كامل حتى اليوم، هو أن ديونها الخارجية صغيرة جداً، سواء بالنسبة لحجم الميزانية أو الناتج المحلي الإجمالي، وكالعادة هذا السؤال موجه لك عزيزي القارئ. 

هل |الحصار الاقتصادي| الخانق المفروض على روسيا سوف يدفعها في النهاية لإيقاف حربها على أوكرانيا؟ أم أنها ستستمر مهما كانت التكاليف؟ 

بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/03/2022 12:08:00 م
سبب شهرة العملات الرقمية وما هي تقنية البلوكشين
عملات رقمية مشفرة -Crypto 
لماذا تحظى |العملات الرقمية| بشعبية كبيرة؟؟

هل سألت نفسك يوماً هذا السؤال؟؟؟

معظم الناس يعرف ما هي العملات الرقمية تماماً، ويعرف بأنها تستمر في جذب المستثمرين والمتداولين بشكل متزايد، وذلك لعدة أسباب ومن بينها:

استطاعت |البيتكوين| خلال فترة وباء كورونا أن تتحدى النظرة التقليدية إلى العملات الرقمية على أنها مخزن بالفعل غير موثوق به للقيمة.

بالتأكيد على عكس الملاذ الآمن التقليدي للذهب مثلاً.

حيث سجلت رقماً قياسياً في ظل مناخ اقتصادي أثرت عليه الأزمة الصحية العالمية.

والآن لدينا ما يلي:

الاستثمار المؤسساتي المذهل والضخم والمتزايد في البيتكوين

بعد أن اقتصر الاستثمار فيها في الماضي على الأشخاص الهواة، وصغار المستثمرين، ولا سيما في ظل الأنظمة والقوانين والتشريعات أيضاً، التي كانت بالفعل تحد من انخراط كبار المؤسسات المالية في البيتكوين، واعتراف العديد من الجهات الرسمية بالعملات الرقمية، وسن لوائح تنظيمية جديدة للاستثمار فيها، وساهمت إجراءات التقنين والتنظيم بالفعل في رفع معدل الثقة لدى المتعاملين والمستثمرين مما فتح الباب واسعاً أمام تدفق رؤوس الأموال الهائلة لسوق العملات الرقمية من قبل مؤسسات الاستثمار المختلفة.

وإذا أردت معرفة كيفية عمل العملات الرقمية؟

فإليك التالي:

 كيفية عمل العملات الرقمية

معظم العملات الرقمية عبارة عن شبكات لا مركزية، وتعتمد على تقنية |بلوك شين|، بما فيها عملة البيتكوين.

وكل عملة فيها:

هي في الأساس ملف كمبيوتر، ويتم تخزينه في |محفظة رقمية|، ويمكن الوصول إليه عن طريق تطبيقات الهواتف المميزة الذكية، أو الأجهزة الرائعة التي تدعم الإنترنت.

وهذه الملفات كلها قابلة للتحويل كلياً أو جزئياً من شخص لآخر عبر تكنولوجيا البلوك شين.

قد تسأل نفسك الآن ما هي تقنية البلوك شين

هي عبارة عن تقنية تشفير فريدة، تسمح بإجراء معاملات آمنة وشفافة بالفعل، وبتعبير مبسّط هي تقنية تسمح لشخص أو شركة معينة مثلاً بنقل أصول ذات قيمة إلى شخص آخر بأمان، ومن دون تدخل أي وسيط.

هل يمكنك توقع ما سبب إعجاب الجميع بتقنية البلوك شين

لأنها لا مركزية، فهي بالفعل ليست مملوكة لكيان واحد، وغير قابلة للتغيير أيضاً، ولا يمكن لأي شخص العبث بالبيانات الموجودة داخلها، وهي تتميز بانها شفافة أي يمكن لأي شخص بالفعل تتبع البيانات الواردة فيها.

والآن حان دور معرفة أمر مهم جداً:

كيف يمكنني الحصول على هذه العملات الرقمية

في حين أن أغلب العملات، بينما في ذلك البيتكوين متاحة للشراء بالدولار الأمريكي، فإن بعض العملات الرقمية تتطلب أن تدفع وذلك باستخدام عملة البيتكوين أو عملة رقمية أخرى.

ولشراء العملات الرقمية بشكل مستقل:

سوف تحتاج إلى محفظة إلكترونية بكل تأكيد، وهي تطبيق عبر الإنترنت يمكنه الاحتفاظ بعملتك.

ويمكنك أيضاً شراء العملات الرقمية من وسيط مالي، حيث يتعين عليك دائماً إنشاء حساب، ومن بعد ذلك تقوم بتمويله من أجل شراء عملاتك المفضلة.

أتمنى ان تكون هذه المعلومات كافية حول ما يتعلق بالعملات الرقيمة.

إذا أعجبك موضوع المقال الرائع، شاركنا رأيك في التعليقات.

بقلمي: دارين عباس
اختيار الصورة: رزان الحموي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/01/2022 10:29:00 ص

تعرَّف على قصَّة مطاعم كنتاكي
 تعرَّف على قصَّة مطاعم كنتاكي 
تنسيق الصورة : ريم أبو فخر 
 
لو جاء ذكر الدجاج المقلي أو الوجبات السريعة في حديثٍ ما، فمن المؤكَّد أنَّ أول اسمٍ يخطر في البال هو دجاج كنتاكي أو KFC بمعنى kentucKy fried chicken أو أي مسمَّى آخر يدل على هذا المكان؛ أشهر سلسلة مطاعم دجاج مقلي في العالم.  

لمعرفة القصة التاريخية لدجاج كنتاكي، تابعْ معنا هذا المقال.  

في الواقع قصة كنتاكي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالرجل الذي نراه جميعنا في شعار دجاج كنتاكي، اسم هذا الرجل "|هارلاند ساندرز|" المولود سنة ١٩٨٠ ميلادي في |ولاية كنتاكي| في الولايات المتحدة الأمريكية.  

عاش هارلاند ساندرز طفولةً صعبة إذْ تُوفِّي والده وهو في عمر الست سنوات، لتأخذ والدته مسؤولية العمل وتأمين متطلبات البيت على عاتقها، فبدأت تعمل عملين في اليوم بينما يبقى ساندرز في البيت مع أخويه الصغيرين حيث كان هو الأخ الأكبر. 

ولأن والدة ساندرز كانت تنشغل عن البيت طوال النهار علَّمت ساندرز الطبخ لكي يحضِّر الطعام لأخويه الصغيرين، ولكن بعد فترة من الزمن ونتيجةً لصعوبة الحياة وقسوتها قررت والدة ساندرز الزواج، وبالفعل تزوجت من شخص لم تربطه علاقة جيدة مع ساندرز.  

عندما بلغ ساندرز ١٢ عاماً ترك البيت وقرر العمل في مزرعة مجاورة والإقامة فيها، كان يعمل ساندرز في تلك المزرعة مقابل ٤ دولارات فقط في الشهر، بعد ثلاث سنوات أي عندما بلغ ساندرز ١٥ عاماً ترك عمله في المزرعة وقرر أن يبحث عن عمل آخر، فعمل الكثير من الأعمال كعمله في محطة بنزين، ثم في تصليح السيارات وغيرها من الأعمال التي تأتيه فرصة للعمل بها.

استمر ساندرز على تلك الحال هادفاً من ذلك إلى جمعه مبلغاً من المال يسمح له في البدء بعمله الخاص، وبالفعل بعد فترة من الزمن استطاع ساندرز جمع مبلغ من المال يكفيه لفتح مشروعه الخاص، و الذي كان عبارة عن عَرَبَة لبيع الطعام.  

كان يبيع ساندرز في عربته الطعام الذي يجيد طهيه مثل: الدجاج المقلي، السلطات، البطاطا وغيرها من الوجبات البسيطة، ثم تفاجأ بعد فترة وجيزة بأن الناس قد أحبَّت الطعام الذي يحضره كثيراً، وازداد الطلب عليه.  

قام ساندرز بعد ذلك بافتتاح نُزُل في المنطقة التي كان يوجد فيها

 والنُّزُل هو عبارة عن مكان يحتوي على عدد من الغرف مع مطعم في الأسفل واستراحة أو مكان مخصص للعب الأطفال أمامها، سمَّاه مطعم ساندرز حيث كان مكاناً بسيطاً جداً إلا أنه كان مهماً جداً لساندرز.  

انتشر اسم مطعم ساندرز في الولاية كلها، واشتهر الرجل لدرجة أن حاكم الولاية بنفسه كان يحب الدجاج الذي يقدِّمه في مطعمه، ويأتي إليه ليتناوله، وبعد ذلك أطلق الحاكم عليه اسم كولونيل ساندرز. 

تعرَّف على قصَّة مطاعم كنتاكي
 تعرَّف على قصَّة مطاعم كنتاكي
تنسيق الصورة : رزان الحموي 
 
بعد انتشار اسم مطعم ساندرز في الولاية كلها، ونيل مأكولاته إعجاب الناس جميعاً، ووصول شهرته إلى حاكم الولاية ليطلق عليه اسم كولونيل ساندرز، استغلَّ ساندرز تلك الشهرة في إضافة وصفات جديدة للقائمة الخاصة بمطعمه، تطوير تتبيلة الدجاج، ابتكار طرق أسرع في تحضير الدجاج بسبب ازدياد الطلب عليه وغيرها.

ولمعرفة المزيد تابع معنا . 

بعد اشتهار دجاجه قام  ساندرز بجمع مبلغ من المال وافتتح مطعماً جديداً

 والذي يعتبر أول مطعم لدجاج كنتاكي في التاريخ، وكان كل شيء يجري على ما يرام لحين قيام |الحرب العالمية الثانية| وانهيار الاقتصاد الأمريكي، الذي أدَّى لتردي الأوضاع الماديَّة للناس الذين لم يعد بإمكانهم بشراء الدجاج من كنتاكي كل يوم كما كانوا في السابق.  

اضطرَّ ساندرز لإغلاق مطعمه وذلك لأن ميزانيته لم تكن تكفي لتغطية تكاليف العمل، ولكن كما نعلم فالحرب العالمية الثانية لم تدُمْ طويلاً وسرعان ما عاود ساندرز فتح مطعمه.  

ولكن آثار الحرب العالمية كانت سيئة على المجتمع الأمريكي فأوضاع الناس لم تعد كالسابق، فتراكمت الديون على ساندرز حتى أجبرته على بيع مطعمه مقابل ٧٥ ألف دولار، على الرغم من أنه كان قد اشتراه ب ١٦٠ ألف دولار، ولكن لسداد ديونه اضطر لبيعه بأقل من نصف ثمنه. 

بعد ذلك خطرت في بال ساندرز فكرة الفرانشايز

 والتي تم شرحها بالتفصيل في مقالٍ سابق بعنوان: |مطاعم ماكدونالدز منذ البداية|، لكن ساندرز لم يكن يملك تلك الشركة الضخمة التي  لها علامة تجارية خاصة ومعروفة، إذ كان كل ما يملكه هو وصفة دجاج كنتاكي الخاصة به، ففكَّر في استغلال شهرة الدجاج الخاص به من خلال فكرة الفرانشايز، كل ما كان مهماً بالنسبة له هو إضافة دجاج كنتاكي على القوائم الخاصة بالمطاعم الموجودة في الولاية أو في الولايات الأخرى. 

ذهب ساندرز لرجلٍ اسمه  بيت هارمن، وأقنعه بإضافة وجبة دجاج كنتاكي إلى قائمة الطعام الخاصة بمطعمه مقابل نسبة من الأرباح كما هو معروفٌ في الفرانشايز، وبالطبع لم يكتفِ ساندرز بمطعم هارمن فقط، بل قام بالذهاب إلى أكثر من ٥٠٠ مطعم في أمريكا وأقنعهم بإضافة وجبة دجاج كنتاكي لقوائم الأطعمة الخاصة بمطاعمهم. 

كما قام ساندرز باعتماد مظهر خاص به يميِّزه بذاته، بحيث أين ما رأى الناس تلك الصورة يربطونها به وبدجاج كنتاكي، وبالفعل كل هذه الأفكار التي قام بها ساندرز عادت عليه ببعض الأرباح التي كانت تكفيه للعودة إلى الولاية وإعادة فتح مطعمه هناك. 

تعرَّف على قصَّة مطاعم كنتاكي
 تعرَّف على قصَّة مطاعم كنتاكي 
تنسيق الصورة : رزان الحموي 
 
بعد اعتماد ساندرز فكرة الفرانشايز لتخطِّي الأزمة المالية التي كان يمرُّ بها، وإقناعه أصحاب المطاعم المنتشرة في أمريكا بإضافة دجاج كنتاكي لقائمة مأكولاتهم، استطاع تحقيق بعض الأرباح التي سمحت له بالعودة لولايته وإعادة فتح مطعمه هناك.  

لمعرفة باقي تفاصيل القصة تابع معنا. 

على الرغم من أن ساندرز فتح مطعمه من جديد

 لكنه لم يكتفِ بذلك لأن فكرة الفرانشايز كانت تعود عليه بأرباح كبيرة جداً، وتساهم بانتشار اسمه بشكل واسع فقام بتكرار الفكرة مع ٦٠٠ مطعم آخر في أمريكا وكندا. 

 مع وصولنا لسنة ١٩٦٤ ميلادي كان ساندرز قد تقدَّم في السن و أصبح غير قادر على القيام بعمله السابق، فعرض عليه شخصٌ اسمه "جون براون" أن يشتري منه شركته، |شركة دجاج كنتاكي| مقابل مليوني دولار، إضافةً لِ ٤٠ ألف دولار تُدفَع لكولونيل ساندرز سنوياً مقابل أن يبقى هو العلامة التسويقية للشركة بعد بيعها لبراون، طبعاً مع حفاظ ساندرس على بعض الفروع التي كانت موجودة في أمريكا وكندا. 

 كان جون براون اآنذاك في عمر ٢٩ سنة،

 خرّيجٌ من |كلية الحقوق|، ومن الظاهر أنه كان مخطط لامتلاك شركة كنتاكي من قبل، حيث أن براون كان مدير الشركة التي يعمل فيها بيت هارمن الذي ذكرناه سابقاً وقلنا أنه كان صاحب أول فرانشايز لدجاج كنتاكي، وبهذا يكون لدينا إدارة ثلاثية مشتركة لشركة كنتاكي ما بين: جون براون، بيت هارمن وكولونيل ساندرز.  

حيث أن ساندرز كان يمتلك بعض الفروع الموجودة في أمريكا وكندا، إضافةً لكونه المدير التسويقي للشركة، وجون براون هو صاحب ومالك الشركة ولكن نظراً لصغر سنِّه طلب من بيت هارمن أن يكون رئيسها، بينما هو يتدرب تحت إدارته على ريادة وإدارة الأعمال.

بفضل التعاون الذي حصل بين هذا الثلاثي استطاعت شركة كنتاكي التوسع بشكل كبير داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، حيث وصلت شركة كنتاكي بتوسُّعها لدرجة أنها فتحت مطاعم لها في جميع ولايات أمريكا، اليابان، بورتريكو، المكسيك، ووسَّعت عملها في كندا، كما بدأ يوجد لها فروع في دول مثل جامايكا، وبدأت كنتاكي تحصل على ترتيبات عليا بين شركات الوجبات السريعة المشهورة في العالم لتأخذ المركز الخامس حتى أنها تغلبت على شركة مثل ماكدونالدز والتي تحدثنا عنها في مقالٍ سابق بعنوان: مطاعم ماكدونالدز منذ البداية. 

 كانت فكرة الفرانشايز هي أساس رأس المال الذي اعتمدت عليه شركة كنتاكي

 لهذا قامت بتقدبم تسهيلات عدة للراغبين بفتح فرانشايز تابع لها، ففي سنة ١٩٦٧ كانت تكلفة الحصول على موافقة لفتح فرع تابع لشركة كنتاكي هي ٣ آلاف دولار فقط، ثم تحتاج وسطياً إلى ٦٥ ألف دولار لتستطيع فتح مطعمك وفق المعايير الخاصة بالشركة، وهو بالطبع ليس بالمبلغ البسيط عامة لكنه بالمقارنة مع حجم اسم دجاج كنتاكي الكبير والمشهور يكون قليلاً جداً.

تعرَّف على قصَّة مطاعم كنتاكي
 تعرَّف على قصَّة مطاعم كنتاكي
تنسيق الصورة : رزان الحموي 
 
بعد الانتشار الواسع لشركة كنتاكي لا بدَّ من التنويه إلى أن جميع مطاعم كنتاكي كانت ذات طابع رسمي وغير متلائم مع جيل الشباب الجديد، حيث كانت تستهدف مَن هم في جيل ساندرز، لذلك ومن أجل زيادة العملاء الخاصين بالشركة قاموا بإضافة الوجبات السريعة وما يسمى الوجبات الجاهزة (وهي الوجبات التي تشتريها وتأخذها معك إلى البيت) إلى قائمتهم، مما أثَّر بشكل إيجابي جداً على رأس المال المطلوب لفتح فرع للشركة. 

فلو أردتَ فتح فرع تابع لكنتاكي

فلست بحاجة إلى فتح مطعم كبير بتجهيزات ثمينة، يمكنك فتح مطعم صغير تقوم فيه بتحضير الوجبات وبيعها للناس دون الحاجة إلى وجودهم في مطعمك لتناولها، مما جعل الشركة مغرية جداً بالنسبة لأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة الموجودين في أمريكا وفي كل دول العالم. 

 وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين يقومون بفتح فروع لكنتاكي هم إما أشخاص عاديين يقومون بفتح مطعم صغير كباب رزقٍ لهم، أو أشخاص من أصحاب الأموال ورجال الأعمال الذين يجذبون زبائن أكثر إليهم بفتحهم فرع لكنتاكي، ولكن هنا ظهرت مشكلة وهي أن فتح المليونير فرع لكنتاكي قضى على فروع البسطاء، غير أن المليونير والشخص العادي يدفعون نفس المبلغ مقابل فتح فرع تابع لكنتاكي، وهذا ما وجده أصحاب الفروع الصغيرة مجحفاً بحقهم  فبدؤوا ببيعون مطاعمهم ويتنازلون عنها، لتنخفض بعد ذلك أسهم الشركة من ٥٥ دولار ونصف إلى ١٠ دولارات فقط.  

كل هذا حدث في سنة ١٩٧٠

 السنة المحورية بتاريخ الشركة والتي استقال فيها جميع روَّاد الشركة ليبقى براون لوحده في حالة إفلاس كامل، ثم تأتيه الضربة القوية من كولونيل ساندرز، صاحب الشركة الأول ومخترع دجاج كنتاكي يريد التخلي عن الشركة. 

 بعد كل تلك الضربات قرَّر براون أن يبيع الشركة في وقت كان يوجد ٣٤٠٠ مطعم لكنتاكي حيث كان هناك ١٢٣ مطعم تابع للشركة نفسها، والباقي عبارة عن فروع، فتشتري إحدى الشركات كنتاكي بمبلغ ٧٠٠ مليون دولار.  


بعد ذلك بدأت حركة إصلاح الشركة من قبل الإدارة الجديدة لها عن طريق تغيير شكل الفروع لتصبح عصرية أكثر، وإلزام جميع فروع كنتاكي بقائمة الأطعمة القديمة (الدجاج المقلي).

ومع وصولنا للثمانينات توفي كولونيل ساندرز

 وكان لوفاته أثر إيجابي في استعادة الشركة لمكانتها الكبيرة، حيث قامت الإدارة الجديدة بنعي ساندرز على نطاق واسع وتذكير الناس بمَن يكون، وبدجاجه الخاص، وبعد سنة واحدة من نجاح الحملة الإعلامية تأتي شركة أخرى وتشتري الشركة التي كانت قد اشترت شركة كنتاكي بمبلغ ٢.٤ مليار دولار، ثم توسِّع الشركة لتتواجد في ٥٤ دولة بحوالي ٤٥٠٠ متجر. 

التقدم الملحوظ والواضح للشركة وحب الناس لدجاج كنتاكي دفع شركة بيبسي للمشروبات الغازية لشرائها بمبلغ وقدره ٧٠٠ مليون دولار، ونتيجة الخبرة السابقة لبيبسي في مجال الأكل طوَّرت من شكل كنتاكي وأضافت خدمات جديدة عليها مثل خدمة التوصيل (ديليفري) ثم أضافوا السندويش لقائمتهم، فكانت بيبسي هي صاحبة الازدهار الحقيقي لكنتاكي. 

أصبحت الشركة في ذلك الوقت مغرية جداً بالنسبة لعملاق الأكل على مستوى العالم، للشركة التي تمتلك الوجبات السريعة والحلويات وكل الأطباق اللذيذة والمشهورة، شركة يَم Yum، فتشتري كنتاكي من |شركة بيبسي| بشكل كامل ونهائي، ولا تزال إدارة يَم هي التي تدير شركة كنتاكي إلى يومنا الحالي. 

تعتبر كنتاكي حالياً من أكبر مطاعم الوجبات السريعة على مستوى العالم، لديها أكثر من ٢ ألف فرع ومنتشرة في جميع دول العالم تقريباً، وعلى الرغم من كل تلك النجاحات إلا أننا لا ننسى كولونيل ساندرز، الرجل الذي بدأ حياته بعربة أكل ووصل بالشركة لمراحل جيدة جداً، ولا ننسى أيضاً الإدارة الحكيمة للشركة التي استطاعت خلال ٣٠ عام الارتقاء بالشركة من ٢ مليون دولار إلى ٧٠٠ مليون دولار. 

وهكذا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا لختام هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن تاريخ أشهر سلسلة مطاعم في العالم، أرجو أنه كان مُثرياً لمعلوماتك. 

فضلاً شاركنا آراءك الرَّائعة من خلال التَّعليقات ^-^

آية الحمورة 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/24/2022 03:05:00 م
ما هي أهمية الاستثمار في الذهب وما الفرق في استثمار الذهب والعملات - اختيار الصورة رزان الحموي
ما هي أهمية الاستثمار في الذهب وما الفرق في استثمار الذهب والعملات
 اختيار الصورة رزان الحموي 

يعد المال والذهب شيئين أساسيين إلى حد ما بشكل كبير جداً 

سنتعرف من خلال هذا المقال هل فكرة استثمار الذهب فكرة جيدة للمستثمر، وما هي الطرق الموجودة للمستثمر إذا كان مهتماً باستثمار الذهب ولشراء الذهب من خلال بعض الأدوات المالية الموجودة في السوق، وما هي أفضل الطرق لشراء الذهب واستثماره بشكل مباشر.

نبذةً عن الذهب

يعد |الذهب| جزء أساسي من التجارة العالمية، إلى عام ١٩٣٩ كانت |العملات| جميعها إلى حد ما مرتبطة بالذهب، سواء أي كان نوع العملات دولار أو جنيه أو ليرة، إلى حد ما مدعومة بذهب حقيقي، لذلك كان امتلاك العملة بحد ذاته امتلاكاً للذهب بشكل أساسي، لكن بعد بدايات القرن العشرين، أصبحت كل العملات إلى حد ما مستغنيةً عن المنظومة الذهبية في التجارة في استخدام العملات الخاصة بها، فأصبحت اليوم أي عملة موجودة قيمتها تبنى بشكل أساسي على الاعتراف بقيمتها.

لقد كان الذهب جزء أساسي من عالم المال بشكل عام، ولكن اليوم ما زال متعلقاً ومرتبطاً بسوق المال، ولكن بشكل مختلف عما كان مرتبطاً به في الزمن الماضي.

أصبح استخدام الذهب الحديث مختلف إلى حدٍ ما، ربما تعتبره الناس سلعةً مثل البترول، كونه يستخدم في بعض المنتجات الصناعية مثل الإلكترونيات وغيرها، وتعتبر هذه شريحةً صغيرةً جداً من استخدام الذهب، إن ١٠٪ فقط من استخدام الذهب يستخدم فقط في مجال الصناعة، وحوالي ٥٠٪ في مجال المجوهرات، و ٤٠٪ أو ثلث الذهب يتم استخدامه على مستوى العالم في الأغراض المالية سواءً كان |استثمار| عن طريق البنوك، أو أفراد يشترون الذهب للاستثمار فيه. 

ما هي أهمية الذهب في عالم المال

لماذا تستخدم البنوك أو الأفراد الذهب كأداة مالية أو أداة استثمار؟؟ 

هناك سببان لاستثمار الناس للذهب: 

١- السبب الأول اعتبار الذهب إلى حدٍ ما قيمته محفوظة أكثر من المال، وسبب قيمته المحفوظة هو أن المال ذاته يعتمد بشكل أساسي على قرارات يصدرها اقتصاد الدولة نفسه، والقرارات التي تصدرها البنوك المركزية المتعلقة بهذه العملات وبالتالي في كل الحالات يحصل بها عملية التضخم، بحيث تخسر كل عملة قيمتها على المدى البعيد، أما الذهب يعتبر إلى حدٍ ما، لا يخسر قيمته بهذه المعدلات، بل يفترض زيادة قيمته على المدى البعيد.

٢- السبب الثاني والذي يتعلق بالسبب الأول، حيث يُنظر إلى الذهب الملاذ الآمن للاستثمار، أي إذا استثمر الفرد في الذهب فهو يحافظ على جزء من الاستثمار من فكرة الانهيارات الاقتصادية التي تحصل، والمشاكل الاقتصادية العالمية مثل حالة الكورونا والتي أثرت بشكل واضح على البورصة، أو ربما أزمة اقتصادية كبيرة مثل الأزمة الاقتصادية التي كانت بسبب العقارات عام ٢٠٠٨، أياً كانت الأزمات فإنها إلى حدٍ ما تؤدي إلى خسارة استثمار المال في |الأسهم|، وفي الوقت نفسه تجد أن الذهب هو الملاذ الآمن للمستثمر. 

ما هي أهمية الاستثمار في الذهب وما الفرق في استثمار الذهب والعملات - اختيار الصورة رزان الحموي
ما هي أهمية الاستثمار في الذهب وما الفرق في استثمار الذهب والعملات
 اختيار الصورة رزان الحموي 

كيف يمكن الاستثمار في الذهب

هناك طرق عديدة جداً يمكن الشراء من خلالها الذهب، هناك طرق منها تبقى قائمة على امتلاك الذهب بشكل مباشر، وطرق منها مثل المشتقات التي لا تعتمد على أساس امتلاك أو شراء الشيء. 

يمكننا امتلاك الذهب من خلال شراء الذهب من السوق بشكل مباشر وامتلاكه وتخزينه لدينا، بحيث يمكن التخزين من خلال وضعه في البنك ودفع مصاريف التخزين، أو وضعه في المنزل بشكل عام، إذ لا يعد وضع أشياء قيمة في المنزل من استثمار أو مال فكرةً صحيحة.

أما الطريقة الثانية هي شراء الذهب من خلال |صناديق الاستثمار المتداولة|. 

هناك طرق مختلفة لاستثمار الذهب، منها من خلال  |GLD| 

والتي تعتبر أشهر شركة موجودة في البورصة يمكن من خلالها شراء الذهب لاتباع أداء الذهب بشكل مباشر، وهناك طريقة أخرى مثل |SGOL|، حيث يكون لدى هذه الشركة مخزون أساسي، إن امتلاك SGOL يعد امتلاكاً للذهب بشكل مباشر، أما الطريقة الثالثة هي امتلاك الأسهم المتعلقة بالذهب نفسه سواء كان الاستخراج أو التنقيب، الأسهم المتعلقة في الذهب والتي لها |ETF| وتسمى |GDX|. 

إن استثمار GDX في البترول لم يكن يتبع الذهب بشكل متطابق جداً، إنما يتبعه إلى حد ما بشكل متقارب، وذلك لأن الاستثمار في الأسهم المتعلقة بالسلعة أدائها متعلق بسعر السلعة نفسها. 

هل يُنصح باستثمار الذهب في الوقت الحالي وهل يعد وسيلة جيدة للاستثمار أم لا

لا يعد الذهب شيء سيء أياً يكن، ولكن استثمار الذهب حالياً ليست وسيلة جيدة، فهناك أشياء عديدة قد تغيرت في الذهب عن الزمن الماضي، قديماً عندما كان الاقتصاد أو التجارة مبنية على الذهب، ولكن في الوقت الحالي أصبح الذهب سلعة مثل أي سلعة أخرى، يتغير ثمنها وذلك حسب العرض والطلب، كما نجد في كثير من الأوقات أن الذهب قد انخفض ثمنه بشكل كبير جداً وذلك يدل على أنه ليس الملاذ الآمن كما كان حاله قديماً، فقد كان الذهب قديماً في صعود مستمر.

قد يكون الذهب على المدى البعيد جداً شيء جيد، وشرائه يكون مبني على دراسات.

أما الأشخاص الذين يشترون فقط الذهب للحفاظ على قيمة آمنة إلى حد ما، بحيث إذا حصل شيء في الاستثمار العالمي يكون هناك شريحة مُؤمنة في استثمارات الشخص.

يعد الاستثمار من الأسهم أفضل من استثمار الذهب، ولكن ذلك لا يمنع التنويع على مستوى الاستثمارات، ومنها الذهب بشكل أساسي وحتى وإن كان أدائه أقل من الأسهم، ولكن الموضوع يحتاج إلى تحليلات ومعرفة متى يمكن شراء الذهب.

نتمنى الاستفادة من هذه المعلومات، دمتم في رعاية الله....

بقلمي: إسراء حيدر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/10/2022 08:26:00 م
ما الذي قد يدفع أي دولة للتخلي عن عملتها والمضي قدماً نحو الدولرة -الجزء الثاني- تصميم وفاء المؤذن
 ما الذي قد يدفع أي دولة للتخلي عن عملتها والمضي قدماً نحو الدولرة -الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
- تذكيراً بما تحدثنا عنه سابقاً، فقد وضحنا معنى الدولرة وأنواعها اقتصادياً، وتطرقنا بذكر لبنان كمثال لبلد عربي يتعامل بالدولار بشكل غير رسمي، وتحدثنا عن وضع الإكوادور بعد منع التعامل بالعملة المحلية نهائياً. 

البنك المركزي وتنازلاته 

- تنازلت الإكوادور عن جزء مهم وهو سيادتها، ولم يعد للبنك المركزي سلطة أو دور كبير في |السياسة النقدية|، لأنه تنازل عن أعز ما يملك وهو سلطة الطباعة، فهو الآن غير قادر على طباعة الدولار الذي يتعامل فيه كعملة رسمية، لأن هذه سلطة |البنك الفيدرالي الأمريكي| فقط. 

ولكن كيف يتمكن من تأمين الدولار

ببساطة أن يبيع أي شيء ممكن للخارج يستطيع أن يحصل مقابله على الدولار، وإن لم يكن هذا الأمر كافياً، فليس أمامه من حل إلا أن يقترض. 

- والأخطر من هذا كله، أن البنك المركزي الإكوادوري فقد دوره كملاذ آمن للقطاع المصرفي، فالذي يضمن ودائع الناس في البنوك هو البنك المركزي، ومما يساعده على أن يلعب دور الضامن هو قدرته على الطباعة، ولو حدث ما يسمى بالذعر المصرفي، وتوجهت الناس نحو البنوك لتسحب أموالها بالدولار. 

حل معضلة البنك المركزي 

كيف سيتمكن البنك المركزي من الحصول على الأموال

فمن المستحيل أن تغطي احتياطاته من الدولار ولو جزء بسيط وصغير من أموال المودعين، ومن أجل أن تحل الإكوادور هذه المعضلة، قامت بإنشاء صندوق طوارئ بالدولار، وألزمت كل بنك أن يضع فيه واحد بالمئة من الودائع الموجودة عنده. 

وبعد كل محاولات الإكوادور هل حققت ما تسعى إليه؟ 

الأهداف التي تم تحقيقها في ظل سياسة الدولرة 

في السنين الأولى وتحديداً ما بين ٢٠٠٠-٢٠٠٨، حققت الدولرة بعض أهدافها، حيث تم حل مشكلة تقلب سعر الصرف، فلم يعد هناك وجود للعملة المحلية بالأصل، واستقرت الأسعار لأن التضخم الذي كان خارج عن نطاق السيطرة انخفض بشكل كبير جداً، في عام ٢٠٠٠  أصبح معدل التضخم يعادل مايقارب ٩٦%، وفي ٢٠٠٧ انخفض إلى ٢،٢%، ومن الضروري أن ننتبه هنا إلى أمر مهم جداً، وهو أن |القروض| التي استلفتها البلد من بعد أن اتبعت مبدأ الدولرة ، ساعدتها على تحقيق هذه النتائج، والفضل يعود لصندوق النقد الدولي الذي أقرضها الأموال.

الأزمة المالية العالمية 

لم تلبث الإكوادور أن تشعر بالاستقرار، بعد شعورها بالأمان حيث حققت عدة أهداف ذكرناها سابقاً، إلا أن الأوضاع الاقتصادية انقلبت رأساً على عقب،  بسبب الأزمة المالية العالمية عام ٢٠٠٨، وبما أن الإكوادور دوناً عن غيرها مرتبط بشكل كبير بأحوال الاقتصاد الأمريكي، فقد تأثرت أكثر من غيرها تأثرت بهذه الأزمة وخسرت جزء كبير من احتياطاتها الدولية. 

ومما زاد الأمر سوءً، عندما قررت الحكومة تجريد البنك المركزي من استقلاليته في عام ٢٠٠٩، بحيث تبقى قرارتها صادرة بموجب موافقة الحكومة، وأصدرت قرار ينص على شراء البنك المركزي لسنداتها من أجل أن تقوم بتمويل الدين العام، وبناءً على ذلك فقد زاد الإنفاق الحكومي وأيضاً زاد  عجز الميزانية... .

فهل هده الأمور سببت أزمة للبلاد؟ 

أم أن الأوضاع لم تتأثر بهذه التغيرات والتحولات؟ 

ما الذي قد يدفع أي دولة للتخلي عن عملتها والمضي قدماً نحو الدولرة -الجزء الثاني- تصميم وفاء المؤذن
 ما الذي قد يدفع أي دولة للتخلي عن عملتها والمضي قدماً نحو الدولرة -الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن

تأثر البلاد بالأزمة المالية العالمية 

- تضاعف الإنفاق الحكومي وزاد العجز في ميزانية الدولة، وكل هذه الأمور لم تؤثر في البداية، ولم تسبب أزمة وتحديداً في الفترة ما بين ٢٠٠٨-٢٠١٤، وذلك يرجع لارتفاع |أسعار النفط| في تلك الفترة، والذي أدى إلى توفير موارد دولاريه للبلد، باختصار كانت الأموال العائدة من البترول تغطي على مشاكل الدولرة. 

تدهور اقتصاد الإكوادور 

- أما عن مسلسل التدهور فقد بدأ مع انهيار أسعار النفط في عام ٢٠١٤، حيث بدأت الحكومة تبحث عن مصادر تمويل جديدة في بداية عام ٢٠١٥، بعد أن تراجعت قيمة صادراتها من النفط، والمدهش في الأمر، أن الحكومة لم تقم بالاستلاف فقط من المؤسسات الدولية مثل |صندوق النقد الدولي|، وإنما قامت بوضع يدها على جزء من أموال الضمان الاجتماعي، وقامت بالاقتراض من البنوك المحلية عن طريق البنك المركزي. 
- ارتفع الدين العام لحكومة الإكوادور من ١٤،٧مليار دولار عام ٢٠٠١، إلى أن وصل في عام٢٠٢٢ إلى ما يقارب ٦٦مليار دولار، فمنذ سنتين فقط وتحديداً في عام ٢٠٢٠، لم تكن الإكوادور تمتلك ٨٠٠ مليون دولار تدفعهم لأصحاب السندات، والذين يمتلكون سندات قيمتها١٩،٢ مليار دولار، وتخلفت البلد عن السداد في الوقت المحدد بسبب عدم امتلاكها للأموال. 
- وفي  يومنا الحالي، وبعد مرور أكثر من ٢٢سنة، على تخلي الإكوادور عن عملتها المحلية لصالح الدولار الأمريكي، تعاني البلد من نمو اقتصادي ضعيف، ومن ديون خارجية متزايدة، واحتياطيات دولية لا تغطي إلا جزء صغير جداً من التزامات القطاع المصرفي. 

وباء كورونا وتأثيره على الاقتصاد 

- ومما زاد الأمر سوءً، الأضرار التي تعرض لها الاقتصاد بسبب وباء كورونا، حيث أن خسائر الإكوادور من أزمة كورونا فقط، من الممكن أن تصل لما يعادل ٧% من ناتجها المحلي الإجمالي، وعبر أستاذ الاقتصاد الإكوادوري Alberto Acosta عن رأيه في تجربة الإكوادور، أنه تم تقديم الدولار للبلد باعتباره حل لجميع المشاكل، بناء على رأي خبير اقتصادي فنزويلي، والذي بدوره أقنع الحكومة أن المشكلة الوحيدة التي لايمكن لسياسة الدولرة أن تجد له حلاً هو مرض الإيدز. 
- واتضح بعد ذلك أنها لم تكن الحل المثالي أبداً، وأن العيب لم يكن في العملة المحلية وإنما في الاقتصاد نفسه، والذي كان يعاني من مشاكل هيكلية استمرت بالتزايد على مدار السنوات. 
وخلاصة الكلام أن الدولرة كخيار اقتصادي مشكوك جداً في فعاليتها، وذلك لأن عيوبها أكثر بكثير من مزاياها، ولو كان هناك مستفيد واحد منها، فهو الدولة التي تملك تلك العملة وهي الولايات المتحدة. 
في عام ٢٠٠٠ وزير الخزانة الأمريكي السابق Lawrence Summers، قال أثناء شهادته أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ الأمريكي، أن الدول صاحبة الاقتصادات المدولرة، التي تستحوذ على الدولار الأمريكي حتى تستخدمه في اقتصاداتها، تقوم بتقديم قرض بدون فوائد لأمريكا!! 
ولن أنسى السؤال الخاص بك عزيزي القارئ 
لو افترضنا أن الحكومة في الإكوادور قررت أن تصدر عملة وطنية جديدة خاصة بها حتى تخرج من فخ الدولرة هل من الممكن أن يوافق الشعب على تبديل الدولار الذي بحوزته بالعملة الجديدة؟ 
  بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/05/2022 10:43:00 م

كيف تتضاعف ثروة الأغنياء ولماذا تحرص الدول على استمرار ذلك؟
 كيف تتضاعف ثروة الأغنياء ولماذا تحرص الدول على استمرار ذلك؟
تصميم الصورة ريم أبو فخر 

المتعارف عليه لدى الجميع بأنّ الأزمة المالية العالمية التي بدأت في عام 2008 بدأت كأزمة رهن في أمريكا.

ثم تحولت إلى البورصات لتسبب انهيارات كبيرة جداً، ثم ذهبت الأزمة لقطاع| البنوك| التي كانت مسؤولة عن الأزمة بشكل أو بآخر، عن طريق تسهيل الإجراءات المبالغ بها في تلك الفترة.

فنجد بعض البنوك تعلن إفلاسها، من أهمهم بنك اسمه lehman brothers، وعلى الرغم من أن الأزمة بدأت في أمريكا كأزمة رهن عقاري، ولكن بعد فترة قصيرة وصلت إلى أوروبا، ولبقية دول العالم.

والبنك المركزي الأوروبي لم يجد حل لكي ينشط السوق، و يقلل الانهيار إلا عن طريق تقليل الفائدة التي تحولت إلى سالب حتى عام 2014 تحولت إلى -1%، الأمر الذي شجع بنوك كثيرة بأن تقلل الفائدة أكثر لكي تصل في بعض البنوك إلى -0.5%.

بمعنى أنه لو استلف أحدهم من بنك مبلغ 1000 يورو فمطلوب منه أن يعيد لذلك البنك 995 يورو فقط.


ثم بدأت دول خارج نطاق اليورو مثل السويد، والدنمارك، وسويسرا، واليابان تطبق نفس الأسلوب، الذي يعتمد على جعل الفائدة بالسالب

 لدرجة أن هنالك بنوك في الدنمارك في عام 2019 كانت تعرض قروض على الناس لشراء بيوت  بفائدة -0.5%، يعني لو أخذت قرض بمبلغ مليون يورو ستعيده 995 ألف يورو فقط في 10 سنين

 ولو أخذته على 20 عام ستعيده بفائدة صفر بالمئة أي نفس المبلغ الذي أخذته.

للبنك المركزي الأوروبي وتقليل الفائدة لديه أفاد أوروبا في فائدتين:

أول فائدة هي نجاح دول مثل اليونان في أخذ قروض من دون فائدة من بنوك في الجانب الغني من أوروبا عن طريق طرح سندات.

والفائدة الثانية أن تقليل الفائدة نشط السوق، وحماه من الإنهيار.

إلى جانب السيولة الكبيرة التي قام| البنك المركزي| بضخها في الأسواق بشكل دوري، وهذا ما سبب زيادة في أموال الأغنياء بشكل كبير، والسبب أن هذه الأموال التي طرحت من الأفضل أن تطرح كأصول مالية كي لا تسبب تضخم في أسعار السلع العادية.

الذين يمتلكوا هذه الأصول هم الأغنياء على سبيل المثال Jeff bezos صاحب شركة |أمازون |الذي ثروته في عام 2020 تخطت 143 مليار دولار في حين كانت ثروته 119 مليار دولار في عام 2019

 وهذه الثروة الكبيرة التي حصل عليها جاءت من زيادة أسعار أسهم أمازون حيث كان سعر السهم حوالي  1350 دولار ثم وصل في 2020 إلى 2380 دولار.

كيف تتضاعف ثروة الأغنياء ولماذا تحرص الدول على استمرار ذلك؟
 كيف تتضاعف ثروة الأغنياء ولماذا تحرص الدول على استمرار ذلك؟

والأمر الآخر الذي استفاد منه الأغنياء في الفترة الماضية 

هي الفائدة القليلة، إذ نجد أصحاب الشركات الكبيرة، والأغنياء تقوم البنوك بإقناعهم بأخذ قروض منها لأن هذه النقود يجب أن تضخ في السوق.

وفي كل حال يجب أن يقوم أحد بتحريكها إما أن يشتروا الأسهم في شركاتهم لكي يزيدوا قيمة الشركة أو يشتروا شركات أخرى ليسوا بحاجتها ثم يبيعوها لكي يكسبوا بها.

وكمثال قيام شركة اسمها kkr قامت بشراء شركة ألمانية اسمها wmf في 2012 ب 660 مليون يورو، وهذه الشركة دفعت 100 مليون، وأخذت الباقي قروض بتسهيلات كبيرة، وفائدة قليلة ثم قامت ببيعها لشركة فرنسية بسعر 1.6 مليار يورو.

إنّ كمية التريليونات التي تم ضخها في أمريكا، و أوروبا لا تصدق، وكانت تجربة جديدة، ولنعرف السبب يجب أن نعود للخلف قليلاً في الزمن إذ أن النظام المالي المستقر العالمي بدأ من عام 1940، وحتى عام 1971، وفي هذه الفترة كانت أمريكا بحاجة لنقود، وبشكل غير طبيعي لصرفها على حرب الفيتنام

 والآن أمريكا لم تجد ذهب مقابل كل دولار تطبعه فقام الرئيس الأمريكي وقتها بفك ارتباط الدولار بالذهب، ثم بدأ نظام التعويم للعملات الذي ما زال للوقت الحالي.

والبنوك في هذه الفترة حاولت تغيير طريقة عملها إذ كان المتداول لكي تكسب نقود يجب أن تشتري سلعة ثم تبيعها لكي تكسب منها، ولكن البنوك وجدت طريقة أخرى تأتي بنقود من غير أن تقوم ببيع شيء ما، وهذه الطريقة شكلت نواة النظام الحالي المالي.

ومع الوقت البنوك وجدت أن القوانين الموجودة في الدول، لكي تنظم عمل البنوك، تقيد حركتها بشكل غير طبيعي.

فبدأت تضغط من أجل إلغاء هذه القيود

 حيث وجدنا بريطانيا أول من قام بإلغاء القيود ثم أمريكا ثم بدأت البنوك تزيد القروض التي تعطيها بشكل غير طبيعي.

كيف تتضاعف ثروة الأغنياء ولماذا تحرص الدول على استمرار ذلك؟
 كيف تتضاعف ثروة الأغنياء ولماذا تحرص الدول على استمرار ذلك؟

ولكن ما علاقة القوانين بزيادة القروض؟

تخيل نفسك تعيش في أوروبا، وتريد قرض ب 10000 يورو، هل سيقوم البنك بالبحث لديه هل يملك 10000 يورو لكي يعطيك؟

الإجابة هي لا، إذ أن البنك يجب أن يبقى لديه نسبة صغيرة جداً من هذا القرض، والبنك المركزي في كل دولة هو من يحددها ثم بعد الاحتفاظ بهذه النسبة يحول باقي المبلغ الكترونياً إلى حساب الشخص

 أي أن البنك يوجد نقود من لا شيء لكي يخلق القرض.

وإن كل تلك التصرفات وسعت الفجوة بين الأغنياء، وبقية الناس، وكبر حجم الديون على الحكومات، والشركات.

أخيراً كما يقال مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد، إنّ كل الإجراءات التي قامت بها الحكومات والبنوك المركزية والبنوك عموماً هي من زادت في ثروة الأغنياء كثيراً، ومكّنت نفوذهم، وزادت في قوتهم، و زادت استقرار| الاقتصاد العالمي| و نموه.

ولكن عموماً لا يمكن أن تستمر الأمور على هذا المنوال، وهذا ما يثير قلق الحكومات الغربية، والدول الصناعية الكبرى، فتحاول جاهدةً أن تطبق قوانين تسمح في زيادة استقرار سعر الصرف وتوازن قدرات البنوك، وزيادة صلاحياتها ونفوذها عن طريق طرح سندات مالية، وقروض، وشراء ديون شركات أو الشركات نفسها، وهكذا على هذا المنوال لتحقيق المطلوب.

هل أعجبك المقال؟....شاركنا رأيك في التعليقات

بقلم دنيا عبد الله 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/26/2022 02:13:00 م

نجوم عالمية حرة في سوق الانتقالات الصيفية
 نجوم عالمية حرة في سوق الانتقالات الصيفية
تصميم الصورة : ريم أبو فخر 
 
تتصارع جل الأندية العالمية سنوياً لتعزيز صفوفها بأفضل اللاعبين في العالم، حيث تنفق ملايين العملات على شراء النجوم، رغبةً منها في المنافسة على أعلى مستوى، بالإضافة إلى المكاسب المالية الضخمة التي تجنيها من هؤلاء اللاعبين ذوي الشعبية الجامحة.

إلا أن سوق الانتقالات في العام القادم قد يشهد تواجد بعض أحسن اللاعبين على مستوى العالم طليقةً بلا أندية، بعد انتهاء عقودهم الحالية، مما يجعل التعاقد معهم فرصةً نادرةً، خاصةً مع وجود نجوم بعمر صغير، قادرة على العطاء لسنواتٍ طويلةٍ.

ومن أبرز هؤلاء  كليان امبابي

 لم تفلح جهود باريس سان جيرمان الحثيثة وإغراءاته الكثيرة في إقناع اللاعب في التخلي عن فكرة الخروج من باريس سان جيرمان، وظلت إدارة النادي تحاول حتى اللحظات الأخيرة، رافضةً التفاوض مع |ريال مدريد|، قبل انتهاء العقد علها تنجح في تعديل مزاج اللاعب. 

باولو ديبالا

بعد مفاوضاتٍ مرهقةٍ وطويلةٍ بين نادي يوفنتوس الإيطالي والأرجنتيني باولو ديبالا، انتهت أخيراً دون الوصول لنتيجة، ليعلن النادي عدم قدرته على التجديد للاعب. 

فالجوهرة الأرجنتينية وعلى الرغم من كثرة إصاباته إلا أنه يبقى أحد المواهب الرائعة في أوروبا، خاصةً أن اللاعب مازال في عمر الأربعة والعشرين، وأمامه سنواتٌ طويلةٌ للعطاء. 

بول بوغبا

لاعب الوسط الفرنسي، لن يجدد عقده مع |مانشستر يونايتد|، وسيصبح حراً في التعاقد مع أي نادي في الميركاتو الصيفي. 

عثمان ديمبلي

النحلة ديمبلي كان يسمى قبل أسابيعٍ قليلة باللاعب الزجاجي، نتيجةً لما عاناه من إصاباتٍ حدت من موهبته وحجمت مستواه، إلا أنه في الفترة الأخيرة أثبت للجميع قدراته الكبيرة. 

ديمبلي يطلب رواتب عالية في عقده الجديد مع برشلونة، لكن في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها النادي، جعل مطالب اللاعب المالية بعيدة عن إمكانيات النادي، مما أوقف التجديد.

ضياء سليم

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/23/2022 11:28:00 ص
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
- تحدثنا في الجزء السابق عن قيمة الأموال النقدية التي تمتلكها روسيا داخل البنك المركزي الروسي، حيث تمتلك الحق بالتصرف بهم، ماعدا ذلك فإنها مكبلة اليدين أمام العقوبات وتجميد أصولها في بنوك العالم، وحالها كحال أي بلد أقحم نفسه في حرب يقف ضده فيها أغلب دول العالم، سيتعرض للضغوطات والعقوبات الاقتصادية بهدف ردعه، وبالتالي فلابد أن يتأثر اقتصاد هذا البلد. 

الوضع الاقتصادي داخل روسيا في ظل العقوبات 

- سوف نركز في هذا الحديث عن نقطة واحدة فقط، والتي تعتبر نقطة محورية، وهي قيمة العملة الروسية المحلية وهي |الروبل|. 

قيمة الروبل مقابل الدولار الأمريكي 

- في بداية شهر شباط الفائت من العام الحالي ٢٠٠٢، فأن |سعر صرف| الروبل أمام الدولار الأمريكي، كان يعادل تقريباً ٧٧ روبل  مقابل كل واحد دولار، وبعد ذلك بشهر وتحديداً ١آذار من نفس العام، أصبح سعر الصرف ١١٢روبل أمام كل دولار أمريكي، وذلك يعني بأن العملة الروسية خسرت نصف قيمتها في أقل من شهر، فالروبل لا يمكنه تحصيل واحد سينت أمريكي، وذلك يعتبر أسوأ مستوى وصلت له العملة الروسية أمام الدولار في تاريخها. 

تأثير تدهور العملة الروسية 

مرت روسيا بالعديد من الأزمات خلال العشرين سنة الأخير، وبرغم من كل ما مرت به، إلا أن قيمة الروبل لم تنهار لمثل هذه المستويات من قبل. 

- إن تدهور العملة بهذا المستوى الغير مسبوق، عدا بأنه يؤدي للضغط على |معدل التضخم| المرتفع بالفعل في روسيا، إلا أنه من ناحية أخرى، يضعف القوة الشرائية للروس ويقلل من قيمة مدخراتهم، وفي ظروف مثل هذه من الطبيعي أن نرى المواطنين الروس، يتدافعون على البنوك ليقوموا بسحب أموالهم في |العملة المحلية|، من أجل تحويلها إلى أي عملة أخرى. 

- عندما لاحظ البنك المركزي الروسي خوف الروس وتدافعهم لسحب أموالهم، أصدر بيان في ٢٥ شباط من هذا العام (٢٠٢٢)، يطمئن فيه الناس على ودائعهم وأن هناك سيولة كافية، وليس هناك أي داعي لحالة الذعر. 

لو كنت في موقف محافظة البنك المركزي الروسي (Elvira Nabiullina) ماذا كنت ستفعل

- وحسب منصبها الذي يتطلب منها في ظل الظروف التي تمر فيها بلادها أصعب مهمة في العالم، وهي إنقاذ اقتصاد يواجه حرب اقتصادية شرسة، يتعرض فيها لإجراءات عقابية غير مسبوقة أدت إلى انهيار العملة، وفي نفس الوقت، ليس لديها القدرة على استخدام احتياطات البلد في الدفاع عن الروبل، لأنها عملياً ممنوعة من الوصول إليها، ولاتملك سوى ١٢مليار دولار، من الممكن أن يبلعهم سوق العملات الأجنبية أو |سوق الفوريكس| في يوم واحد حرفياً. 

ماذا ستفعل روسيا في ظل تضائل السيولة النقدية وتدهور العملة المحلية؟ 

وهل هناك من حلول حتى لو كانت مؤقتة لإنقاذ الروبل من الانهيار أم أن روسيا في ورطة اقتصادية؟ 

كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن

محاولات البنك المركزي لتخفيف حدة الأزمة الاقتصادية 

-  وفي محاولة لتهدئة الروس، قام البنك المركزي الروسي في ٢٤ شباط عام ٢٠٢٢، ببيع مليار دولار في السوق واشترى فيه  روبل، بهدف أن يسند ويعدل من قيمة الروبل في السوق المحلي، ولكن هذا المبلغ يعتبر غير كافي!! 

- وفي ظل ضآلة السيولة النقدية في يد البنك المركزي، قرر أن يلجأ لطريقة مختلفة من أجل تشجيع الناس على الاحتفاظ بالروبل، وعدم بيعه والتخلي عنه من أجل أن تشتري الدولار أو أي عملة أخرى. 

ماهي المحاولات التي قام بها البنك المركزي الروسي لإنقاذ الروبل وهل أثمرت عن نتائج

- قام البنك المركزي برفع سعر الفائدة الرئيسي لأكثر من الضعف، فقد كانت الفائدة ٩،٥% وتم رفعها حتى وصلت إلى ٢٠%، وكأنه البنك يوجه رسالة للمواطن الروسي مفادها (اترك أموالك بالروبل  في خزينة البنك وخذ عليهم فوائد٢٠%) وكأنها عملية إغراء وزيادة طمع  المواطن. 

-وفي نفس الوقت أمرت وزارة المالية الروسية المصدرين الروس، أن يبيعوا ٨٠% من حيازتهم من العملات الأجنبية في السوق، وأن يقوموا بشراء الروبل (أمر حكومي وليس طلب).

وكانت هذه الإجراءات محاولة يائسة لإنقاذ الروبل بأي طريقة ممكنة، من قبل البنك المركزي ووزارة المالية، وكانت محاولات فاشلة لأن سعر صرف الروبل أمام سعر الروبل، تغير بشكل لا يذكر، حتى أن الدولار الأمريكي تجاوز ١١٠روبل؟!!. 

وهل هذا يعني أن الروس ليس لديهم ثقة بإجراءات البنك المركزي

- ويرجح بأن الأمر ليس موضوع انعدام ثقة، ولنأخذ بعين الاعتبار أن الجميع أصبح على علم بحجم الأضرار الناجمة في ظل مايحدث،  ولديه قدرة على استيعاب أن العقوبات الاقتصادية الأمريكية على روسيا هذه المرة قاسية جداً، وأكبر بكثير من أي مناورة ممكن أن يقوم بها البنك المركزي، في محاولة منه لإنقاذ الروبل ورفع قيمته أمام سعر الدولار. 

 ازدياد الضغوط الاقتصادية على روسيا 

- وخصوصاً بإن الخلافات تزداد يوماً تلو الآخر، وذلك بعد ما قامت به أمريكا وبريطانيا وكندا والاتحاد الأوروبي، حيث اتفقوا على طرد أربع بنوك روسية من نظام المدفوعات الدولية (|SWIFT|)، زاد القتال أكثر على بنك روسيا. 

- نظام المدفوعات الدولية SWIFT ليس له بديل بالكامل، ولا يمكننا اعتبار نظام المدفوعات الصيني CIPS، ونظام المدفوعات الروسي SPFS، كبدائل حقيقة لنظام SWIFT بسبب ضعف نطاق انتشارهم. 

فهل لديك فكرة عن نظام المدفوعات الدولية SWIFT؟ 

وهل تعرف كم دولة يضم؟ 

وعدا عن ذلك هل ما يجري في روسيا من عقوبات اقتصادية وتدهور العملة المحلية سيسوء أكثر أم سيقف عند هذا الحد؟ 

كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
- تحدثنا سابقاً عن محاولات البنك المركزي الروسي، والتي للأسف باءت بالفشل، لتحسين سعر صرف الروبل مقابل الدولار، وأيضاً تدخل وزارة المالية وإجبار المصدرين الروس على بيع كل مابحوزتهم من أموال نقدية أجنبية من أجل إنعاش العملة المحلية، ولكن وللأسف كل هذه الخطوات لم تغير شيئاً. 

- أما بالنسبة لنظام المدفوعات الدولية SWIFT، فإنه يضم أكثر من ١١ ألف بنك ومؤسسة مالية في العالم، أما نظام CIPS الصيني فإن عدد البنوك المشتركة بشكل مباشر لايتجاوز ٧٥ بنك، أما البنوك التي تشارك فيه بشكل غير مباشر عددها ١٢٠٥من البنوك، وحتى يمكنك التواصل مع أي بنك من هذه البنوك لابد لك من استخدام SWIFT، وباختصار فإن الخروج من SWIFT يزعج أي بلد في العالم خصوصاً روسيا والصين. 

النزوح الجماعي للشركات والمستثمرين 

- ومما يزيد الضغط على |الاقتصاد الروسي|، والذي انهالت عليه العقوبات بشدة في الفترة الأخيرة، هي حالة النزوح الجماعي للشركات والمستثمرين الأجانب من البلد، مثال على ذلك، شركة النفط والغاز البريطانية الشهيرة(pb)، والتي تعتبر أكبر مستثمر أجنبي في روسيا. 

-أعلنت فجأة في ٢٧ شباط عام ٢٠٢٢، بأنها سوف تخرج من روسيا وتقوم ببيع حصتها في شركة النفط الحكومية الروسية (ROSENEFT)، وفي اليوم التالي على الفور، أعلنت شركة (Shell) أنها سوف تنهي شراكتها مع شركة الغاز التابعة للحكومة الروسية (GAZPROM). 

- وأيضاً دخل على الخط شركة (equinor) النرويجية، وأعلنت أنها ستبدأ تنسحب من مشاريعها في روسيا. 

-وكل هذا الانسحابات كانت في قطاع واحد وهو قطاع الطاقة، ويوجد أيضاً انسحابات كبيرة في قطاعات أخرى، على سبيل المثال القطاع المالي، فقد أعلن أكبر صندوق سيادي في العالم، وهو صندوق الثروة النرويجي ( NORGES BANK)، بأنه سوف ينهي جميع استثماراته في روسيا. 

ردة فعل الحكومة الروسية على انسحاب الشركات والمستثمرين 

- وإيقافاً للنزيف الاقتصادي بأي طريقة، أعلن رئيس الوزراء الروسي (Mikhail Mishustin)، بأن موسكو سوف تمنع الأجانب مؤقتاً من التخلي عن أي أصول يمتلكوها في روسيا، وتعتبر الحكومة الروسية معذورة بهكذا قرار، فكل يوم تخرج استثمارات بمليارات الدولارات من روسيا، وتزيد من نزيفها الاقتصادي. 

حيث يعتبر خروج شركة (pb) البريطانية لوحدها، خروج ٢٥مليار دولار من البلد. 

سرعة إجراء العقوبات هل هو أمر طبيعي

- المفاجئ في كل مايحدث في روسيا، هو السرعة التي تتم بها هذه الإجراءات، فلم يمر أسبوع واحد على دخول روسيا إلى أوكرانيا، فُرض عليها عقوبات قادرة بدون مبالغة في حال استمرارها، أن تعيد روسيا خمسين عاماً إلى الوراء. 

كل هذه الأمور حصلت ومازال |الجيش الروسي| لم يحتل |أوكرانيا| فعلياً، ولم يسيطر على عاصمتها، ولم يحقق بعد أي هدف من  حملته العسكرية. 

ولو أن العاصمة الأوكرانية كييف سقطت ماذا سيفعلون؟ 

ختاماً هل برأيكم سيستطيع بوتين أن يجبر أمريكا و أوروبا على رفع العقوبات عن روسيا؟ 

وهل تعتبر أمريكا قد سرقت بوتين؟ 

بانتظار تعليقاتكم ❤ 

بقلمي: تهاني الشويكي

يتم التشغيل بواسطة Blogger.