مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/21/2022 02:00:00 م

هل يمكن للموسيقى أن تؤثر على حالتنا النفسية؟
 هل يمكن للموسيقى أن تؤثر على حالتنا النفسية؟ 
تنسيق الصورة : رزان الحموي
  
النجاح والسير إلى الأمام دائماً ما يربطه العلماء والخبراء بالحالة النفسية للأفراد، فهي القادرة على دفع الفرد إما إلى السعي خلف أحلامه وطموحاته، أو جعله كالطفل الرضيع التائه الذي لا يقوى على الحركة إلا بمساعدة أحد ما.

واليوم سوف نتطرق للتحدث عن أهم المواضيع لدى الفئات العمرية المختلفة ولا سيما لدى المراهقين، وهي ما تأثير الموسيقا على حالتنا النفسية اليومية؟، إن كنت مهتم بهذه الأمور تابع معنا المقال حتى النهاية.

ما رأي العلم من هذا الأمر

إن الترددات التي تظهر بالمخ ويتكيف معها ويقوم بتحفيز موجات محددة به، وهذه الموجات هي (Brinois Waves)، وهذه الموجات تحمل ذات التردد العادي والذي قيمته (10HZ).

إنَّ العلم يرى أن كل حالة من الحالات التي يمر بها الفرد لها موجات يطلقها المخ مختلفة عن الأخرى، حتى أنَّ المخ يقوم بإطلاق هذه الموجات بشكل تلقائي بالحالات المختلفة، مثل حالات (الغضب، الخوف، النوم، التأمل، الحلام..)، فكل حالة هي عبارة عد HZ محدد، ومن أجل خداع المخ على إطلاقها يتم اللجوء إلى ما يسمى بال(|Binaural Beats|).

فمثلاً إن كنا نريد النوم أو الاسترخاء، فنحن فعلياً بحاجة إلى معرفة ما هي هذه الترددات من أجل التحكم بموجات المخ، وهنا إن استمعت إلى الموسيقا التي قوتها ما بين [7-13HZ] فهي قادرة على جعلت تنام.

أين تستخدم طرق الترددات الموسيقية؟

أغلب |الأطباء النفسين| يعتمدون على استخدام هذه الطرق بعياداتهم ولتطبيقها على مرضاهم، حتى أنَّ أغلب الأفراد اللذين يقومون بجلسات التأمل يلجؤون إلى هذه الطريقة.

في عام (1973) قام موقع (|Scientific American|) بنشر بحث متخصص بتأثير الموسيقا على دماغ الإنسان، والذي كتبه الدكتور "بوب بروكتور"، حيث شرح به بشكل دقيق ما هي نظرية ال(Binaural Beats)، وما هو تأثير الذبذبات على الحالة العقلية؟.

حتى أن معهد (Monro) الذي يثبت بالكثير من الدلائل والدراسات والأبحاث صحة هذه النظرية، وأن التأثير النفسي له علاقة كبيرة على ذبذبات المخ، وبالتالي الصوت له تأثير كبير على الحالة المزاجية للإنسان.

استفسارات

السؤال الأهم بمقال اليوم هو: هل يا ترى باستطاعتنا رؤية الصوت أو الموسيقا؟.

الكثير من الأشخاص لا يعلمون أن الصوت عبارة عن طاقة (|Energy|)، فهي تنتج من الذبذبات التي تنتقل بواسطة المواد المختلفة، مثل (الهواء، الماء،..) وهي التي تقوم بالحركات الاهتزازية.

وبكل تأكيد هذه الطاقة تؤثر بالمادة، بالتالي من الطبيعي جداً أن تؤثر بالحالة النفسية والمزاجية، ولكن نحن بحاجة إلى إثبات صحة هذا الكلام بشكل فيزيائي أو ملموس.

ظرية (Cymatics)

هذه النظرية معرفة باسم (|Cymatics|) لدراسة الصوت والاهتزازات في العالم المرئي، وهذه النظرية تهتم بشكل كامل على أشكال ترددات الصوت.

وبشكل أوضح يمكننا القول: 

ببساطة نحن نستطيع الإحساس بالصوت ولكن من أجل أن نراه، فهنا نحن بحاجة إلى تحويل الاهتزازات لأشكال مرئية باستخدام مواد معينة.

هل يمكن للموسيقى أن تؤثر على حالتنا النفسية؟
 هل يمكن للموسيقى أن تؤثر على حالتنا النفسية؟ 
تنسيق الصورة : رزان الحموي
  

ما هي أصول نظرية ال(Cymatics)؟

لربما تكون هذه المعلومة غريبة أو جديدة نوعاً ما لديك، ولكن |القبائل الأفريقية| هي من استخدمت تلك النظرية منذ أكثر من 1000عام، فهم كانوا يستخدمون ذرات الرمل على الطبول، وذلك من أجل تشكيل أشكال معينة مع اهتزاز الطبل، وهذه كانت أحدى الطرق التي كانوا يعتقدون أنهم يستشرفون المستقبل بها.

ولكن العالم العبقري العالمي "|ليوناردو دافنشي|" هو فعلياً يعتبر أول شخص سجّل الاهتزاز، عن طريق طاولة خشبية يحوي على بعض ذرات التراب من الممكن أن تصنع أشكال مختلفة حسب الاهتزاز الصادر.

وبالتأكيد لن ننسى العالم "|جاليلو|" والعبقري "روبرت هووك" اللذين اكتشفوا نفس الموضوع، حيث أن العالم "روبرت" قام بتجربة على لوح من الزجاج مغطى بشكل كامل بالدقيق، ومن ثم قام بصناعة الاهتزاز بهذا اللوح باستخدام قوس الكمان.

والجدير بالذكر أنّه لا الكتب التاريخية ولا العلمية استطاعت البت بأمر عبقرية "روبرت"، وإلى الأن لا أحد يعلم هل فعلاً هو من ابتكر هذا الامر؟، أم أنه استطاع الوصول إلى مذكرات العالم " دافنشي " أو " جاليلو " واستحوذ على أفكارهم؟.

أشكال الاهتزازات

في الحقيقة لا يمكن إحصاء كم عدد الأشكال التي تقوم اهتزازات الصوت بصناعتها، لأنها تشكل أشكالاً مختلفة بحسب الترددات الواردة.

في القرن التاسع عشر ظهر على الساحة الموسيقي الألماني الذي يسمى ب "ايرنست شلادني" المعروف ب (أبو الصوتيات)، حيث قام هذا المغني بدارسة ما أدلى به العالم "روبرت هووت" بالإضافة إلى بعض التجارب على ما أدلى به العالم من تقارير وإثباتات.

وتوصل إلى النتيجة التالية: "أنّه ليس فقط درجة الاهتزاز هي القادرة على صناعة أشكال مختلفة، بل وأيضاً المكان الذي يبدأ به الاهتزاز (الذي يتعرض لاهتزاز الصوت بالبداية)، له تأثير كبير بالأشكال الهندسية التي تتكون من المواد التي يمر بها هذا الصوت".

من المسؤول عن إطلاق اسم (Cymatics) على نظرية ال(Cymatics)؟

في 1967 قام الدكتور "هانز جيني" وهذا أحد أهم العلماء اللذين ساهموا بشكل كبير بفهم موضوع الترددات والاهتزازات، وقام بإطلاق لقب ال(Cymatics) وكتبه بأبحاثه الخاصة، وشرح كيفية تشكل |الأشكال الهندسية| بالصوت عن طريق المعادلات الرياضية، بالإضافة إلى كيفية تحول صوت الإنسان إلى أشكال هندسية.

حتى أن هذا العالم استطاع ربط (Cymatics) بأشكال الطبيعة، وقال أيضاً: "أن دراسة موجات الصوت واهتزازاتها  والأشكال الهندسية لها، أحد المواضيع الهامة لأي فرد له ميول بدراسة علم الفلك، أو |الجيولوجيا|، أو البيولوجي، أو التشريح، أو أي علم من علوم الحياة".

هل يمكن للموسيقى أن تؤثر على حالتنا النفسية؟
 هل يمكن للموسيقى أن تؤثر على حالتنا النفسية؟ 
تنسيق الصورة : رزان الحموي 
 
بكل تأكيد علم كبير وضخم مثل هذا العلم نحن غير قادرين على شرحه بالتفصيل بمقال واحد فقط، ولكن كان لا بدّ لنا من تسليط الضوء على أهم الأفكار به

تأثير ال(Cymatics) على الماء

إنَّ أساسيات هذه النظرية يمكن تطبيقها على السوائل مثل الماء، فتخيل أن تقوم بوضع سماعة صوت كبيرة  وجهاز لتغيير الصوت على فوهة أحد الصنابير المتدفقة بالماء، هنا تستطيع تغير شكل الماء بناءً على ضبط موجات الصوت والتي ستقوم بالاهتزازات المناسبة للماء، فبكل تأكيد شكل الماء ب(25HZ) غير ال(50HZ).

حتى ال(الموائع اللانوتونية) مثل ال(الكاتشب، الشامبو، الدم، معجون الأسنان،..) الكلام ينطبق عليها.

أهم التجارب المبينة على نظرية ال(Cymatics)

بعام 1977 قام مهندس الصوتيات "جون ريد" بتجربة أهم تجربة داخل الهرم الأكبر بمصر وبالتحديد بحجرة الملك، فهذه الحجرة مصممة بشكل تستطيع سماع الترددات بداخلها، فتخيل إن قمت بالولوج إلى هذه الحجرة من دون وجود أي إضاءة، من الممكن أن تستمع بوضوح نبضات قلبك أو صوت تنفسك، فهنا استكشف السر ببناء هذه الحجة بسماع ترددات معينة.

لذا قرر أن يجري تجربته الخاصة استناداً على نظرية ال(Cymatics) ولكن داخل الهرم، فهذه الحجرة ساعدت بشكل كبير صناعة الأشكال بترددات مختلفة، ومع وجود صدى الصوت وانعكاسات رهيبة لذبذبات الصوت داخل الحجرة، وهذا ما يؤكد الاهتمامات الكبير للفراعنة بنظريات الأصوات وتصميمهم لمباني قادرة على صناعة صدى كبير جداً كطريقة لتواصلهم مع العالم الأخر.

الصدمة

الغريب والصاعق أن هذا العالم اعترف بكتابه "Egyptian Sonics" ما يلي: "أنَّ بعض الحروف الهيروغليفية تمَّ رسمها على جهاز خاص بالتجربة التي أجراها داخل الهرم"، وهذا دليل تام أن |الأحرف الهيروغليفية| كانت تعني أصوات لها ترددات معينة.

حتى أنه أكد أن الموسيقى والترانيم لها علاقة أكيدة مع الأهرامات، وتحديداً الترانيم القريبة من الترانيم الجروجية بأصوات متحركة.

الأسرار المنسيّة

نظرية ال(Cymatics) موضوع كبير جداً، حتى أن الكثير من العلماء مقتنعين بشكل تام أن الأشكال التي نراها بالطبيعة ما هي إلا انعكاسات لبعض التأثيرات في المادة، فتخيل أن كل هذه الأمور بسبب الصوت وطاقته.

هذه الأمور لا يمكن البت بها على أنها خيال علمي أو خزعبلات، بل هو علم لدراسة الصوت الملموس وكيف من الممكن أن تتحول الموسيقى إلى أشكال بحسب الترددات المختلفة.

الموسيقى وعلاقتها بالألوان

هناك ظاهرة مثبتة علمياً ويعاني منها تقريباً 4% من البشر: أن بعض |أنواع الموسيقا| تجعل الإنسان عندما يستمع إلى نوع محدد من الأصوات يرى بالمقابل لون محدد، لا يمكن تصنيف هذه الظاهرة على أنها مرض بل يمكن القول عنها أنها عبارة عن اتحاد الحواس بوقت معين.

وعند هذا الكم من المعلومات المسرودة نكون قد انتهينا من مقال اليوم، إن أعجبك نرجو مشاركتنا برأيك ضمن التعليقات.

دمتم بخير.
آلاء عبد الرحيم

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.