مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/06/2022 06:00:00 م
هل عملية تطوير ثقافة المنظومة ضرورة أم ترف - تصميم الصورة وفاء المؤذن
هل عملية تطوير ثقافة المنظومة ضرورة أم ترف
 تصميم الصورة وفاء المؤذن 
إننا كثيراً ما نسمع القادة، والمدراء يتحدثون بكل شغف وحماس عن ضرورة العمل على تطوير |ثقافة المنظومة|، حيث أن عالم الأعمال الموجود من حولنا يتطور باستمرار بشكل سريع، ولافت، وفي حال أردنا أن نتفوق، ونزدهر أو على الأقل أن نتماشى مع هذا التطور الكبير الذي يحدث، فأنه يجب علينا جميعاً أن نعمل معاً، كيدٍ واحدةٍ من أجل أن نتمكن من أن نطور من ثقافة منظومتنا.

ولكنك بعد أن تستمع إلى هذه الخطب الحماسية، فأنه سوف يتبادر إلى ذهنك سؤال مُلِح ومهم، وهو "هل الجميع يمتلك نفس الدرجة من الوعي بما يعنيه مفهوم ثقافة المنظومة؟ 

فإذا افترضنا جدلاً بأن الإجابة هي "نعم"، فإننا حينها سوف نقف أمام سؤال آخر "هل نحن الأعضاء في هذه المنظومة نمتلك القدرة الكافية على تطوير هذه الثقافة أم لا؟ 

لهذا السبب سوف نحاول معاً أن نتعرف بصورة بسيطة، وعملية على هذا المفهوم، والتعرف على أهميته، وعلى معرفة ما هو دورنا العملي في عملية تطوير ثقافة المنظومة.

ما هو معنى مصطلح ثقافة المنظومة

وعلى الرغم من تعدد التعريفات التي قد اندرجت تحت مفهوم "ثقافة المنظومة"، والتي قد فاق عددها أكثر من ثلاثمائة تعريف! 

أجل، لا داعي لكي تندهشوا، حيث أن ذلك بالطبع يعود إلى سبب اختلاف الخلفيات، واختلاف الخبرات العملية لجميع المهتمين، والباحثين ضمن هذا المجال، ولكن دعونا نستخدم بعض الكلمات البسيطة، والمتفق عليها لكي نتمكن في أن نعرف هذا المفهوم.

فإن مفهوم "ثقافة المنظومة" هو عبارة عن مجموعة من القيم، والافتراضات، وبعض المعتقدات، والتوقعات لعمل المنظومة، التي ينبغي أن نؤمن بها، ونجعلها تنعكس على سلوكياتنا، وأدائنا، وأنه من الوارد بل أنه من الطبيعي أيضاً أن تختلف طبيعية هذه الثقافة من منظومة إلى أخرى، والسبب في ذلك يعود إلى عدة عوامل مختلفة، وهي:

▪︎العوامل المرتبطة بطبيعة العمل، وطبيعة نشاط المنظومة.

▪تأثير︎ المستخدمون، وخاصة العملاء.

▪︎ اختلاف الأساليب في القيادة، والإدارة، واختلاف الاستراتيجيات التي تتبع في كل منظومة.

إذاً، ما هي الاستراتيجيات التي تتبع لتطوير ثقافة المنظومة، وما دور كل عضو من أعضاء المنظومة؟

الاستراتيجيات المتبعة في المنظومة من قبل القادة

يجب على |قادة المنظومة| أن يمتلكوا وعياً كبيراً في الواقع العملي لطبيعة المنظومة، وأن يمتلكوا رؤية واضحة، وموحدة لكي تدعمهم، وتساعدهم بقوة على خلق بيئة عمل إيجابية، ومحفزة من أجل الإبداع والابتكار، والمبادرة في كل ما هو جديد لتحسين عمل المنظومة.

الاستراتيجيات المتبعة في المنظومة من قبل مدراء التنفيذين

أما فيما يخص |المدراء التنفيذين| فيجب عليهم أن يضعوا بعض من الاستراتيجيات، وأن يجدوا عدة آليات من أجل ربط جميع هذه القيم، والافتراضات، والتوقعات أيضاً بأهداف العمل، وبالسلوك الوظيفي، كما أنه يجب أن يحرصوا على تمكين عمل موظفيهم من خلال القيام بتوجيههم، وتحفيزهم، والقيام بتدريبهم، وإشراكهم في عملية صنع القرارات، وتوسيع المسؤوليات بشكل تدريجي بحيث يتناسب مع صلاحياتهم.

الاستراتيجيات المتبعة من قبل الموظفين 

وينبغي على |الموظفين| العاملين في هذه المنظومة أن يخلصوا في أداء جميع مهامهم، وإنجازها بكفاءة عالية، كما أنه يتوجب عليهم أن يحرصوا على الالتزام بجميع معايير الجودة، والأداء المتميز.

 حيث أن الكم وحده لا يكفي، بل أنه يجب دمج الكم والكيف معاً، ويجب أن يدركوا بأن مصلحة العمل هي التي تأتي أولاً، وأن بيئة العمل هي ليست مسرحاً للخلافات، أو الصراعات الشخصية، وذلك لأن الموظفين لا يمثلون أنفسهم فقط، بل إنهم كالمرآة التي تعكس طبيعة سمعة المنظومة.

وهنا نكتشف بأن الجهد الكبير والعمل الشاق لا يمكن لأي أحد أن يقوم به بنفسه منفرداً، بل أنه يحتاج إلى تضافر كبير في المجهودات، ويحتاج أيضاً إلى تعاون كبير من قبل الجميع بهدف إنجاح العمل وجني ثماره، وهنا نكتشف صدق مقولة "إن في التعاون قوة".

شاركنا رأيك، وأسئلتك ضمن التعليقات.

بقلم إيمان الأغبر

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.