مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/21/2022 02:02:00 م

الأسس السليمة لتربية الأبناء
الأسس السليمة لتربية الأبناء
يقضي الأبوين عمريهما في تربية أولادهما، ويقدمان لهم كل ما بوسعهما من الرعاية والاهتمام، في سبيل تعليمهم وتربيتهم وإسعادهم. 

فهل تراهما يقومان بمهمتهما كما ينبغي؟ وهل يكفي مايغرسه الآباء في نفوس أبنائهم من |أصول التربية|، ويؤهلهم لخوض غمار الحياة في المستقبل، ليكونوا نواة لمجتمع صالح ذو بنيان متين وسعيد؟ 

من هنا نجد أن وعي الآباء ومعرفتهم بأصول |التربية السليمة| ،هو مطلب هام وضروري لنجاح أبنائهم في الحياة، لأن جهلهم بقواعد العملية التربوية، ينعكس سلباً على سلوك أبنائهم ، ويؤثر على مسيرة حياتهم المستقبلية.. 

سنتعرف في مقالتنا هذه على بعض الأسباب التي تسبب فشل الأبناء في حياتهم بسبب أخطاء برتكبها الآباء دون قصد من  خلال تعويد الطفل على بعض العادات السيئة ومنها:

ما هي أهم هذه الأسباب

تدليل الأطفال المفرط

 لأنه يعودهم على الحصول على كل ما يرغبونه، فينمو عندهم حب التملك، وتتعزز في نفوسهم الأنانية و|حب الذات|، والسهولة في الحصول على الأشياء كما ويشعرون بأنهم يستحقون مالا يستحقه غيرهم ، وأنه من حقهم الحصول على كل شيء ، مما يسبب لهم إحباطاً نفسياً ، وفشلاً ذريعاً في علاقاتهم الاجتماعية، وفي حياتهم المستقبلية العملية، عندما  يكبرون ويواجهون الحياة.. 

ومن الأخطاء الفادحة في تربية الأبناء :

عدم التنسيق  بين الأبوين داخل الأسرة في التعامل مع الأبناء 

مما يشتت الطفل،ويوقعه في اضطراب نفسي ويكوّن عنده شخصية مهزوزة ،تنعكس على سلوكه وشخصيته..

ومثال ذلك، أن يحرم الوالد الطفل من شىء معين كلعبةٍ أو جوالٍ  أو مصروف كنوع من العقاب، بسبب تصرف أو  ذنب أوسلوك خاطئ  أو تقصير ما، فتعيده أمه إليه في الخفاء 

مما يجعله مستهتراً بالانضباط بالقوانين،  ويخلق عنده اعوجاجاً في السلوك ، ويعتاد على التقصير، كما أنه يعتاد عدم احترام آراء الآخرين،  ويصبح مهملاً لواجباته ، وغير مدرك  لمصلحته، وذلك كله بسبب تصرف الأم التي كانت تظن أنها بتصرفها  تعفي طفلها من العقوبة ،  ولكنها في الحقيقة كانت تدمر شخصيته من حيث لا تدري  وتضيّع  عنده هيبة أبيه وعدم إطاعته واحترامه له، كما وتعوده على التمادي في الخطأ 

كثرة الخلافات العائلية

 تشتت الطفل ويجعل شخصيته غير متزنة، وتخلق في نفسه نوعاً من |الاضطراب العاطفي|، فيلجأ إلى الانطواء هرباً من المشاكل والجو المشحون بالتوتر والخلافات، لا سيما إذا كان يتعاطف في قرارته مع أحد الأبوين، وهو يعيش حالة دائمة من |القلق| والتوتر،  وهذا ينعكس على شخصيته في المستقبل، فيعجز عن تكوين أسرة متفاهمة، ويفشل في تأمين الاستقرار والدفء والإتزان لأسرته المستقبلية، لأنه في الأساس قد نشأ في أسرة مفككة... 

وقد يعمد الأهل إلى استعمال الشدة والصرامة في تأنيب أطفالهم

 ويلجأون إلى العقوبة المستمرة ويعمدون إلى الاستمرار في لومهم وتوجيه عبارات التوببخ والإهانات لهم بشكل كبير مما يخلق عندهم شعوراً كبيراً بالإهانة والنقص وانعداماً للتقة بأنفسهم كما يخلق عندهم شعوراً باطنياً  بالذنب لعدم رضا الأهل عن سلوكهم  وهذا يجعل منهم أشخاصاً انطوائيين يميلون إلى العزلة والصمت كما ويولد عندهم حالة من الكبت

وفي الختام فإنه يجب أن يعي الأهل أن لكل طفل شخصية مستقلة خاصة به  فله آراؤه وإمكاناته  وإن تعييره بغيره ودفعه للاقتداء بهم يشعره بالإحباط والتقاعس ويزعزع ثقته بنفسه والحل يكون باكتشاف مهاراته ومواهبه وزيادة ثقته بنفسه لمساعدته على تجاوز معاناته وتردده قبل تبلور شخصيته المستقبلية

وحفظ الله أبناءكم وجعلهم قرة لعيونكم  وأعانكم على تربيتهم  وتنشئتهم

الكاتبة هدى الزعبي

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.