مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/12/2022 02:07:00 م

العالم الافتراضي الميتافيرس (الجزء الأول)
 العالم الافتراضي الميتافيرس (الجزء الأول) 
تصميم الصورة رزان الحموي 

غزا| الإنترنت| العالم ، وانتشرت| مواقع التواصل الاجتماعي |بين الناس حتى صارت شغلهم الشاغل
فهي تلازمهم في حلهم وترحالهم ونومهم وصحوهم... 

وغزت عقول الناس كباراً وصغاراََ ،وشيباً وشباباً

صار الاتصال لغة التواصل الاجتماعي بين الناس من خلال الصوت والصورة. 

وها نحن الآن ننطلق إلى |العالم الافتراضي| ...عالم الميتافرس ...فما هو هذا العالم.... ؟ 

ماذا تعرف عنه ؟ وهل تراه سييغزو عقول البشر فيقبلون على دخول عالمه الجديد  ليحذو حذو |الفيسبوك|؟ 

البس نظارات  vr  وانطلق معنا لنحلق معاً في رحاب عالم....... |الميتافيرس | 

الميتافيرس : عالم افتراضي ساحر 

 يتيح للشخص التواصل مع الآخرين ،والتفاعل معهم ،وتخطي حدود الواقع والانتقال إلى عالم الخيال من خلال شخصيات تكون أنت أحدها وهو تطور مذهل بتقنيات عالية. 

ادخل إلى عالم الخيال ،وعش مع أصدقاءك في أي منطقة من العالم على امتداد الكون ،أياً كان عددهم وجنسياتهم وأعمارهم ولغاتهم ، وتواصل معهم عش معهم حياة كاملة 

المسهم ،كلمهم ،تفاعل معهم ،ولا تكتفي بالصوت والصورة ،ومن يدري فقد يصبح عالم |الفيسبوك| و|التويتر| وغيرهما بعد وقت قريب ، شيئاً من الماضي 

ويُنظَرُ إليهم كما ننظر نحن إلى بدايات عالم الاتصالات ،ووسائلها البسيطة في عصر الحمام الزاجل 

لماذا قررت فيسبوك تغيير اسمها إلى ميتا فيرس؟ 

لقد كان |مارك زوكربيرغ| مؤسس الفيسبوك رجلاً خارق الذكاء حين غير اسم فيسبوك إلى الميتافيرس 

فالميتا فيرس : اصطلاح انكيزي مؤلف من شقين الميتا - فيرس ،ويعني بشقيِّه ما وراء العالم 

والهدف  منه أن تعيش داخل الإنترنت ،وتتحرك فيه وتتفاعل معه ،لا أن تبقى مجرد مشاهد وتتسمر أمام شاشات الكمبيوتر تحرك أزرار مفاتيحه . 

قد يبدو لك الأمر غريباً وغير مقنع!!! ولكن هذا ما سيحدث فعلاً... فلا تستغرب وترقب المزيد... 

لم يتخلَّ مارك عن الفيسبوك ،أو يتنازل عن اسم نال ما نال من الشهرة ،وحقق ما حقق من الأرباح عبثاً، بل لأنه أدرك بذكائه النجاح الكبير الذي ينتظر تلك التقنية المذهلة ،التي ستدهش العالم وما يمكن أن تجنيه من شهرة وأرباح وثروات، وما يمكن أن يحشد لها من طاقات وكوادر.

حيث سيتم تأمين فرص عمل لعدد هائل من الموظفين في مختلف أنحاء العالم ،بمرتبات وأجور عالية ،وقد أراد بحركته الذكية الدخول في السباق الذي تسعى إليه كبريات الشركات ،للدخول إلى المنصات الافتراضية واقتحام |عالم الاقتصاد |الرقمي ، لتحقيق أرباح وثروات خيالية 

وقد رصد مبالغ طائلة لخوض غمار هذه التجربة بكل أبعادها ،لا سيما بعدما كوَّن قاعدة عريضة ضخمة من المتابعين ،حتى صار الفيسبوك جزءاً مهماً في حياتهم  

 فإذا انضم رواد الفيسبوك إلى العالم الافتراضي الذي اتجه  فيسبوك إلى خوض غماره، فإنه ولا شك سيغزو العالم محطماً أرقاماً قياسية  ،وسوف يجني أرباحاً  خيالية حسبما يرى القائمون على صناعة المال ،وسيحقق سبقاً ممتازاً في هذا المجال 

ومع هذا فإن البعض يبدون تخوفهم من تلك النقلة النوعية في عالم الاتصالات الرقمية والانتقال إلى عالم ماوراء الماديات 

إذ يرونه مجرد مغامرة ،لاعتقادهم بأن عدة شرائح من الناس لن يستهويها الأمر ،وسترفض الدخول إلى عالم المتافيرس، وأنها قد تراه مجرد أوهام وخيال 

لذا فإنهم يتوقعون أن يقبل عليه أبناء  الجيل الجديد من الشباب ،والمراهقين فقط دون سواهم ،لأنه يتماشى مع الخيال الذي يحلِّقون به، ولذلك فهم وحدهم ولا شك سيسعون للإقبال عليه بشغف 

وقد جهز فيسبوك لذلك أقصى ما يمكن من تجهيزات ،ذلك أن الدخول إلى عالم الميتافيرس يحتاج إلى تجهيزات ووسائل،وتكاليف ومبالغ تماماً كما لو كان الأمر يتم في الواقع لا في الخيال. 

العالم الافتراضي الميتافيرس (الجزء الأول)
 العالم الافتراضي الميتافيرس (الجزء الأول) 
تصميم الصورة رزان أبو فخر 

في عالم الميتافيرس يختار المرء شخصية

 يعيش من خلالها حياة كاملة في عالم الافتراض الخيالي ،وقد تطابق مواصفات شخصيته أو تخالفها ،فله الخيار والحرية المطلقة في ذلك 

فقد يختار شخصية أنثى بينما يكون هو شاب ،أو قد يكون شاباً ويختار شخصية عجوز،والعكس صحيح ،وقد يختار أي شخصية تستهويه علماً مشهواً ، كعالم أو رياضي أو كيميائي ،أو نجم سينمائي أو أو أو ... 

ويتفاعل من خلالها مع من اختارهم ،ليخوضوا معه تلك التجربة ،فيدخل ذلك العالم الساحر ويخترق حواجز الخيال ،ويتم لقاءه مع عدة شخصيات ،وفي أماكن مختلفة بآن واحد ،وكلها اختارت مثله شخصيات وهمية عبر منصات التواصل الافتراضي

تراه وتتفاعل وتتواصل معه من خلال نظارات ال vr التي تتيح لهم وله أن يكون داخل المنصات معهم  وليس متفرجاً ،وكأنه حقيقة واقعة، إنه امتزاج الواقع بالخيال .

وهذه الشخصية التي يتحرك بها تحتاج إلى نفقات وأموال كما في الواقع الملموس...

فالشخصيات التي سيعيش حياة |الخيال العلمي |من خلالها ،والشخصيات التي سيتم التفاعل معها ستحتاج إلى تجهيزات وملابس واكسسوارات وطعام  وشراب وأدوات، وأماكن للقاء والسكن ،وشوارع وسيارات ومواصلات للتنقل ،ومحطات للوقود ومستودعات للبضائع  وأماكن للعمل والاستثمار والبيع والشراء في كل المجالات الاقتصادية من زراعة وصناعة تجارة 

وتحتاج إلى مصارف وبنوك لايداع الأموال النقدية وسحبها، وأسواق ومحلات ومطاعم وأماكن للهو والتسلية والترفيه ،كالمقاهي والصالات والمسابح والمسارح والمدارس والجامعات بكل مستلزماتها : من ألبسة ومخابر وصيدليات ومشافي وغيرها وأماكن للتنزه والسياحة ،ومشاريع كتلك التي في الحياة العادية تماماً 

وقد رصدت مبالغ طائلة لاستثمار هذا المشروع الضخم ،وفق أحدث الماركات العالمية ،وأعلاها أجراً وأغلاها ثمناً والتي تضاهي البضائع والأشياء الحقيقية بل وتفوقها 

إنها حياة كاملة يعيشها المرء بكل تفاصيلها ،فيتعلم ويدرس ويختار له شريكاً..... كل هذا وهو في مكانه يرتدي نظاراته الخاصة. 

ويعيش ظروفاً مماثلة للحياة الواقعية، بما فيها من مشاعر محبة وخصام وعداوات ومنافسات ولقاءات وغيرها... 

شيء يشبه الحقيقة.... إنه ابداع الخيال العلمي

فما أن يلبس المرء نظارات vr حتى يصبح داخل تلك المنصات لتلك |المواقع |، وتزول جميع الحواجز الخيالية، وقد قطع العالم الافتراضي شوطاً كبيراً في هذا المجال، ووصل إلى مرحلة متقدمة في عالم الخيال ،فهل سينطلق الميتافيرس من قمقمه السحري ،ويغزو العالم  ويصبح شغلهم الشاغل؟ 

ويبقى السؤال... 

هل  ستصدق التكهنات ؟ 

وهل سيتسقطب هذا التطبيق جمبع الشرائح البشرية؟ 

أم انها ستبقى محصورة في جيل الشباب المغامر؟ وسيحجم الكبار عن خوض تلك التجربة الساحرة ويعتبرونها هدراً للوقت والمال كما تكهن البعض؟

 فهل سيحل الخيال العلمي ،بدل الواقع من خلال المنصات الافتراضية ويغزو العقول؟

 أم أنها ستنجح وتغزو العالم وتهيمن عليه ،كما يتوقع صناع المال العالميون وأصحاب لشركات التي تتسابق لاستثماره؟ 

الميتافيرس قادم إلينا .....هل سينجح مشروعه الضخم؟؟ ويحقق رؤية صناع المال والاقتصاد والتكنولوجيا والتجارة الرقمية؟ 

هل سيغزو البشر ذلك العالم الافتراضي الخيالي ويصبح واقعاً؟ 

وهل سيستمر أم سيكون طفرة تتلاشى؟ 

سؤال ستكشف الأيام القادمة الإجابة عنه وسنعرف ماهو المستقبل الذي ينتظر الميتافيرس؟ 

النجاح والاستمرار أم ماذا؟ 

بالرغم من أن كل المؤشرات تدل على النجاح الكبير الذي ينتظره لا سيما أن العالم لايزال مذهولاً أمامه ومتلهف لمعرفة النتائج... 

هدى الزعبي 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.