مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/06/2022 12:19:00 م

الحرب القادمة حرب نووية أم حرب الكترونية
الحرب القادمة حرب نووية أم حرب الكترونية 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
مع استمرار التصعيدات ما بين أوكرانيا وروسيا، بدأت الكثير من الناس في التحدث عن مخاوفها بأن تقوم حرب كاملة، والتفكير في أن لو  قامت حرب جديدة هل  سيستعملون بها أسلحة نووية أم ماذا سيفعلون، وهل وقتها ستصل آثاره إلى العالم كله، أم ستقتصر على أوكرانيا وروسيا فقط.

ولكن الكثير من الناس لا تعرفه بأن أكثر الأسلحة المرشحة للاستخدام في الحروب القادمة، وهي قنبلة النبض الكهرومغناطيسية، والخبراء يقولون عنها بأنها كفيلة لتعيد أي دولة للعصور ما قبل التكنولوجيا.

• عملية حوض السمك

بعد انتهاء |الحرب العالميه الثانية| و ظهور القنبلة الذرية، بدأت أمريكا و| الاتحاد السوفييتي| في سباق من نوع جديد وهو تفجير مثل هذا النوع من القنابل في غرض الدراسة.

وفي شهر حزيران لعام ١٩٦٢ ميلادي، كانت |جزيرة جونسون| المعزولة في المحيط الهندي على موعد مع سلسلة تفجيرات، والتي عرفت بعملية ( فيش باول ) حوض السمك، وهي العميلة التي شملت على خمس تفجيرات تصاعدية من الأضعف للأقوى، وبدأ التفجير الأول وقام العلماء في تدوين الملاحظات الهامة.

في ٩ تموز لعام ١٩٦٢ ميلادي، وهو موعد التفجير الثاني والذي عرف باسم |ستار فيش|، والمخطط هو تفجير قنبلة تزيد قوتها لأكثر من مئة مرة عن |تفجير هيروشيما|، و بالإضافة إلى أنه سيتم عن طريق صاروخ من ارتفاع شاهق فوق الجزيرة المعزولة، وعلى الرغم من أن الجزيرة تبعد حوالي ١٥٠٠ كيلو متر عن هاواي، إلا أن هاواي تعرضت لضرر كبير على المستوى الأجهزة الكهربائية والالكترونية، وكل الأشياء الموجودة تقريباً في |جزر هاواي| تأثرت في الانفجار،  التأثير كان ليس في المباني أو الجسور و إنما الذي تأثر هي البنية التحتية للأجهزة الكهربائية و الالكترونية، والمفاجأة هي أن هذا الانفجار حصل من دون رصد أي آثار اشعاعية لانفجار.

ومن بعد هذا الانفجار بدأت تظهر الكثير من الأسئلة عن أسباب الذي حصل، وبعد مرور فترة قصيرة اكتشف العلماء ما هو  الذي تسبب في هذا الشيء، وهي عبارة عن |موجات كهرومغناطيسية| قوية التي أدت إلى ارتفاع الجهد الكهربائي الذي ساعد في تدميرها.

• القوة الكهرومغناطيسية

وهي واحدة من القوة الأربعة الموجودة في الكون، والتي تبنى على العلاقة الوثيقة ما بين المغناطيسية و الكهربائية، و خلال العواصف الشمسية أو الصواعق القوية يتم توليد نبضات كهرومغناطيسية من هذا النوع، ويوصل تأثيرها بالفعل إلى الأرض. 

والعاصفة الشمسية التي تم تسجيلها في ٢ أيلول في عام ١٨٥٩ ميلادي، كانت من الأكثر العواصف مرعبة وضرراً لو أنها حصلت في هذا الوقت بعد انتشار الأجهزة الكهربائية و الالكترونية، والتي لكان لها نتائج كارثية.

إن عملية نبض الكهرومغناطيسي ظاهرة طبيعية معروفة، ولذلك كل الطائرات يتم فيها تطبيق وسائل الوقاية لحمايتها من السقوط، فالهيكل الخارجي للطائرة مصمم بطريقة  تساعدها على امتصاص الموجات وعزلها عن الأجزاء الداخلية، و بالإضافة إلى أن هيكلها مدرع بشبكة معدنية من نسيج رقيق حتى يمنع من وصول التأثيرات إلى الأجهزة الالكترونية الموجودة داخل الطيارة.

وهذه الموجات بالرغم من قوة تأثيرها على الأجهزة الكهربائية و الإاكترونية، إلا أنها لحد الآن لم يثبت عليها أي تأثيرات مؤكدة على الكائنات الحية، ولأن هذه التأثيرات غير مؤكدة الكثير من الباحثين ينصحون بإبعاد الهواتف المحمولة قبل النوم، لأنه يوجد كمية من هذه الموجات تتسرب من هذه الأجهزة، فالاحتياط واجب لأنه يمكن أن يصدر بحث جديد يؤكد على وجود أضرار لهذه الأجهزة.

وبعد إجراء تفجير ستار فيش برايم، تبين للعلماء أن ظاهر النبض الكهرومغناطيسي يمكن توليده صناعياً، وواحدة من هذه الطرق هي الانفجار النووي على ارتفاع عالي، والذي يؤدي إلى توليد نبضات كهرومغناطيسية عنيفة تفوق أقوى الصواعق و|العواصف الشمسية|.

الحرب القادمة حرب نووية أم حرب الكترونية
الحرب القادمة حرب نووية أم حرب الكترونية 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن 

• قنبلة النبض الكهرومغناطيسي

وبعدما لاحظ العلماء ظاهرة النبض الكهرومغناطيسي، بدأ يظهر مسمى لسلاح جديد و هو |أن أي أم بي| ومعناه بالعربي هو النبض الكهرومغناطيسي النووي، وهو المصطلح الذي تم اختياره بعد ذلك إلى قنبلة أي أم بي، وفي هذا الوقت فكروا في إجراء تجربة تفجير ثانية مثل تفجير |ستار فيش برايم| الذي قاموا فيه مسبقاً، ومع مراقبة التأثيرات على الأجهزة الالكترونية والكهربائية، مع مراقبة أثر هذا التفجير على نفسية المدنيين والعسكريين

 وكانت الحكومة الأمريكية تفكر في استخدام هذا السلاح  لكن الأوضاع في حرب الفيتنام قد تأزمت، و الفكرة لم تجد التشجيع الكبير لأكثر من سبب وأهمها القلق من رد الفعل القوي، واشعال حرب نووية جديدة، و إضافة إلى ذلك أنهم لم يدوا في إظهار اكتشافهم الجديد.

ولكن مع مرور الوقت وظهور الكثير من الاتفاقات والمعاهدات لحظر الأسلحة والتجارب النووية بدأت هذه القنبلة تفقد أهميتها.

• قنبلة أي بومبس 

مع بداية ثورة المعلومات، والحكومات الالكترونية والحروب بدأ عن قنبلة أي أم بي يظهر من جديد، والأثر الذي كان سيبقى محدود في الستينات أو السبعينات قبل انتشار الالكترونيات في كل مكان وأن  من الممكن أن يشل حركة الحياة تماماً في هذا الوقت، ولأن قنبلة أي أم بي تستطيع أن توقف أي شيء، ابتداءً من منظومة الصواريخ والدفاع الجوي مروراً بوسائل المواصلات، و|أنظمة البنوك|، ووصولاً للأجهزة المنزلية الصغيرة الموجودة في كل منزل، بالإضافة إلى أن تأثيرها لا يبقى في هذه اللحظات ويتوقف، وإنما سيبقى إلى سنوات يؤثر على المكان الذي انضرب فيه، لحد ما تعود البلاد التي ضربت عليها لتأسيس بنية تحتية من جديد.

ولكن المشكلة في استخدام هذه القنبلة، هو حجم الخسائر في الأرواح البشرية والتي قدرت بالآلاف إن لم تكن بالملايين.

وكما ذكرنا مسبقاً أن القنبلة ليس لها تأثير على |الكائنات الحية|، ولكن هذه الخسائر البشرية ليس سببها نبضات كهرومغناطيسية، لكن هذه النبضات سترفع من الجهد الكهربائي للبنية التحتية، وهذا الشيء سيبب حرائق ضخمة نتيجة لانصهار الكبلات، بالإضافة إلى توقف جميع وسائل النقل بما فيها من سيارات وقطارات وحتى طائرات بشكل مفاجئ مع تفجير القنبلة، لأن جميع وسائل النقل تشتمل على كهرباء، و بالإضافة إلى المشافي التي تعتمد جميع أجهزتها على الكهرباء، وغير الآثار الحضارية التي تعيد البلد المعتدى عليه للعصور الوسطىوالتي ستؤدي إلى تعطيل شبكات المياه ولا كهرباء في البيوت والشوارع ولا حتى وسائل نقل ولا وسائل اتصال.

ولهذه الأسباب بدأوا في ابتكار قنبلة للنبض الكهرومغناطيسي تأثيرها يكون محدود حتى يتم اطلاقها على منشأة محددة حتى يتم تخريبها واستبعادها عن الخدمة، وبحسب الأخبار فإن العلماء فعلاً من ابتكر قنابل للنبض الكهرومغناطيسي محدودة التأثير وغير معتمدة على على التفكير النووي، وهي القنبلة التي أطلق عليها اسم أي بومبس،

 ولكن مع ذلك هذا السلاح يعتبر سر من الأسرار العسكرية والتي لم يتوفر عنها معلومات كافية، والمعروف عنها فقط أنها أسلحة نبض الكهرومغناطيسي ويمتد أثرها حتى ١٠ كيلو مربع على أقصى تقدير، وأنها تعتمد في بدء التفاعل لديها على مولدات حرارية بدل المولد النووي الذي كان موجود في القنبلة النووية.

وكما يوجد بعض وسائل الحماية من هذه القنبلة، وهذه الحماية تعتمد على تدريع قوي للأجهزة الحيوية، وبنفس طريقة حماية الطائرات ولكن مع رفع معدلات السبائك في التدريع، بالإضافة إلى تحويل كابلات البنية التحتية لكابلات ألياف ضوئية ودفنها على عمق كبير في داخل الأرض، كمحاولة من بعض الدول لتأمين مدنها في حال تم ضربها في هذا النوع من القنابل.

كانت معكم ربا

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.