مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/11/2022 09:10:00 م

" جنكيز خان " الذي قتل ٤٠ مليون شخص.
" جنكيز خان " الذي قتل ٤٠ مليون شخص.
تصميم الصورة : ريم أبو فخر  
ملك العالم بلغة بلاده  ومؤسس الإمبراطورية المغولية وهي أكبر إمبراطورية في التاريخ.

قائد عسكري قاسي الطبع  حيث قتل أكثر من أربعين مليون شخص في العالم  عدا عن التعذيب الذي تشهده أي بلد يدخله بغاراته المتوحشة ، فكان لا يرحم طفل ولا شيخ ولا امرأة .

سنتحدث في هذا المقال عن شخصية " جنكيز خان " 

* منشأه وشكله : 

اسمه الحقيقي " تيموجين " ، ولد بين عام ١١٥٥ م و ١١٦٢ م  في |منغوليا| ، وأجمعت الكثير من المصادر التاريخية على أن شكله كان شبيه جداً للشكل المغولي النمطي ، ولكنه كان طويل القامة واللحية ، شعره أحمر و عينيه خضراوتين ، وأكثر علامة تميزه في سن الشباب كانت بنيته القوية.

* أسرته 

 كان والد |جنكيز خان| مشارك في حروب مع قبيلة أخرى وقتل قائدها ، وعند ولادة زوجته قام بتسمية الولد بـ " تيموجين " ، على اسم القائد الذي قتله في المعركة ، حيث أنه عاد منتصر عليه .

ولد " |تيموجين| " ويوجد في يده كتلة من الدم  ممسكاً بها ، وهذا تفسيره عندهم " أن الطفل سوف يكون قائد له شأن عظيم " .

* حياته 

وكعادة الكثير من قبائل المغول ، فقد كانت بداية تيموجين قاسية ، حيث اختار له والده زوجة عندما كان عمره تسع سنوات ، وأرسله لعشيرتها لكي يخدم والدها إلى أن يتم عمر ١٢ سنة ، وهو سن الزواج.

توفى والده وتخلت القبيلة عن أمه " أولين " وعن أخوته ، وهذا أدى به إلى طفولة مشردة ، فقد كانوا ينامون بدون طعام لمدة ثلاثة أيام ، وكان الأكل عبارة عن صيد للحيوانات البرية و|النباتات| والحشائش.

ومن شدة الفقر والجوع قام تيموجين بقتل أخاه ، وذلك لأنه سرق منه جزء من أكله الذي كان عبارة عن سمكة.

ومرت الأيام وهو يراقب الجو السياسي المعقد في منغوليا ، والذي كان عبارة عن الحروب القبلية والسرقة والغارات والفساد.

و بعد وفاة والده وطفولته المشردة هذه ، كان صعوده للسلطة بطيء وصعب جداً ، فأول مرة قدم نفسه كانت على أساس أنه تابع لزعيم قبيلة الكرايب ، الذي هو " |طغرل خان| " وكان صديق والده ، وتوطدت العلاقة بينهم عندما خطفت زوجة تيموجين واسمها " بورتا " ، فطلب تيموجين مساعدة من طغرل ، فأرسل له ٢٠٠ ألف مقاتل وصديقه " جاموكا " الذي كان " خان على القبيلة " أي والي على القبيلة ، ونجحت الحملة في تحرير بورتا ، وهزموا القبيلة التي قامت بخطفها . 

" جنكيز خان " الذي قتل ٤٠ مليون شخص.
" جنكيز خان " الذي قتل ٤٠ مليون شخص.
تصميم الصورة : ريم أبو فخر 
 
حررت زوجة تيموجين من القبيلة الخاطفة ،  وكان اسم القبيلة " الماركيت" ، وهذه الواقعة كانت بداية الخلاف بين جاموكا وتيموجين ،  وكان أهم شيء بالنسبة له أن يكون له حليف قوي ، وهذا الحليف هو جاموقا والذي كان ابن قائد عسكري لقبيلة أخرى ، وكانوا متقاربين كالأخوة وتعاهدوا على السير معاً . 

إذاً ما هو سبب التفرقة بين الصديقين ؟

إنها ( السلطة ) .

فقد كانت الصداقة بالنسبة لتيموجين هامة ، لكن طموح تيمودين للسلطة لم يكن له حدود ، وكان جاموكا أيضاً يسعى أن يكون خان على المغول جميعهم. 

وبالطبع لا يوجد ملكين لشعب واحد .

والحدث الذي أشعل الحرب بينهم هو أن أخا جاموكا الصغير سرق قطيع خيول ، وكان هذا القطيع ملك أحد أتباع تيموجين ، فقام أتباع تيموجين بقتل السارق واستعادة القطيع ، فجمع جاموكا من قبيلته ٣٠ ألف مقاتل ، وذهب بهم ليحاربوا تيموجين ، الذي كان متمركز عند جبل بنفس عدد المقاتلين ، وقامت المعركة وانتهت بانتصار جاموكا وانسحاب تيموجين.

 وهنا لم يرض جاموكا بمطاردة تيموجين تقديراً للصداقة التي كانت بينهما ، ولكنه قام بتعذيب الأسرى عذاب شديد إلى أن توفوا جميعهم .

بعد ذلك ضم تيموجين لجيشه عدد كبير من القبائل المتحالفة معه ، وبدأ في تجهيزهم وتدريبهم عسكرياً ، وعمل على إشعال الحماسة بينهم بالخطاب الذي يعزز فكرة أن " في الإتحاد قوة " .

ومع مرور الوقت زادت سيطرة تيموجين على جميع قبائل منغوليا ، وحارب قبائل التتار وهزمهم ، وبعد أن قام تيموجين بتوحيد جميع القبائل التي تحت سيطرته ، أُطلق عليه اسم ( جنكيز خان ) .

 بعد السيطرة على الصين ، اتجهت أنظار جنكيز خان لبلاد الفرس ، ففي البداية أرسل جنكيز خان رسول لحاكم الفرس ، و عاد له الرد وهو رأس الرسول ، فقرر جنكيز خان الرد بطريقته ، فأرسل جيش من ٢٠٠ ألف مقاتل من الأشداء ، وكانت حملة وحشية .

" جنكيز خان " الذي قتل ٤٠ مليون شخص.
" جنكيز خان " الذي قتل ٤٠ مليون شخص.
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
  

* حملة جنكيز خان على بلاد الفرس 

قام جنكيز خان هو وجيشه بشن حملة وحشية على الفرس ، وكانت حصيلة القتلى هي مليون من رجال ونساء وأطفال ، بعد ذلك غار جيش جنكيز خان على الغرب ودخلوها بدون مقاومة تذكر ، وأصبحت جميع المناطق المجاورة له تحت سيطرته ، و وصلت حدود مملكته من كوريا إلى حدود دولة خواريزم الإسلامية ، ومن سهول صيبريا إلى حدود بحر الصين ، أي أنها كانت تضم من دول العالم حالياً (  الصين وإيران وكازاخستان وكوريا الشمالية والجنوبية ومنغوليا وفيتنام وتايلاند وأجزاء من صيبريا ) ، إضافة إلى مملكة لاوس وميانمار ونيبال وبوتان .

كان ذكاؤه يظهر في طريقة معاملته مع القبائل والبلاد التي غزاها ، فمثلاً لم يكن يطرد جنودها أو يهين القبيلة أو نسائها ، بل كان يجمع أبناء القبيلة تحت حمايته كأنهم من عشيرتة ، ويشركهم في أمور البلد ، وكانت والدته تتكفل أيتام القبائل ، وتضمهم للأسرة ، وبذلك استطاع أن يكسب ولاء القبائل وتأييدهم له ، وهذا كان السبب الرئيسي - بعد تفوقه العسكري - لقوته وتوسع أراضيه بسهولة.

* قرارات جنكيز خان 

يمتلك جنكيز خان قرارات مختلفة عن المغول بشكل عام ، ومنها :

- كان يمنع صيد الحيوانات في موسم تزاوجها .

- تجريم السرقة 

و هذا كان غريب بالنسبة لشعب مقسوم لقبائل .

- منع الاغتسال في النهر .

- منع بيع النساء.

- لم يقيد موضوع الديانات في امبراطوريته ، فقد جعل ديانة كل شخص غير مرتبطة بالقانون العام.

- أعفى الفقراء ورجال الدين والمعلمين والأطباء من الضرائب ، وهذا سبب زيادة شعبيته .

والغريب هو استسلام بعض البلدان له من دون حروب ، مثل الصين والهند.

* الإمبراطورية المغولية 

كانت |الإمبراطورية المغولية| واحدة من أكثر الإمبراطوريات المتنوعة عرقياً وثقافياً في التاريخ ، وهذا الذي جعل جنكيز خان يضع قانون حاسم جداً يستطيع من خلاله أن يسيطر على شعب ذو الإمبراطورية المختلفة ، وسمي هذا الدستور بـ ( قانون الياسق ) ، وكان يحاول أن يحقق المساواة القانونية لجميع الأفراد ، ومهتم بالشؤون الداخلية للإمبراطورية

أكمل القراءة لتتعرف على المزيد من قرارات جنكيز خان ، وعلى بنود قانون الياسق الذي وضعه جنكيز خان وطبقه على الجميع .

" جنكيز خان " الذي قتل ٤٠ مليون شخص.
" جنكيز خان " الذي قتل ٤٠ مليون شخص.
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
  

* بنود قانون الياسق الذي وضعه جنكيز خان 

- أي شخص يتصدى لقتال جنكيز خان تكون عقوبته الموت ، ليس هو فقط بل هو وأولاده وجميع أتباعه.
- لا يجوز لأي جندي أن يغير مكانته أو تبعيته، وعقوبة من يفعل ذلك الموت .
- أي شخص يتستر على أمير أو قائد أو جندي هارب من الجيش يتم معاقبته وعقوبته الموت .
- يتحمل جنود الجيش الضرائب والأموال مثلهم مثل الرعية .
- أن يجمعوا عدد من البنات المرافقات للجيش ، ويتم اختيار مجموعة تذهب للخان أو لأبناء الملوك.
- إعفاء اليتامى والأرامل من الضرائب.
- أي شخص يتجه للسحر كانت عقوبته الإعدام. 

* عدد قتلاه 

من المستحيل معرفة عدد الأشخاص الذين تسبب في قتلهم خلال فتوحاته المغولية ، لكن هناك الكثير من المصادر تقول أن عدد الضحايا وصل تقريبا لـ ( أربعين مليون )  شخص .

ففي العصور الوسطى ، عدد سكان الصين أقل بعشرات الملايين خلال حياة جنكيز خان .
وهناك أبحاث أخرى تقول أنه قتل ( ثلاث أرباع ) سكان إيران المعاصرين خلال حربه مع إمبراطورية خوارزم.

وبالنسبة لسكان العالم كله ، فأجمع الكثير من المؤرخين والباحثين أن عدد سكان العالم قل بنسبة ١١٪ في حياة جنكيز خان.

* وفاة جنكيز خان 

توفي جنكيز خان وهو عمره سبعين سنة في عام ١٢٢٧ م ، ولم يعلن أولاده عن خبر موته إلا عندما وصل إلى بيته عن طريق الأراضي الصينية.

سبب وفاة جنكيز خان غير معروف إلى الآن أو غير محدد .
هناك من قال بأن سبب وفاته هو جروح أصابته في رحلة صيد أو إصابة قوية في آخر المعارك .
وهناك من قال أن سبب وفاته بسبب سقوطه من ظهر الحصان .
وغيرهم من الأسباب المختلفة .
وبعد انتهاء مراسم الحداد تشكلت كتائب معينة من الجنود ، لكي تنقل جثمان جنكيز خان لقبره ، الذي كان في مكان مجهول على أحد مرتفعات جبال برقان ، و دفن جنكيز خان في قبر لا أحد يعرف طريقه سوى الأشخاص الذين دفنوه ، وكان إخفائه أمر مطلوب من الخان ، ولكنه غير مبرر أو مفهوم.

عندما مات جنكيز خان كانت الإمبراطورية المغولية تمتد من المحيط الهادي إلى حد بحر قزوين ، ووصل حجمها أكبر من حجم الامبراطورية الرومانية بمرتين.

إن جبروت جنكيز خان وقوته وذكاؤه جعل امبراطوريته من أقوى الإمبراطوريات على مر العصور.

لا تنسوا المشاركة .........
رهف ناولو

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.