مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/13/2022 09:30:00 م
حوار مع القاتل الخطير "جيفري دامر" - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 حوار مع القاتل الخطير "جيفري دامر"
 اختيار الصورة وفاء المؤذن
 سمعنا كثيراً عن |القاتلين الخطيرين|، لكن هل فكرت في رحلة داخل عقل أشهر و|أخطر القتلة|؟ 

 هل فكرت أن تجلس أمامه وتسأله كيف وصل هذه المرحلة؟ وما هي الأسباب؟

الآن سوف نذهب إلى غرفة ونجلس مع |أفظع السفاحين| الذين عرفتهم الولايات المتحدة الأمريكية، والذي بسبب جرائمه قامت انتفاضة كبيرة من أجل الضحايا، والذين كانوا لهم صفات معينة " جيفري دامر " الشاب اليافع، وسيم الملامح، العامل في مصنع الشوكولا. 

في مقال اليوم سوف نعيش حوار صحفي مع القاتل الشهير والغامض، ويمكن من خلال هذا الحوار أن نفهم عقلية هؤلاء السفاحين " أشباه البشر "، ونعرف ما هو الشيء الذي يوصلهم لهذه المرحلة، وهل الإجرام كان له خطوات منذ طفولتهم؟

- في ساعات الحوار معه والتي راقبوه فيها بداية من طريقة جلوسه حتى نظرات عينيه وصمته، توصلوا إلى أن " جيفري دامر " في وقت ارتكاب هذه الجرائم البشعة، كان محتفظ بإنسانيته ولكن تملكته رغبة الشر المطلق، وربما كان حينها أقرب للشيطان.

- في البداية .. هناك غرفة خاصة تم تجهيزها بشكل خصوصي لهذا اللقاء، دخل شاب وسيم مرتدي بدلة سجن لونها زيتي أقرب للون الأخضر الداكن، يظهر من أسفلها لياقة قميص أبيض، ويوجد في الغرفة طبيبان نفسيان تم استدعائهما لحضور الجلسة مع المحاور الذي سوف يؤدي اللقاء، وكان يرتدي بدلة خضراء فاتحة اللون، وكأنها رسالة لاختلاف اللون بينه وبين دامر.

- فاللون الأخضر الفاتح هنا يعبر عن الحرية والراحة، بينما اللون الزيتي الغامق فيه إشارة إلى عدم الراحة أو الغموض.

جلس دامر على الكرسي المقابل للمحاور وجلس الأطباء النفسيين في الخلف وبدأ اللقاء.

* و كان السؤال : 

متى علمت بأن الجميع سوف يتحاسب

أجاب دامر: لم أعتقد أبداً بأن هناك من يتحاسب على الأخطاء، كنت مقتنع بأن هناك شيء غير واضح، لكنني لا أعرف ما هو، حتى مع اعتقادي بعدم وجود إله يحاسب على الأخطاء.

وبعد دخولي إلى هنا بدأت أحاسيس جديدة تراودني، وعرفت أن هناك خالق للسموات والأرض أخيراً.

* السؤال الثاني :

عند ارتكاب الجرائم هل كنت لا تملك يقين على وجود إله هل هذا الذي تقصده

أخذ دامر نفس عميق وقال: بالفعل في تلك الفترة لم أكن أؤمن بوجود إله سيحاسبني على أفعالي، ولذلك فقد فعلت كل شيء أريده.

وبالتأكيد يقصد ( القتل، الشذوذ الجنسي، إدمان الخمر، و أكل لحوم البشر ).

حوار مع القاتل الخطير "جيفري دامر" - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 حوار مع القاتل الخطير "جيفري دامر"
 اختيار الصورة وفاء المؤذن

حيث أكمل جيفري دامر كلامه 

- إن فكرة عدم وجود خالق يحاسبني على أفعالي كان الدافع الرئيسي لعدم توقفي.

فما هي الفكرة التي تجعلني حينها أضبط تصرفاتي وأجعلها ضمن النطاق المقبول.

- أنهى دامر كلامه عن الله وبعدها رفع قدمه فوق قدمه الأخرى بعد أن أنهى كلامه، واستعد للسؤال التالي.

 لماذا قتلت الضحايا بهذه الطريقة البشعة

نظر له دامر نظرة قوية.

وهذه إشارة منه على قوته التي كان يتباهى بها بين نفسه، والآن أمام العالم بأكمله، وقال : 

كنت بحاجة لأن أمارس رغباتي مع هؤلاء الأشخاص ( يقصد الشواذ ).

ثم أخد نفس عميق وقال: ليس لأنني أكرههم، ولكنني أحببت بأن أحتفظ بهم معي، يتلخص هوسي بأن أحتفظ بأجزاء من أجسادهم معي، مثل الجماجم والهياكل العظمية، وكنت أعيش في منزل صغير أقابل فيه |الضحايا|.

في هذا الوقت لم أكن العامل البسيط في مصنع الشوكولا، لكنني كنت "الوحش".

وأكمل كلامه: كنت أتذوق لحوم الشباب وأنا أمارس متعتي، وأتلذذ بالدم واللحم لكي تنطلق مني القوة الجامحة.

- وبالطبع فإن هذا يثبت ضعفه وتدهور صحته العقلية.

* نظر له المحاور وقال له: هل مر عليك يوم وقلت فيه بأنك يجب أن تتوقف عن القتل 

- نظر له جيفري دامر بنظرة يأس غريبة وقال:

كنت أريد التوقف عن كل هذه |الجرائم| رغم صعوبة التوقف، وذلك لأن نفسي اعتادت على الذي تفعله، فإن أول جريمة قمت بفعلها لم أكن مخطط لشيء، ولا متوقع شيء، ولا تخيلت أني أفعل ذلك أبداً، فقد كنت عائد من السوبر ماركت بعد أن اشتريت جميع طلباتي، وفي الطريق جاءت لي فكرة اختطاف عابر سبيل من الشباب في الشارع بدون مأوى، وأن أمارس عليه سيطرتي والتحكم فيه ( يقصد الاعتداء الجنسي على الضحية ).

مشيت خطوات وظهر لي من بعيد وكأن القدر هو الذي رتب كل شيء.

 كان شاب يافع اسمه ستيفن هكس عمره ١٨ سنة، أخذته إلى منزل والدي في منطقة أشبه بالغابات، وثم مارست معه رغباتي وقمت بخنقه بسلسلة حديد، وقمت بتقطيع جثته ودفنتها في البناء الخلفي للمنزل.

حوار مع القاتل الخطير "جيفري دامر" - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 حوار مع القاتل الخطير "جيفري دامر"
اختيار الصورة وفاء المؤذن

* سؤال المحاور: هل كنت تتوقع أن جريمتك هذه سيتم اكتشافها أو أن هناك من سيكشف جثة هكس في يوم من الأيام 

- رفع دامر حاجبه الأيمن في الإشارة للإعجاب بنفسه وقال: لا يوجد أي شخص يمتلك دليل على الذي حدث، وإن لم أعترف بنفسي على وجود |جثة| هكس ومكانها، لن يصل لها أي شخص.

 * المحاور: بعد هذه الجريمة الأولى ماذا فعلت

- انضممت للجيش وتم إرسالي لألمانيا، لكن بعد ذلك تم تسريحي لأني كنت مفرط في |الخمر|. 

" إن دامر كان يكذب في هذه النقطة، لأن سبب تسريحه الحقيقي هو |الشذوذ الجنسي| " 

* المحاور: كم مضى من الوقت على أول جريمة

دامر:  مضى ٩ سنين.

* المحاور: في هذه الفترة أنت توقفت بالتأكيد عن القتل فلماذا عدت مرة أخرى إلى القتل لماذا أكملت

- أغمض دامر عينيه لمدة ثواني وتنهد بعمق وكأنه يحفر في ذاكرة الماضي وقال:
عندما انتقلت لمنزلي بدأت بمشاهدة المواد الإباحية مثل الأفلام والكتب، واعتدت على ذلك وبدأت أذهب إلى حانات المثليين، وهناك رأيت شاب من الشباب فعرضت عليه أن يرافقني، وقد وافق وذهبنا إلى غرفة في فندق، وكنت قد خططت أن أقوم بتنويمه للسيطرة عليه، لكن عندما استيقظت وجدته مكسور الأضلاع ويوجد على جسده كدمات شديدة.
فاكتشفت بأنني قد ضربته إلى أن توفى، وأنا لم أتذكر ماذا حدث.

* المحاور: ماذا فعلت بالجثة حينها 

 - أجاب دامر: وضعته في حقيبة كبيرة وتسللت من الفندق وذهبت لمنزل جدتي، وهناك قطعت الجثة ووضعتها في أكياس سوداء.

* المحاور: بعد أن قتلت الشاب الثاني هل شعرت بندم أو حزن 

- أجاب دامر: في الحقيقة لا، لأنني أصبحت مدمن للدم والقتل، وأصبحت خارج عن السيطرة.

* المحاور: لماذا كنت تلتقط صور للجثث 

- دامر: لأنني اعتدت على ذلك، اعتدت بأن أحتفظ بجمال أجسادهم معي من خلال الصور، وهذه هي الطريقة الوحيدة لكي يكونوا معي، وكنت أحتفظ بالجماجم والهياكل العظمية، وخططت إلى بناء مسبح أضع فيه عشرات الهياكل والجماجم.
حوار مع القاتل الخطير "جيفري دامر" - اختيار الصورة وفاء المؤذن
 حوار مع القاتل الخطير "جيفري دامر"
 اختيار الصورة وفاء المؤذن

* سأل المحاور بنبرة خوف: ما هو الهدف في إقامة هذا المسبح وما هو الهدف في رغبتك بتجميع هذه الهياكل والجماجم 

- أجاب دامر: نوع من التذكار أستجمع فيه جميع أفكاري وأشبع فيه جميع رغباتي.

* المحاور: عند رؤيتك لهذه الهياكل ألم تسأل نفسك لماذا قمت بهذا الفعل

- قام دامر بهز رأسه بسرعة وقال: كنت في الكثير من الأحيان أقول ماذا فعلت؟ و أيضاً تتغلب علي مشاعر الاشمئزاز من نفسي وأفعالي.

* المحاور: ما هي العادة الخاصة بك قبل تنفيذ مثل هذه الجرائم 

- أجاب دامر: كنت أشاهد برامج التعري والأفلام الإباحية، وأذهب إلى نوادي المثليين، وأبحث عن ضحية جديدة لأختار شاب لمرافقتي، وأعطه المال الذي نتفق عليه، ونذهب للمنزل الذي فيه مشروب فيه مخدر، وأشاهد أفلام رعب فيها إثارة، وعندها أشعر وكأني شر مطلق غير قابل للسيطرة.

* المحاور: هل كنت تحتاج من يوقفك عن ذلك 

- أجاب دامر بكل ثقة: لا، لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يشعرني بالرضا، لدرجة أنني في إحدى الأيام ذهبت للعمل ووضعت |جمجمة| في حقيبتي، وقمت بوضعها في خزانة العمل، كنوع من التباهي والفخر.

* المحاور: على من تلقي اللوم في الذي وصلت إليه 

- أجاب دامر: أوجه اللوم للشخص الوحيد الذي يجلس أمامك، أوجه اللوم لنفسي فقط، لا أوجه اللوم إلى أي شخص ولا الوالدين ولا المجتمع.

* المحاور : في اليوم الذي تم القبض عليك فيه هل كنت قد خططت لشيء معين 

- دامر: لا، في هذا اليوم كنت قد أحضرت شاب ليكون |الضحية|، وفجأة قام بضربي واستطاع الهرب، وحينها وجدت الشرطة أمامي، وقامت الشرطة بالتفتيش في المنزل فوجدت المسبح وصور الجثث وقطع اللحم في الثلاجة.

* المحاور : هل تحولت إلى" آكل لحوم البشر " 

- دامر: نعم.

* لماذا قمت بأكل لحوم الضحايا 

- في البداية كنوع من الفضول، و بدأت بقطعة من القلب، ومن ثم أكلت الكثير من اللحوم.

* هل كنت تختار الضحايا من ذوي البشرة السمراء بهدف العنصرية 

- لا، كنت معجب بأجسادهم فقط 
هنا صمت المحاور عن الكلام.

* في النهاية فإن الذي توصلنا له في قضية دامر بعد مرور هذه السنوات

١ - تقاعس الشرطة عن البحث والاهتمام في المفقودين، لأنهم كانوا من ذوي البشرة السوداء، وهذا قد جعل الشعب الأمريكي ينتفض.
٢- عدم الاعتقاد لوجود إله للحساب، وعدم من يتولى هذا |العقاب| كان سبب في فظاعة جرم دامر والذي أصبح كابوس مرعب في الولايات المتحدة الأمريكية.
و السؤال الآن لك عزيزي القارئ :
في اعتقادك، ما هو السبب الحقيقي وراء جرم دامر؟ 
هل بيئته و منشأه يلعب دوراً ؟ 
أم أنه مرض نفسي وعقلي وتم تجاهله إلى أن توصل لهذه المرحلة؟
أم أن الشهوات هي السبب في ذلك ؟
شاركنا رأيك ... 
بقلمي: رهف ناولو

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.