مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/03/2022 05:32:00 م
أحمد ورحلة العمل
أحمد ورحلة العمل 

شعرَ أحمد بسعادةٍ غامرةٍ، حين أَخبره مديرُ عملهِ بأنّهُ قد تمّ اختياره ليمثّل الشّركَةَ التي يعمل بها في المؤتمر الذي سيقام خارج البلاد

ولأنّ هذا القرار كان بمثابةِ تكريمٍ لهُ ،فقد قرّر أن يثبتَ للجميع أنّهُ يستحقهُ بجدارة

 ولسوفَ يحرصُ على الإهتمامِ بأدقِّ تفاصيل الرّحلة.

نظرَ إلى كتابِ انتدابه للمهمّة بفرحٍ ،ثم حمل تذكرة الطائرة ،وهمَّ بوضعها في درج مكتبه، لكنه عدل عن الفكرة ،لأنّه خاف أن تختلط مع الأوراق الموجودة في الدُّرجِ ،وبدأ يفكر بمكان مناسب ليضعها  فيه ،وهو يتساءل ويقول: أين ستضعها يا أحمد ؟ أين ستضعها يا أحمد ؟

 ثم فقشَ بإصبعيه وقال : أجل أجل .... جيب المعطف 

إنّه المكان المناسب ....فمن المؤكد أنه سيرتديه يوم سفره ،لأن البلد الذي سينعقد فيه المؤتمر باردٌ جِداً. 

راقت له الفكرة كثيراً فاتجهَ نحو معطفه المعلَّق على المشجب ودسَّ التَّذكرةَ في جيبه. 

في يومِ سفرهِ

حَمل حقيبتةُ ، وارتدى مِعطفهُ ثم فتح درج مكتبهِ ليأخذ تذكرة الطّائرة فلم يجدها 

بحث عنها بين الأوراق  فلم يجد شيئاً، غلتِ الدّماء في عروقه ،لقد نسي المسكين أين وضعها وبدأ يبحث عنها كالمجنون 

أفرغ الدّرج من كل محتوياته ، بعثر الأوراق وبدأ يفتشها ويتفحّصها ورقةً ورقة 

نظرَ بعصبيّة إلى ساعة الحائط  ،كان الوقت يمرّ بسرعةٍ وموعد الرّحلة يقترب وقد فشل في تذكّر مكان وجودها 

وكان بندول السّاعة الذي يتحرك يمنةً ويسرةً  بصوته المعروف ...... تِيك تاك ...تيك تاك 

يزيده قلقاً  لأنّه كان يذكِّرُهُ بأن توقيت موعد الرّحلة يزداد اقتراباً

انتابته موجة غضبٍ فثار وبعثر الأشياء التي فوق سطح مكتبه ورماها أرضاً دون أن يهتم للفوضى التي تسبّب بها

بحث في أدراج المكتب كلها ، فتش الرفوف ، لم يترك مكاناً  دون تفتيش، لكنه لم يفلح في العثور عليها 

طغى عليه شعور بالكآبة والإحباط، وأحسّ بالمرارة واليأس والضيق 

جال بعينيه في الغرفة أين تراه وضع التّذكرة  أين ؟ أين؟.... 

تباً للنسيان لقد خانته ذاكرته ،ولم تسعفه في تذكر مكانها 

يا لَحَظِّهِ العاثر....تهاوى بحزنٍ على كرسيه وجلس وسط الفوضى التي تعمّ المكان ثم اتّكأ بكوعيه على سطح المكتب وقد غطى وجهه بكلتا يديه  

رن جواله لكنه تجاهله، ولم يردّ عليه فهو لايطيق الكلام مع أحد 

وكان البّبغاء كوكي القابع في قفصه الكبير غير مدرك لما يجري حوله لذلك فقد ظل يتلذّذ بأكل اللّبّ  ويقوم بتقشيره وهو يصدر صوتاً عالياً مما زاد في توتّرِ أحمد 

فشعر  بالغيظ والغضب منه ، وتمنّى لو يسكته أو يلقيه خارجاً

 ثمّ تمتم بصوتٍ مسموع  وبدأ بشتمه : يا لك من مزعجٍ 

 ثم ضرب بقبضة يده على سطح المكتب وصرخ أين وضعتها يا أحمد ؟.... أين وضعتها يا أحمد؟....

 أين؟..... أين؟ 

أين وضعنها يا أحمد؟

وما إن سمعه الببغاء يقول ذلك حتى بدأ يقول: {أين ستضعها  يا أحمد؟...... أين ستضعها يا أحمد؟}

 ثم أصدر صوتاً كأنه يفقش بإصبعيه وقال:{ أجل أجل.... جيب المعطف إنه المكان المناسب} 

 وبدأ يردد العبارة دون توقف :{أجل أجل ..... جيب المعطف إنه المكان المناسب} 

انتبهَ أحمد إلى الببّغاء وهو يردد العبارة.... 

فتح عينيه بذهول ودهشة و فرح  ، تحسس جيب معطفه ببطءٍ وحذرٍ ، وكأنه يخاف ألا يجدها

 صرخ فرحاً آه  : هاهي لقد أحس بها ، شد قبضته عليها أمسك بها وهي داخل جيبه إنها هي...    

نعم صحيح لقد تذكر الآن: لقد وضعها في جيب معطفه ......   

ضرب على جبهته وتنهّد بقوّة وهو يتمتم : الحمد لله لقد وجدتها أخيراً

حمل قفص البّبغاء ، وبدأ يدور به في الغرفة وهو يرقص فرحاً ويقبله ويقول :

 أنقذتني يا كوكي أنقذتني يا كوكي 

وكوكي يردد  العبارة خلفه { لقد أنقذتني يا كوكي ِ} 

وانطلق أحمد  قبل أن يفوته موعد الطّائرة....  لكنه عاد مجددّاً وفتح باب المكتب وقال للبّغاء شكراً كوكي.... شكراً جزيلاً 

 ..أحبك كثيراً.. ثم  مضى مسرعاً


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من قصّة اليوم في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 

👵🏻كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.