مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/30/2022 09:23:00 م
الهروب البطولي لستة أسرى فلسطينيين من أعتى سجون الاحتلال
 الهروب البطولي لستة أسرى فلسطينيين من أعتى سجون الاحتلال 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن 
سنتحدث اليوم عن هذه العملية النوعية بكل فخر بها وبمن نفذها، عملية يجب أن يخلدها التاريخ، ويجب أن نخلدها في قلوبنا وعقولنا حنى نتذكر دائماً أن المقاومة مستمرة مهما بلغت قوة وبطش العدو المحتل. 

 في صباح يوم الاثنين بتاريخ ٦ أيلول عام ٢٠٢١، استيقظ العرب من كافة من كل حدب وصوب، و خصوصاً الشعب الفلسطيني ، على خبر أثلج صدورهم وهو نجاح ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع، وانتزاعهم لحريتهم في عملية نوعية، والتي تعتبر من أقوى العمليات من حيث التخطيط للهروب من السجن والتي سيشهدها التاريخ. 

 وأن هناك أبطال سيبقون صامدين ويقامون بكل ما لديهم من وسائل حتى لو كانت مجرد ملعقة، هذه الملعقة التي هزت السجن الحصين المنيع، الذي يسميه الاحتلال الخزنة الحديدية، لا يدخله إلا الأبطال الذين يعتبرهم الكيان الصهيوني خطر كبير عليه، أو عندهم احتمالية أكبر للمقاومة والهروب. 

سجن جلبوع أو كما يسميه الاحتلال الخزنة الحديدية

  يمتلك أعتى الأنظمة الأمنية المعقدة، وحراس بأعداد هائلة مدججين بأقوى أنواع الأسلحة والمعدات، والذي يعتبر واحد من أكثر خمسة سجون تحصيناً لدى |الاحتلال الإسرائيلي|، ويقال بأنه الأكثر تحصيناً بينهم، حيث تقول مصلحة السجون الإسرائيلية أن هذا السجن أكثر أماناً من الخزنات الموجودة في |البنوك الإسرائيلية|، وكانوا يتفاخرون فيه وبتحصينه وبكيفية بنائه. 

تم تصميم هذا السجن من قِبل شركة إسرائيلية، ولكن تم بناءه عن طريق شركة إيرلندية من المفروض أنها مختصة ومحترفة في تصميم السجون والمباني المحصنة، وبالرغم من أن الكيان الصهيوني يمتلك مالا يقل عن ثلاثين سجن، إلا أنهم استعانوا بمحترفين خصيصاً لبناء هذا السجن، فقد كانوا يريدون جعله حصن منيع ضد أي محاولات اختراق داخلية أو خارجية. 

 قاموا ببناء أسوار عالية طولها ستة أمتار، ووضعوا في أعلاها أسطوانة معدنية، كان الهدف منها منع أي شخص أن يتعلق فيها، وعلى هذه الأسوار أبراج مراقبة كثيرة  فيها حراس متواجدين على مدار أربعة وعشرون ساعة، يمتلكون أقوى أنواع الأسلحة والعتاد، ولديهم الإذن بإطلاق النار على أي شيء يتحرك أو يقترب من أسوار السجن الخارجية. 

 ماعدا كاميرات المراقبة التي تم توزيعها في كل مبنى وزاوية في السجن، ودائماً هناك حراس متواجدين في غرفة المراقبة، يشاهدون ما تبثه هذه الكاميرات عبر أضخم الشاشات. 

يقسم السجن من الداخل إلى خمسة أجنحة، كل جناح عبارة عن مبنى خاص منفصل تماماً عن باقي المباني ، مغلق ببوابة حديدية ضخمة، عليها نقطة حراسة أمنية دقيقة. 

 حيث يتضمن كل جناح خمسة عشر زنزانة، وكل زنزانة يصل وزنها إلى ٦٦ طن،  ثلاثة أضعاف وزن الزنزانة في أي سجن آخر، بسبب الحديد والإسمنت المعالج كيميائياً،  و تتسع لحوالي ثمان سجناء، 

 حتى يقال أنه تم وضع أجهزة استشعار( حساسات) داخل أرضية السجن ، من المفروض أن تكشف أي تحركات مهما كانت مدروسة. 

فتخيل المشهد البطولي عندما تهرب من المكان الذي بُني خصيصاً ليقوم بإحباط أي محاولة هروب محتملة 


الهروب البطولي لستة أسرى فلسطينيين من أعتى سجون الاحتلال
 الهروب البطولي لستة أسرى فلسطينيين من أعتى سجون الاحتلال 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن 
في إحدى التصريحات التي صرحت بها مصلحة السجون الإسرائيلية لصحيفة يديعوت احرنوت، أنهم أخذوا درساً من تجاربهم السابقة مع عمليات ومحاولات الهروب التي حدثت سابقاً في سجون مثل شطا و مجيدو، وأنهم قاموا ببناء سجن جلبوع خصيصاً ليمنع أي محاولات شبيهة ممكن أن تحصل في المستقبل. فالتاريخ الفلسطيني حافل بمحاولات الهروب من السجون من قبل الأسرى. 

وكل هذا الحصن المنيع وأسطورة الخزنة التي لا تكسر، سقط أمام مشهد هروب الستة الأسرى في عام ٢٠٢١، هذا اليوم الذي سيخلده التاريخ، مشهد لخص الهزيمة في ردة الفعل الظاهرة على ملامح الضابط الاسرائيلي الذي عثر على حفرة نفق الحرية، حيث تمكن ستة أبطال من أسرى سجن جلبوع أن يحفروا النفق ويهربوا من خلاله. 

 فمن هم هؤلاء الأسرى الذين استطاعوا بهذه العملية أن ينسفوا أسطورة سجن الخزنة الحديدية، الذي كان يتفاخر فيه الكيان الصهيوني. 

 قائد ومهندس عملية الهروب العظيم |محمود عبدالله عارضة| وعمره ٤٦ عاماً

 يعقوب القادري وعمره ٤٩ عاماً

  أيهم كممجي وعمره ٣٥ عاماً

 (وهؤلاء تم تصنيفهم من قبل إدارة السجن كسجناء لديهم احتمالية عالية لمحاولة الهرب، وتم وضع إشارة حمراء على بطاقتهم، ومعناها أنه يجب مراقبتهم بحذر وبشكل دقيق، لأنهم أصحاب سوابق في محاولات الهروب وبالرغم من ذلك كسروا رؤوسهم وتمكنوا من الهرب)،

 زكريا الزبيدي وعمره ٤٦ عاماً

 محمد قاسم عارضة وعمره ٣٩ عاماً

  يعقوب انفيعات وعمره ٢٦ عاماً

 وكل هؤلاء الأبطال حكم عليهم بالسجن المؤبد مدى الحياة. 

 السجناء الذين تم وضع عليهم مراقبة مكثفة ودقيقة، بسبب محاولاتهم الدائمة لاسترجاع حريتهم المسلوبة، ولأن لديهم قدرة على التخطيط والتنفيذ والمحاولة. 

مثال على ذلك  الأسير محمود عبد الله عارضة، كان قد سجن سابقاً في سجن يسمى شطا وهو بالقرب من سجن جلبوع، وفي عام ٢٠١٤ اكتشفوا نفق طوله أربعة أمتار، كان يحفره تحت حمام الزنزانة. 

 وعندما اكتشفوا ذلك تم تحويله فوراً إلى السجن الانفرادي لسنة كاملة تحت الحراسة والمراقبة المشددة، وبعد ذلك تم نقله لسجن جلبوع، باعتباره السجن الحديدي الذي لايمكن لأحد الهروب منه، والغير قابل لحفر الأنفاق تحته. 

فتخيل العار الذي لحق بسلطات الاحتلال وإدارة السجون بسبب فضيحة الهروب، وكيف استطاعوا حفر نفق طوله ٢٥ متر، من أرض زنزانتهم إلى خارج أسوار السجن، وكيف اخترقوا هذه الخرسانة الحديدية المحصنة. 

فهل تتوقع أنهم فعلوا ذلك بواسطة ملعقة طعام؟ 

هل من المعقول أنهم حفروا نفق بهذا الطول بملاعق ؟ 

وأين ذهبوا بكمية التراب والتي من المؤكد أنها كبيرة وتتجمع من عمليه الحفر؟ 

وكيف تمكنوا من إخفائها  عن حراس السجن؟ 

وكيف لم يتم اكتشافهم من قبل الحراس؟ 

وكيف تمكنوا من إيجاد مكان مناسب للحفر بعيداً عن أعين الحراس؟ 

الهروب البطولي لستة أسرى فلسطينيين من أعتى سجون الاحتلال
 الهروب البطولي لستة أسرى فلسطينيين من أعتى سجون الاحتلال 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن 
 
كانت مهمتم فب البداية البحث عن المكان المناسب لقيامهم بعملية الحفر دون لفت النظر إليهم، حيث يجب أن يكون مكان فيه الكثير من الخصوصية وبعيداً عن الأنظار قدر المستطاع ، لذلك اختار هؤلاء الأبطال دورة المياه المخصصة للسجناء للبدء بتنفيذ خطتهم. حيث قاموا بانتزاع الحجر الذي تحت الحوض، وبدأوا بالحفر وكلما انتهت عملية الحفر أعادوا الحجر إلى مكانه وأغلقوا الحفرة. 

 كان هناك دوريات تفتيش دائمة بالسجن

 لكن من خلال دراستهم لحركات الحراس ومراقبتهم لأوقات الدوريات الروتينية، استطاعوا اختيار الأوقات المناسبة ليقوموا بعمليات الحفر. 

 لم يكن الموضوع مجرد حفر فقط  فقد كان هناك قضبان حديدية، ولكن بطريقة ما استطاعوا قطع قضبان هذه الخرسانة المسلحة المحصنة، وكان عددهم حوالي اثنا عشر قضيب حديدي، وحتى الآن لا أحد يعرف كيف استطاعوا قطع هذه القضبان، ولم يتم نشر شيء عن هذه التفاصيل، ولكن أغلب الظن أنهم تمكنوا من إدخال أداة ساعدتهم في ذلك. 

وقصة حفرهم النفق بملاعق الطعام قد لا تكون دقيقة مئة بالمئة، ربما استخدموهم في فك الحجر أو الحفر الأولي فقط، لكنهم أكملوا عملية الحفر باستخدام مجراف، فحسب بعض المعلومات التي تم تسريبها، أن حراس السجن وجدوا هذا المجراف في زنزانتهم بعد هروبهم. 

كيف استطاعوا تهريب هذا المجراف لداخل زنزانتهم؟ 

لا أحد يعرف تفاصيل هذا الأمر، ولكنها تعتبر فضيحة جديدة تضاف لقائمة فضائح هذا الحصن المنيع الذي لا يقهر. 

 تمت عملية الحفر خلال فترة طويلة، وليس هناك معلومات أكيدة ودقيقة عن المدة التي استغرقتها، ولكن أقل تقدير أنها استغرقت عدة شهور وربما سنة كاملة. 

 والسؤال الذي يطرح نفسه هنا أين وضعوا كل التراب أثناء الحفر؟ 

هل اختفى في العدم؟ 

 كان هناك فراغات بين أساسات السجن والأرض، وهذا يعني  أن مبنى السجن مرفوع على أعمدة، يبلغ طولها نصف متر من الأسفل، وبسهولة استطاعوا وضعوا التراب وتعبئة الفراغات، فليس هناك داعي للبحث عن مكان خاص لهذا التراب. وبهذه الطريقة استطاعوا مواصلة حفر النفق من دون أن يكتشفهم الحراس. 

 وفضيحة إضافية تضاف لقائمة الفضائح بحق مصلحة السجون الاسرائيلية، وهي أن مخطط السجن موجود على موقع الشركة التي صممته، فكان متاح للجميع رؤيته ومعرفة هيكله الأساسي و تفاصيل السجن من الداخل، ومن المتوقع أنه وصل لأبطالنا الستة بطريقة أو بأخرى، أو أن أحد الزوار أخبرهم تفاصيل المخطط بإحدى الزيارات. 

 فكل هذه الوسائل والتسهيلات التي هيئت لهم، ساعدتهم على إتمام عملية الهروب بنجاح، وحسب |وسائل الإعلام الإسرائيلية| فإن مركز الشرطة في مدينة بيسان، والتي تعتبر أقرب مدينة للسجن ، تلقت مكالمة هاتفية في الساعة الثانية صباحاً تقريباً، وكان الاتصال من سائق لمح عدة أشخاص مريبين  يركضون بين السهول بالقرب من المدينة، وصلت دورية الشرطة للمكان بعد عدة دقائق، ولكنهم لم يجدوا أي شيء مريب في المنطقة. 

الهروب البطولي لستة أسرى فلسطينيين من أعتى سجون الاحتلال
 الهروب البطولي لستة أسرى فلسطينيين من أعتى سجون الاحتلال 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
وبعد فترة قصيرة تلقت الشرطة اتصال آخر من عمال في محطة وقود، يبلغونهم أيضاً عن رؤيتهم لأشخاص مريبين في المنطقة، وقامت الشرطة بالتحريات مرة أخرى لكن ما من شيء مريب يثير القلق في المنطقة. 

 قاموا بتعميم الأمر، وكانت وحدات شرطة في حالة تأهب في حال حدوث شيء ما، وعندما وصل خبر التعميم لحراس سجن جلبوع، قاموا بعملية تفتيش دقيقة على كل زنازين السجن، وفي الساعة الرابعة صباحاً اكتشفوا هروب الأبطال الستة، وتم إبلاغ السلطات و دوت صفارات الإنذار. 

 هذا يعني أن عملية الهروب تمت حوالي الساعة الواحدة بعظ منتصف الليل

 وبعد اكتشاف عملية الهروب أُعلنت حالة الاستنفار على مستوى مختلف قوات الأمن الإسرائيلية ( أمن السجون، الوحدات الخاصة، الجيش) وكل أجهزة الأمن بدأت بالبحث عنهم. 

 تم وضع ٢٦٠ حاجز تفتيش على مختلف الطرق والمناطق المحيطة بالسجن، وبدأت المروحيات تحلق بالأجواء بحثاً عنهم، وانطلقت قوات المشاة بكلابهم المسعورة بتمشيط مختلف الأماكن المحيطة بالسجن و المدن المجاورة بحثاً عنهم. 

وهناك معلومات أن أكثر من ٧٣٠ مركبة أمنية شاركت بعملية المطاردة، والتي كانت تعتبر الأضخم في |تاريخ الكيان الصهيوني|، وتشكلت لجان حكومية في محاولة للتعامل مع هذه المصيبة والفضيحة التي حلت بهم. 

-حتى أن الإعلام الإسرائيلي بحد ذاته كان يهاجم مصلحة السجون والسلطات الإسرائيلية، ويتكلمون عن هذا الموضوع بشكل متواصل ويؤكدون على واقع أن هذه الفضيحة وصمة عار، وكيف أن ستة سجناء يهربون بهذه الطريقة من السجن الذي من المفروض أنه يعتبر أكثر سجن محصن. 

 وكان وضع الرأي العام في الكيان الصهيوني في حالة غضب شديد من هذه العملية العظيمة والبطولية، وفي الجانب الآخر، كان الشعب الفلسطيني يحتفل بفرحه الكبرى وكأن هذا اليوم أحد أيام الأعياد، فقد كانوا يوزعون الحلوى في الشوارع، وخرجوا في مسيرات حاشدة تأييداً ودعماً لأبطالهم ومناصرةً لهم. 

- انتشرت الأخبار على الأنترنت و|وسائل التواصل الاجتماعي|، وبدأت الحملات التي تدعو جميع الفلسطينيين وتحثهم على مساعدة الأسرى المحررين بأي وسيلة ممكنة، وكانت الحملات تدعو إلى إطفاء كاميرات المراقبة في الأماكن والمتاجر لعرقلة وصول الاحتلال إليهم، وأيضاً توزيع معلبات الطعام في الأماكن المفتوحة وفي الجبال والأراضي، ووضع البطانيات التي من الممكن أن تساعد الأسرى في مسيرهم. فغالباً لن يطلبوا مساعدة مباشرة من الناس حتى لا يتعرضوا للخطر. 

 وكان الشعب الفلسطيني يقف إلى جانب هؤلاء الأبطال، حتى أنهم قاموا بهجمات على حواجز التفتيش، وأيضاً قاموا بحملة بلاغات كاذبة لتشتيت انتباههم. 

 كانت قوات الإحتلال على أهبة الاستعداد، وكانت الأجهزة الأمنية تواصل عمليات البحث، وللأسف تمكنوا بعد مرور خمسة أيام من اعتقال اثنين من الأبطال الستة، في مدينة الناصرة على بعد ٢٠كيلمتر من السجن، وهم |محمود عارضة| و|يعقوب قادري|،  وحسب مصادر الإحتلال أنه تم التبليغ عنهم من قِبل عائلة عربية بعد لجئوا إليها طالبين المساعدة. 

 لكن أصوات الحق والمنطق كذبت هذه الرواية، لأنه تم اعتقال الأسرى بوجوه حليقة وملابس جديدة ونظيفة، والذي يؤكد بأنهم كانوا في حالة جيدة، ولم يكونوا في حاجة لطلب الأكل والمساعدة من أحد. 

 وهدف الإحتلال من روايتهم بإتهام عائلة عربية بذلك، هو كسر للنفوس والعزة العربية، فهم على علم بأن الحرب النفسية أهم من الحرب الحقيقة. 

  وللأسف تمكنت قوات الإحتلال من اعتقال اثنين آخرين من الأبطال الستة، وهم محمد عارضة وزكريا الزبيدي، ولم يتم وصول أي أخبار عن البطلين الذين نجوا من الاعتقال، وما باليد حيلة سوى الدعاء لهم، بأن يحفظهم الله من بطش قوات الإحتلال الغاصب، الذين لازالوا مستمرين في عمليات البحث عنهم. 

 وبالرغم من اعتقالهم إلا أن هذا لا يقلل أبداً من شأن هذه العملية العظيمة التي قام بها أبطالنا الستة،  والتي أثبتت أن المقاومة مستمرة بكل الوسائل والطرق، مهما بلغت قوة وإمكانيات وقدرات ومعدات وتحصين الكيان الغاصب. 

فالشعب الذي قاوم الدبابة بالحجر من المستحيل أن ينكسر لأن لديه عقيدة، لذلك من المستحيل أن تموت القضية. 

لا تنسوا المشاركة........

تهاني الشويكي

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.