مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/24/2022 01:40:00 م
قضية فالييري وليون والغريبة وكيف تم الإيقاع بهم من قبل الشرطة - تصميم وفاء المؤذن
قضية فالييري وليون والغريبة وكيف تم الإيقاع بهم من قبل الشرطة
 تصميم وفاء المؤذن
-هناك الكثير من قصص الزواج والارتباط والتي تنتهي بالانفصال، بسبب عدم التفاهم أو الاتفاق، ويكمل كل واحد منهم حياته بشكل طبيعي، ولا يفكر الجميع في مثل هذه الحالات بالانتقام، والأغرب من ذلك أن يكون اثنان مرتبطين ببعض، ويقرروا |الانتقام| من أشخاص كانوا مرتبطين بهم سابقاً. 

-|فالييري ماك دانييل|، طبيبة بيطرية، تبلغ من العمر ثمانية وأربعين سنة، من هيوستن في أمريكا، وكانت تزاول مهنتها ولديها عيادة خاصة بها، وكانت متزوجة من رجل يدعى ماريون مات ماكدانيول، وكان شريك لها في العيادة، ويقوم بالأعمال الإدارية، وكانت فالييري ذات شخصية محبوبة ولطيفة ومقربة من أصدقائها، وكانت متفوقة في دراستها، وأثناء سنوات دراستها في الجامعة، تعرفت على زوجها ماك، وعاشوا قصة حب جميلة جداً، وتكللت بالزواج، وكان حفل زواجهم شبه أسطوري. 

-واستقروا معاً في أرقى الأماكن في هيوستن، وكانت فالييري ترغب بشدة بأن تصبح أم، ولكن للأسف لم يكن لديها قدرة على الإنجاب، وقرر الزوجان تبني طفلة في عام ٢٠٠٨، واعتقدت فالييري أن هذه الطفلة ستكون سبباً لتقوي الرابطة الأسرية بينهم، ولكن للأسف حدث عكس ما توقعت. 

بعد تبني الطفلة بفترة صغيرة

 اكتشفت فالييري أن ماك يخونها مع عدة نساء، وليس مع واحدة فقط، وعندما قامت بمواجهته اعتذر منها وطلب منها العفو عنه، ولكنه وبعد فترة قصيرة كرر فعلته مرة أخرى، ولم تكن فالييري ترغب في تشتيت عائلتها، وسامحته للمرة الثانية. 

- وكانت علاقتهم متوترة جداً وغير مستقرة، وفي تلك الفترة، قابلت فالييري شخص يدعى ليون جيكب، وكان ابن جيرانها، وكان أصغر منها بتسع سنوات، وكان شاباً وسيماً وجذاباً، وكان طبيب أيضاً، وأعجبت به جداً، وفي عام ٢٠١٤، طلبت الطلاق من ماك، وكانت هذه النهاية المنطقية لعلاقتهم، فقد كان ماك يقوم بخيانتها، وفي نفس الوقت هناك شخص معجب بها ويحبها. 

-استغرقت إجراءات الطلاق عامان، وفي عام ٢٠١٦، تم |الطلاق| رسمياً، بعد سبعة عشر سنة زواج، وانتقلت فالييري هي وابنتها إلى منزل جديد، وفي عام ٢٠١٧، انتقل ليون للعيش معهم في نفس المنزل، وكان ماك زوجها السابق، رافض تماماً أن يعيش ليون في منزل واحد مع ابنته، فلم يكن يشعر بالارتياح له. 

 حياة ليون

 فقد تخرج من كلية الطب عام ٢٠٠٥، وكان عمره في ذلك الوقت خمساً وعشرون عاماً، والتحق بعدة برامج منظمة لتأهيل الأطباء، والمشكلة أنه لم يجتز أي منهم، وكان يتم فصله من قبل أساتذته، بسبب سوء تصرفاته، والأسوأ من كل هذا، أنه كان يعرض حياة المرضى للخطر، ففي آخر مشفى كان يتدرب بها، كذب على رئيسه فيما يخص حالة مريضة كان يشرف عليها، وتم طرده من المشفى. 

-وفي عام ٢٠١٢، تم القبض عليه بعد ما قام بسرقة منزل مدير مشفى في أوهايو، ومثل ما كانت حياته المهنية، كانت حياته الاجتماعية لا تختلف كثيراً، وكان ليون متزوج سابقاً، ولديه طفلين، وطلبت زوجته الطلاق منه بعد إحدى عشر عام من الزواج، وحسب ماقالته للمحكمة، أنه شخص مؤذي، وتسبب لها بأذى نفسي وجسدي، ولم تتخلص منه أبداً، فقد استمر بملاحقتها بعد الطلاق، وكان يقوم بإرسال رسائل تهديد على هاتفها، يتوعد بأن يؤذيها ويضربها، وبالطبع قامت بالإبلاغ عنه، و|حكم عليه| بعدم التعرض لها أبداً. 

-وتعرف بعد ذلك على امرأة تدعى ميغن، وتبلغ من العمر ثلاثة وثلاثون عاماً، وكان هناك علاقة تربطهم ببعض لمدة ثلاث سنوات، ولم تستطع تحمل تصرفاته وأسلوبه، وقامت بطرده من منزلها، وفي شباط من عام ٢٠١٧، تم توجيه تهمة له، بسبب تعرضه لها في مكان عملها، وفي نفس ذلك الوقت، الذي كان |يلاحق| به صديقته القديمة، كان يعيش مع فالييري في منزلها. 

-ومما كان يشغل بال ليون، أن تشهد ميغن ضده في |المحكمة|، وبهذه الطريقة لن يستطيع أبداً أن يزاول مهنته كطبيب، وكان يجب عليه أن يجد حلاً لذلك. 

فما هو الحل الذي سيخطر ببال شخص مثله؟ 

وهل فالييري ستساعده في ذلك؟ 

قضية فالييري وليون والغريبة وكيف تم الإيقاع بهم من قبل الشرطة - تصميم وفاء المؤذن
قضية فالييري وليون والغريبة وكيف تم الإيقاع بهم من قبل الشرطة
 تصميم وفاء المؤذن

كان ليون قلق من أن يخسر مهنته

 فقرر أن يستعين ب|قاتل مأجور|، ليتخلص من ميغن، حتى لا تشهد ضده في المحكمة، وبعد قيامه بالبحث بحذر عن قاتل لينفذ له ما يصبو إليه، تواصل مع شخص كان مناسباً لهذه المهمة، وكان ضابط سابق برتبة رقيب في الجيش الأمريكي، وكانت يشتهر باسم زاك، واسمه الحقيقي معتز عزا، وأعطاه ليون خمسة آلاف دولار، وساعتين من نوع كارتير، وجهاز كمبيوتر محمول، وكانوا ثمن لجريمته. 

-ولكن المدعو زاك، تعامل مع ليون كمغفل، وأخذ كل شيء واختفى، وبدأ ليون بالبحث عنه، واتصل بالكفيل الذي ساعده ليخرج من قضيته مع ميغن بكفالة، وكان لديه أمل، بأن هذا الرجل سيساعده على إيجاد زاك، ولكن عندما عرف ماهي القصة، ولماذا كان ليون يبحث عنه، قام بإبلاغ الشرطة على الفور، وتم نقل ميغن إلى منزل آمن ووضعها تحت حمايتهم. 

-استطاعت الشرطة الوصول لزاك، والقيام بإقناعه للتعاون معهم، وبالفعل اتصل زاك وأخبر ليون، بأنه غير قادر على تنفيذ عملية القتل، ولكن هناك شخص يعرفه، قادر على فعل ما يريد، وكان يدعى هافيير (شرطي متخفي)، وكانت كل المكالمات مسجلة. 

-وأثناء المكالمة، سأله ليون إذا كان هذا الشخص، قادر على التخلص منهما معاً، وكان الشخص الثاني هو زوج فالييري ماك، وتم الاتفاق بينهم عل الالتقاء في مكان عام، ليناقشوا معاً كيف سيتم القضاء على ميغن وماك، وكان زوج فالييري السابق، يحاول وضع الطفلة الصغيرة تحت وصايته، ولذلك قررت التخلص منه. 

 وأخبرتهم فالييري بدقة عن الروتين اليومي لزوجها السابق

 نوع سيارته، وقت خروجه من المنزل، وطلبوا منها عشرة آلاف دولار، للتخلص من ماك، ووافقت على تسلميهم المبلغ. 

وهنا تم الاتصال بميغن وماك من قِبل |الشرطة|، وطلبوا منهم التعاون معهم للإيقاع بفالييري وليون، وكانت الخطة أن يتم التقاط بعض الصور المزيفة لهم، وظهر ماك في الصور، وكأن أحد يريد سرقة سيارته، ولكن الموضوع خرج عن السيطرة وفارق الحياة، أما ميغن فقد ظهرت وكأنه قد تم اختطافها.

وبعد ذلك قتلت. 

- وأحضر لهم هافيير الصور، تأكيداً منه على تنفيذ الاتفاق، وأعطوه باقي المبلغ، وهكذا ثبتت عليهم الجريمة، وبعد ذلك، ذهب المحققين لمنزل فالييري وليون، ليخبروهم بما حدث، وقرروا تسجيل ردة فعلهم بالكاميرا، وعندما سمعت فالييري الخبر تظاهرت بالحزن، أما ليون فقد تظاهر أن الخبر كان صادماً بالنسبة له، وبعد المشهد التمثيلي الذي قاموا بأدائه، أخبرتهم الشرطة، أنه سيتم القبض عليهم، بتهمة |التحريض على القتل|. 

-وبعد مرور ثلاثة أيام، خرجت فالييري بكفالة قيمتها خمسين ألف دولار، وفي ٢٧ آذار من عام ٢٠١٧، قفزت فالييري من الطابق السابع، وفارقت الحياة، وكان تقرير الشرطة، أنها قفزت بكامل إرادتها، فهي لم تستطع أن تواجه حقيقة ما قامت به، وأدركت أنه رغم خروجها إلا أنها خسرت كل شيء، ابنتها ووظيفتها وفوق كل هذا ستدخل السجن بسبب الأدلة الموجودة. 

 بدأت محاكمة ليون

 في ٢٠ آذار عام ٢٠١٨، وأصبح يواجه تهمة القتل لوحده، وحاول محامي الدفاع عنه أن يستغل موت فالييري لصالح موكله، لكن لم ينجح بالادعاء بأنها المسؤولة عن كل شيء، بسبب وجود تسجيلات صوتية، وحكم عليه بالسجن المؤبد، لمدة ثلاثين عاماً، وتم تغريمه بعشرة آلاف دولار. 

فما رأيكم في هذه القضية؟ 

وهل تعاطفتم مع فالييري والتمست لها الأعذار أم أن اللوم هو الحاكم في هذه المرة؟ 

بقلمي: تهاني الشويكي

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.