مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/18/2022 01:46:00 م
هل تعاقب روسيا الجميع وتدمر القطاع التكنولوجي الأهم في العالم -الجزء الخامس- تصميم وفاء المؤذن
هل تعاقب روسيا الجميع وتدمر القطاع التكنولوجي الأهم في العالم -الجزء الخامس 
تصميم وفاء المؤذن
-تحدثنا في الجزء السابق كيف اجتمعت جميع الشركات المصنعة للرقائق الإلكترونية ضد روسيا، واتخذت قرار بمنع تصدير أي نوع من هذه الرقائق إلى روسيا، سواء كانت شركات أمريكية أو شركة لبلد حليف لأمريكا. 

- وتم تضييق الخناق على روسيا بسبب هذا القرار، وخصوصاً أنها لا تستطيع الاستغناء عن هذه الرقائق بسبب استخدامها في المعدات والأسلحة الحربية، فكيف ستكون ردة فعل روسيا على هذا الحظر؟ وماهي الحلول التي سوف تتخذها؟ 

- بالطبع وفي خضم هذه الأحداث من المتوقع أن تتخذ روسيا بعض القرارات التي تصب في مصلحتها خصوصاً بعد كل هذا التضييق عليها، ولابد أن بعض ما ستقوم به سيتم وصفه بالتطرف وسيكون مزعج للجميع، مثال على ذلك، استهداف سلسلة الأمداد الخاصة بصناعة أشباه الموصلات العالمية، وقد بينا فيما سبق أهمية غاز النيون ودوره المحوري في إنتاج الرقائق الإلكترونية. 

سبب الحرب على أوكرانيا 

- بما أن أوكرانيا تعتبر مسؤولة عن الجزء الأكبر من الإنتاج العالمي لهذا الغاز، وبما أن |الرئيس الروسي| يمتلك التأثير الأكبر والمباشر على إنتاج هذه البلد. 

 فما الذي سيمنع رئيس روسيا بوتين من حرمان الجميع من هذا الغاز؟ وهكذا لن تبقى روسيا فقط هي المحرومة من هذا الغاز وإنما العالم كله، وبالتالي فإن الأسعار سترتفع، و|التضخم| سيزيد بشكل غير طبيعي. 

- هل هذا يعني أنه لا يوجد دول أخرى تنتج غاز النيون غير أوكرانيا؟ 

على العكس يوجد دول تنتج غاز النيون بكميات كبيرة، ولكن الغاز الخام، ولكن حتى يصبح غاز النيون صالح لاستخدامه في تصنيع الرقائق الإلكترونية لابد من تنقيته، فيجب أن يصل لدرجة نقاء تعادل ٩٩.٩٩٩%، عملية التنقية عملية متخصصة جداً لا يستطيع القيام بها إلا عدد محدود من الشركات على مستوى العالم، جزء كبير منها في أوكرانيا وخصوصاً في مدينة أوديسا. 

 كيف يمكن لروسيا أن تؤثر على صناعة أشباه الموصلات

-  وذلك عن طريق غاز C4F6 وغاز الهيليوم وغاز الكريبتون وغاز الزينون وغاز الزينون وأخيراً معدن البلاديوم، وهذه خمس مكونات مهمة تدخل في تصنيع أشباه الموصلات، وتعتبر روسيا وأوكرانيا منتج رئيسي لهم. 

-وعلى سبيل المثال، فإن روسيا تسيطر على أكثر من ٤٥% من الإنتاج العالمي من معدن البلاديوم، وأمريكا نفسها تشتري ٣٥% من احتياجاتها من معدن البلاديوم من روسيا، كل هذه أوراق بيد روسيا تستطيع استخدامها في حال قررت أن تواجه أو أن ترد على |العقوبات الأمريكية|. 

موقف أمريكا مما يجري 

 وبالطبع فأن أمريكا مدركة تماماً لقدرات روسيا في المواجهة والرد، وفي شهر شباط من عام ٢٠٢٢، نصح البيت الأبيض منتجي الرقائق الإلكترونية الأمريكيين، أن ينوعوا مصادر الإمدادات الخاصة بمنتجاتهم بعيداً عن روسيا وأوكرانيا، ولكن هناك ترتيبات كثيرة لهذه الخطوة، ولا يمكن تنفيذها بين ليلة وضحاها. 

-عندما كان الرئيس الأمريكي بايدن يعلن الحظر التكنولوجي على روسيا، وقال حرفياً بأن هدف أمريكا أن تضعف اقتصاد روسيا على المنافسة في القرن الواحد والعشرين، وبالفعل فإن |العقوبات الاقتصادية| المفروضة على روسيا، لديها القدرة على إضعاف تنافسية الاقتصاد الروسي بشكل كبير، وعلى ما يبدو أن روسيا ليس لديها القدرة على تلافي آثار القرارات الأمريكية بشكل كامل، ولكن بإمكانها أن تخرب الأمر على الجميع. 

تأثير ذلك على العالم أجمع: 

-سيتأثر كل شخص على هذا الكوكب بما يحدث، على شكل ارتفاع بسعر كل منتج من الممكن أن يخطر على بالك عزيزي القارئ، فسواء كان بلدك مشترك في ذلك أو لا. 

والسؤال لك عزيزي القارئ:

هل من الممكن أن يلجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتهديد صناعة أشباه الموصلات العالمية كوسيلة للضغط على أمريكا وحلفاؤها؟ 

بقلمي: تهاني الشويكي

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.