مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/09/2022 01:14:00 م

رمته زوجه أبيه على قارعة الطريق ليموت لكنه عاد ليتحدى الجميع!
 رمته زوجه أبيه على قارعة الطريق ليموت لكنه عاد ليتحدى الجميع! 
تصميم  الصورة : وفاء المؤذن
  
 وكما وضحنا بالجزء السابق بأن جوزيف لم يكن ضحية، بدأ جوزيف بالعمل مع مجموعة من مدراء العروض هذه، في هذه الفترة أطلق عليه لقب الرجل الفيل، وكان هذا الاسم كنوع من أنواع التسويق، حيث كانت المنشورات والإعلانات تروج على أنه مخلوق نصفه إنسان ونصفه الآخر فيل، كنوع من أنواع الجذب للناس. 

وبالفعل بدأت عروض الرجل الفيل تجذب أعداد كبيرة من الناس

 الذين كانوا يريدون إشباع فضولهم برؤية هذا المخلوق، وبالرغم من أن مثل هذه العروض غير إنساني وأخلاقي كما ذكرنا سابقاً، لكنه بالنسبة لجوزيف كان من أفضل الأشياء التي حدثت معه في حياته البائسة. 

 فقد أصبح لديه دخل مادي يسمح له بأن يعيش حياة كريمة ، وأصبح من يراه لا يصرخ خوفاً من شكله أو يستهزئ به، بل على العكس كلما رآه الناس يصعد على |خشبة المسرح| الخاص بالسيرك، كانوا يهتفون ويصفقون مدهوشين لرؤيته، ويدفعون الأموال أيضاً لرؤية شكله. 

ووجد نفسه بين مجموعة من الأشخاص الغريبين مثله، لا يشبهونه بالشكل وإنما يشبهونه بحالة التشوه و|الإعاقة| في أجسادهم، والتي تجعل الناس ينظرون لهم بنفس النظرة التي كانوا ينظرون له بها. يعني ذلك أنه وجد نفسه في بيئة ينتمي إليها فكان هذا أعظم انتصار له. 

 وبعد ماذاع صيت الرجل الفيل

 جاء الوقت لينتقل جوزيف لمرحلة جديدة، وهي الظهور على مسارح العروض الكبرى في| إنكلترا|، في العاصمة لندن. فقد استطاع جوزيف أن يتواصل مع أحد أكبر مدراء العروض في لندن وكان اسمه توم نورمان. 

 وقد كان توم نورمان متخصص في عروض غرائب الشكل والمشوهين وأصحاب الإعاقات، ومع كل هذا إلا أنه عندما رأى جوزيف كان مصدوم من مظهره، وشعر بأن شكل جوزيف من الممكن أن يكون منفر لدرجة أنه غير مناسب لمثل هذه العروض، فقرر أن يقوم بعرض الرجل الفيل في مسارح صغيرة حتى يعرف ردة فعل الناس، وإذا وجد إقبال على هذا العرض ينتقل للمسارح الكبرى. 

 فهذه العروض الصغيرة التي قاموا بها كانت في مسرح خلفي لإحدى المطاعم المشهورة بتعدديتها الثقافية، وبالرغم من هذا العرض أقيم بمسرح صغير إلا أن توم نورمان تفاجئ بعدد الناس المهتمين بالعرض، وكان المسرح دائماً مكتظ بأعداد كبيرة من الجماهير، وكان الناس يأتون من كل أنحاء لندن لرؤية الرجل الفيل. 

 وكان هذا المسرح  يقع مقابل مستشفى لندن، فكان الأطباء والباحثين فيها يأتون لحضور هذه العروض ولديهم فضول كبير لرؤية هذه الحالة النادرة التي لم يشهد علم الطب مثلها من قبل. 

 وكان أحد هؤلاء الأطباء فريدريك تريفز

 والذي طلب مقابلة خاصة مع جوزيف في المستشفى، ليقوم بفحصه ومعاينة حالته عن قرب، وقد كان الطبيب صريح بشكل غريب في وصفه لمظهر جوزيف، وكتب في تقريره حرفياً" جوزيف ميرك هو أكثر عينة بشرية مقززة وقعت عليها عيني، في كل حياتي لم ألتقي بنسخة منحرفة لكائن بشري لهذه الدرجة التي أظهرها قوام هذا الإنسان". 

ومع هذا الوصف الفظيع للطبيب لكن فضوله تغلب على تقززه وقرر أن يبحث ويتعمق في حالة جوزيف أكثر.

لم تنتهي قصة جوزيف الحزينة بعد، فما زال للقصة بقية!

إقرأ المزيد...........

تهاني الشويكي 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.