مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/09/2022 01:13:00 م

رمته زوجه أبيه على قارعة الطريق ليموت لكنه عاد ليتحدى الجميع!  - الجزء الرابع -
 رمته زوجه أبيه على قارعة الطريق ليموت لكنه عاد ليتحدى الجميع!  - الجزء الرابع -
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
 تحدثنا بالجزء السابق كيف فشل جوزيف بالعمل الذي سعى له به والده، وليس ذلك فحسب بل كان والده يضربه ويؤذيه في كل مرة يعود فيها للمنزل ولم يستطع إقناع أحد بالشراء، حتى أن زوجة والده كانت تحرمه من الطعام، وتخبره بأنه لا يستحق أن يأكل إذا لم يساهم بالمال في متطلبات المنزل. 

 حاول جوزيف بكل ما لديه من صبر أن يستمر في بيع القفازات والجوارب ولكن كلما طرق الأبواب كانت النتيجة نفسها، الإهانة والسخرية والصراخ والذي ينتهي بالطرد. 

 كانت الأمور تسوء يوماً بعد يوم

 فقرر أن يخرج من منزل والده الذي حرم بداخله من الأمان والراحة وحتى الطعام، ففي هذه المرحلة لم تكن الخيارات المتاحة أمامه كثيرة، فإما أن يبقى مشرداً في الشارع ويموت من البرد والجوع، أو أن يلجأ إلى بيوت العمل. 

وبيوت العمل هذه هي عبارة عن مؤسسات تقدم المأوى والطعام للناس الذين لا يملكون مكان يذهبون إليه، مقابل العمل لوقت طويل وبذل جهد كبير، وهذه الأماكن بالرغم من أنها في الظاهر من المفروض أن تكون مفيدة للمجتمع، إلا أنها كانت أماكن أشبه بالسجون، فالعمال كانوا يقومون بأعمال متعبة طوال اليوم، والمقابل مجرد سرير وطعام سيء بالكاد يكفيهم. باختصار كانت أماكن للناس الذين لا يملكون خيار ثاني في الحياة. 

 عاش جوزيف في أحد هذه البيوت لمدة أربع سنوات

 ومع صعوبة العمل والإرهاق والمعاناة اليومية التي كان يمر فيها، إلا أنه ظل يكافح بدون يأس على أمل أن يتغير الحال في يوماً من الأيام، ولكن بعد مرور السنوات تأكد بأن حاله من المستحيل أن يتغير إلا إذا هو غير حياته بيده. 

وهنا اتخذ قراره بأن يتواصل مع صاحب سيرك مخصص للناس الغريبين، الذين لديهم تشوهات أو إعاقات تجعل أشكالهم مختلفة جداً عن البشر الطبيعيين، وفي ذلك الوقت بدأ هذا النوع من |السيرك| ينتشر وتزيد شعبيته بين الناس، لذلك قرر جوزيف الانضمام إلى واحد منهم. 

 فلماذا لا يدفع الناس الأموال ليروا شكلي الغريب

 هكذا كان جوزيف يحدث نفسه. وهنا لا بد من توضيح نقطة مهمة جداً، وهي أنه في بعض |الأعمال الدرامية| التي بنيت على قصة جوزيف ميرك وأشهرها فيلم الرجل الفيل، تم تصوير جوزيف على أنه ضحية تم استغلالها من أصحاب السيرك من أجل أن يستفيدوا منه مادياً، وكيف أنهم كانوا يسجنوه في قفص ويضربونه ويعاملونه معاملة الحيوانات، وكل هذا في الحقيقة مجرد تضخيم درامي للأحداث. 

أما في الواقع فإن جوزيف هو من تواصل بنفسه مع صاحب السيرك وطلب بأن يشارك في أحد عروض غرباء الشكل، وهناك اتفاق بأن هذه العروض كانت غير أخلاقية باستعراضها للتشوهات والعيوب كنوع من أنواع الترفيه، ولكن يجب علينا التنويه بأن جوزيف هو من سعى إلى هذا العمل بنفسه. 

فهل استمر جوزيف بعمله؟ 

أما أنه خسر هذه الفرصة كما كان يراها. 

تابعونا بالجزء التالي 

تهاني الشويكي

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.