مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/19/2022 03:23:00 م

أغرب مرض نفسي قد تسمع عنه في حياتك!!  - الجزء السادس -
 أغرب مرض نفسي قد تسمع عنه في حياتك!!  - الجزء السادس -
تصميم الصورة : ريم أبو فخر   

استكمالاً لما ورد في الجزء السابق 

 هناك دراسات كبيرة بما يخص هذا الموضوع، مثال على ذلك، تم تعريض أحد المرضى لتصوير الأشعة، لمراقبة نشاطات الدماغ عندما يحدث التحول بين الشخصيات، وكان واضح جداً أن مناطق مختلفة من |الدماغ| تبدأ بالعمل أثناء عملية التغير، أنشطة المخ والأماكن الفعالة فيه تتغير بشكل كامل عند التحول بين الشخصيات. 

 هذا الموضوع مثبت علمياً بأبحاث ودراسات

 وحتى نفهم عملية التحول هذه بشكل أفضل، فهو لا يعني عند حدوث التحول أن تختفي الشخصية الرئيسية تماماً، هي تبقى موجودة ولكنها لا تملك قدرة التحكم والسيطرة

 ومثال مبسط لتوضيح الفكرة، " تخيل أنك تقود السيارة وأنت المتحكم في السرعة والطريق وفجأةً تتحول من سائق إلى راكب، ترى الطريق ومدى سرعة السيارة لكن لا يمكنك فعل شيء، والشخصيات الأخرى في المقعد الخلفي". 

 فمن الممكن أن تكون أكثر من شخصية تملك وعي كامل لما يحدث ولكن شخصية واحدة هي التي تتحكم وتسيطر على الجسد، هذا يسمى انفصال تام عن الجسد وهذا الشعور غالباً ما يصيب الأشخاص أثناء |نوبات القلق| والهلع العنيفة. 

وأصعب ما يتعرض له من يعاني من هذا الاضطراب هو فقدان الذاكرة

 والذي يحدث مع تحول هذه الشخصيات، لأن كل شخصية تعيش الأحداث والذكريات بمفردها، نادراً ما يملكون ذكريات مشتركة، فإذا أرادوا التعايش مع بعضهم البعض يجب عليهم إيجاد نظام لمشاركة الذكريات، إما عن طريق التواصل فيما بينهم في عالمهم الداخلي، وإخبار بعضهم بالأمور والأحداث التي مرت بهم أو يقومون بنظام تدوين وكتابة لأهم الأشياء التي حدثت معهم. 

 ولكن حتى مع مثل هذه الأنظمة يبقى الوضع صعب جداً

تخيل أنك كلما تستيقظ من النوم ترى أشياء جديدة تغيرت في حياتك ، أو أن أحد أفراد عائلتك يتحدث معك عن أمر حدث بينك وبينه، لا تتذكر شيئاً من هذه الأشياء أو التصرفات والأحداث. فيجب على الشخصية التي عاشت هذه الأحداث أن تذكرك بها. 

وأيضاً أحد أسباب انفصال الذكريات

 هو اختلاف المهارات فالشخصيات لا تملك تشارك بالمهارات، كل شخصية لها أهدافها واهتماماتها و أفكارها ومهاراتها المختلفة. وهنا تكمن أهمية إيجاد نظام للتعاون والتعايش بين هذه الشخصيات. 

 وهذا ما يحاول |العلاج النفسي| الوصول إليه لتخفيف مشكلات هذا المرض، فلم يعد هدف المختصين دمج الشخصيات بقدر ما يحاولون إيجاد أرضية توافق مشتركة و ثابتة، حتى يكون بإمكانهم في النهاية العيش كشخص واحد، ومن الممكن أن تحدث عملية الدمج  بعد ذلك بشكل تلقائي. 

 هذا الاضطراب كما ترون مثير للاهتمام لدرجة كبيرة، ولذلك تم استخدامه كوسيلة حبكة درامية في بعض الأفلام والمسلسلات، ومن أشهر المسلسلات الذي ظهر فيه هذا النوع من الاضطراب هو مسلسل |مستر روبوت| (Mr. Robot)، والذي صور الاضطراب بطريقة واقعية جداً إلى حد ما. 

 ولكن تم تصوير الاضطراب بطريقة سيئة في فيلم الرعب والتشويق المشهور (SPLIT)، بطل الفيلم مصاب باضطراب الهوية الفصامية ويملك ٢٢شخصية، والذي يقوم باختطاف ثلاثة فتيات، وتبدأ بعد ذلك الأحداث المخيفة ومشوقة، يعتبر كفيلم رائع جداً من حيث وصف الاضطراب بدقة بالإضافة إلى براعة الممثل (جيمس ماكفوي)، لكن الصورة التي نقلها الفيلم عن هذا الاضطراب كانت سيئة من ناحية أنه نشر فكرة عن أن الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب خطيرين جداً على المجتمع. 

وعلى عكس ذلك، فالأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، يعيشون حالة صدمة واضطراب داخلية، فالخطورة على نفسهم أكبر بكثير من أن يكونوا خطر على من حولهم. 

إقرأ المزيد ..........

تهاني الشويكي 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.