مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/05/2022 05:52:00 م

الوصايا الإلهية العشر  التي وردت في القرآن الكريم( الجزء الرابع)
 الوصايا الإلهية العشر  التي وردت في القرآن الكريم( الجزء الرابع) 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن 
 
سنكمل الجزء السابق و نتابع في الوصايا الإلهية العشر ونتحدث عن الوصية الخامسة

حرم الله فيها قتل النفس البشرية ونهانا عن إراقة الدماء

النفس والروح ملك لله تعالى  هو خالقها ووحده سبحانه وتعالى مالك أمرها  والمتكفل بحمايتها وبحياتها وموتها،  وقد أمرنا الله تعالى بالحفاظ عليها فلا يجوز إزهاقها. 

قال الله تعالى : (ولا تقتلوا النفس التي حرمها الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون) 

ويعتبر قتلها جريمة تستوجب القصاص وتستوجب سخط الله تعالى وغضبه ، وتعتبر| قصة قابيل وهابيل| ولدي آدم عليه السلام أول قصة قتل شهدها التاريخ ، حين قتل قابيل أخاه هابيل فأزهق أول روح بشرية، بغير وجه حق ودافع القتل كان بسبب |الغيرة|. 

قال الله تعالى :( فطوعت له نفسه قتل أخيه فاصبح من الخاسرين) 

ويعتبر قتل النفس وإراقة الدماء من أكبر الآثام على الإطلاق

 فهي تبعث على القلق ، وتثير الرعب والهلع في النفوس ، فتروِّع الناس وتنشر العبث والفساد والفوضى والاضطراب في المجتمعات. وتخلخل الأمن والأمان، وتوغر الصدور بالاحقاد والضغينة . 

لذلك فلا بد من تشريع  يحقق العدالة، ويحمي الناس على الارض، ولا بد من رادع قوي وضوابط  لمنعها وتشريع يحقق العدالة والسلام ، ويحمي الناس على الأرض يكون مستمداَ من عدالة رب السماء.   

وقد شدد الله تعالى على تحريم |قتل النفس| دون وجه حق ، وجعل عقوبتها نار جهنم . 

قال تعالى (والذين لا يدعون مع الله إلهاَ أخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق، ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما، يضاعف له العذاب يوم القيامة، ويخلد فيه مهانا) 

وقد قرن الله تعالى القاتل مع المشرك بالله ، دلالة على هول الامر وأهميته عند الله تعالى، لأنه اعتداء على نفس كرَّمها الله ،  وجعلها في كفالته وحفظه وتوعد من يمس أمنها ووجودها  وبالقصاص من القاتل والوعيد بالعذاب الشديد وبالخلود في نار جهنم، وبالاقتصاص للمقتول وأخذ حقه. 

جاء في الحديث الشريف :

يأتي المقتول يوم القيامة متعلقاً رأسه بيده متلبباً قاتله باليد الأخرى، تشخب أوداجه دماً ، حتى يأتي به العرش ، فيقول المقتول لرب العالمين هذا قتلني ، فيقول الله للقاتل تَعِستَ ، ويُذهب به إلى النار . 

وقال تعالى :

( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ، أن تصيبهم فتنة ، أو يصيبهم عذاب أليم)

لماذا حرم الله القتل؟ 

حذر الله تعالى من القتل إلا بالحق 

فالإنسان قد خلقه الرحمن ، واستخلفه في الأرض ليعمرها ويبنيها ويعبده ، ومنحه روحاَ  وحياة ، ولا يحق لأي مخلوق أن ينتزعها منه ، ولم يخلقه ليعثي الارض فساداً ، ولا ليدمر ويقتل أرواحاً بريئة تعبد الله ، ومنحه الحياة ، وجعل أمر حياته موته بيده وحده سبحانه وتعالى، فلايحق لأي إنسان أن يدمر صنع الله وخلقه ، وينهي حياتهم بالقتل فالروح ملك خالقها، حتى أن الإنسان لايملك أن ينهي حياته بيده، وهذا مايسمى الإنتحار  وقد جعل عقوبة من يقتل نفسه نار جهنم . 

فلنكن جميعاً أمناء على حياتنا وحياة الآخرين ونحميها من العبث والفساد وإراقة الدماء.

ابقوا معنا لمتابعة الوصايا الإلهية العشرفي الجزء التالي

هدى الزعبي 


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.