مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/09/2022 06:34:00 م

الدولة الإسلامية في الأندلس - عصر الخلافة الأموية
الدولة الإسلامية في الأندلس - عصر الخلافة الأموية 
تصميم الصورة ريم الحموي 
استكمالاً للمقال السابق عن " الدولة الإسلامية في الأندلس - عصر الخلافة الأموية "

إخضاع الأعداء وتوسيع رقعة الدولة:

قام الحاجب المنصور بقمع جميع حركات التمرد التي نشأت ضده، ومن أشهرها التمرد الذي قامت به مدينة سرقسطة المعروفة بكثرة تمرداتها على الحكام| الأمويين|

وبعد أن وطّد حكمه التفت إلى الصراعات الخارجية المتمثلة بالممالك المسيحية في الشمال والخطر الفاطمي في الجنوب، فاستطاع توسيع رقعة البلاد شمالاً وجنوباً

فأجبر الممالك المسيحية على الانكفاء والاكتفاء بالدفاع عن نفسها، كما أخضع الكثير من مناطق المغرب العربي لسلطته، حتى بلغت الدولة في عهده أقصى اتساعٍ لها.

ازدهار عمراني وتراجع علمي:

إضافةً إلى القوة العسكرية التي تميزت بها فترة حكم الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر، فقد استمر النمو العمراني أيضاً، فبنى المنصور مدينةً جديدةً هي مدينة الزاهرة، واهتم بتطوير وتوسيع جامع قرطبة، كما اهتم بالزراعة و|الاقتصاد|

 ولكنه أهمل الناحية العلمية، فقد كان يكره |الفلسفة |والعلوم، واعتقد بانها تخالف |الدين الإسلامي|، فأحرق الكثير من الكتب الفلسفية من مكتبة قرطبة.

أطماع جديدة وجرائم بالجملة:

توفي الحاجب المنصور سنة 1002م، فتولّى ابنه عبد الملك الملقب بالحاجب المظفّر بالله مهامه، وقد ورث عنه قوته وذكاءه فكانت فترة حكمه التي استمرت لسبع سنواتٍ استمراراً لحكم والده القوي، ولقد توفي في ظروفٍ غامضة

 ومن المعتقد بأنه مات مسموماً عل يدي شقيقه عبد الرحمن شنغول الذي تولّى الحكم من بعده، مع بقاء الخلافة اسمياً للخليفة الأموي هشام بن الحكم، فطمح عبد الرحمن إلى خلع الخليفة الأموي نهائياً.

النهاية أصبحت وشيكة:

أراد عبد الرحمن أن يجبر الخليفة على جعله ولياً لعهده، ما أثار غضب قادة الجند، فقرروا التخلص من حكم بني عامر وتسلطهم على السلطة

 فاستغلوا خروج عبد الرحمن في حملةٍ عسكرية، واقتحموا قصر الخليفة هشام وأجبروه على خلع نفسه سنة 1009م وعينوا مكانه قائدهم الأمير محمد بن هشام الذي لقّب نفسه بالمهدي بالله، ثم تمكنوا من قتل عبد الرحمن شنغول

 ولكن ذلك الانقلاب شجّع الكثير من القادة الأمويين الطامعين بالحكم على الثورة ضد الخليفة الجديد

 كما شجّع |الأمازيغ |على ذلك أيضاً.

اشتعلت الأندلس بالحروب الداخلية، واستمرت قرابة عشرين سنةً عُرفت بفترة فتنة| الأندلس|، حتى ضاق أهل قرطبة ذرعاً بكل ذلك فثاروا على آخر الخلفاء الأمويين هشام المعتد بالله وأعلنوا أنهاء الخلافة الأموية فانتهت بذلك حقبة خلافة قرطبة وبدأت حقبةٌ جديدةٌ من تاريخ الأندلس هي حقبة ملوك الطوائف

 وهذه مرحلة جديدة سنتناولها لاحقاً في مقالاتٍ منفردة

فإذا راقكم ذلك فساعدونا في نشر المعرفة، عن طريق مشاركة المقالات مع الآخرين، أو نشرها عبر مختلف الوسائط.

سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.