مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/09/2022 06:34:00 م

الدولة الإسلامية في الأندلس - عصر الخلافة الأموية
الدولة الإسلامية في الأندلس - عصر الخلافة الأموية 
تصميم الصورة ريم الحموي 
استكمالاً للمقال السابق عن " الدولة الإسلامية في الأندلس - عصر الخلافة الأموية "

 ازدهار العلوم والطب في الأندلس:

كان الحكم الثاني مولعاً بالعلوم والثقافة، فعندما استتب له الأمر، تفرّغ لشؤون الدولة الداخلية، فقام بتطوير مكتبة قرطبة وملأها بالكتب، كما شجّع حركة الترجمة

 فازدادت مكانة| قرطبة |العالمية علمياً وثقافياً، فكان من أشهر |العلماء| والأطباء في ذلك الوقت أبو القاسم الزهراوي الذي يُعرف بأبي الجراحة الحديثة، الذي وضع أسسها في كتابه الشهير "التصريف لمن عجز عن التأليف"

 كما اخترع الكثير من أدوات الجراحة التي مازالت مستعملةً حتى الآن.

نهاية حقبة وبداية حقبةٍ جديدة:

لم تقتصر اهتمامات الحكم الثاني على الجانبين العلمي والثقافي فقط، فقد اهتم أيضاً بالجانب العمراني، بحيث قام بتوسيع وتطوير جامع قرطبة

 كما استكمل بناء وتطوير مدينة الزهراء، إلى أن توفي سنة 976م، وكانت وفاته حدثاً محورياً في تاريخ| الأندلس|، فقد كان آخر الحكّام الأقوياء للأندلس، فبوفاته بدأ عصر الضعف

 فقد كان ابنه هشام صغيراً عند وفاته، فكثر الطامعون في الحكم، ووجد العبيد الصقالبة وبعض القادة العرب الفرصة سانحةً أمامهم للانقضاض على الدولة.

من هم العبيد الصقالبة؟

كان العبيد الصقالبة مجموعةً من العبيد الأوروبيين الذين اعتمد عليهم| الأمويين| في بعض الوظائف الإدارية، كخدمٍ في القصور بعد أن يتم خصيهم

 ولكن بعضهم أثبت جدارتهم فتدرجوا في المناصب حتى بلغوا مناصب عالية، وخاصةً في عهد عبد الرحمن الثالث فأصبح لهم كياناً قوياً داخل الدولة

 وبوفاة الحكم الثاني، التف الصقالبة حول شقيقه المغيرة بن عبد الرحمن وشجعوه على انتزاع الحكم من ابن أخيه الصغير.

الوصاية على الخليفة الصغير:

طمح الصقالبة للسيطرة على الحكم من خلال تنصيب المغيرة بن عبد الرحمن خليفةً بدل ابن أخيه، ولكن محاولتهم الانقلابية فشلت بسبب حاجب الخليفة "جعفر المصحفي"، الذي رأى ضرورة التخلّص من خطر الصقالبة عبر التخلص من داعمهم ومرشحهم للخلافة المغيرة بن عبد الرحمن

 فتحالف مع قائد الشرطة محمد بن أبي عامر حتى تمكنا معاً من تثبيت الخليفة الصغير هشام بن الحكم على عرشه، ولكن صغر سنّه أوجب وجود وصيٍّ عليه، فكانت والدته "صبح البشكنجية" هي الوصية عليه.

الأندلس تبدأ حقبةً جديدة:

أصبحت السلطة التنفيذية بيد الحاجب جعفر المصحفي، وأصبح قائد الشرطة محمد بن أبي عامر صلة الوصل بينه وبين الوصية على الخليفة، فتوطدت علاقته بها، ووقعت في حبه

 ولكنه استغل ذلك من أجل الوصول إلى السلطة، فقد دفعها إلى إصدار أمرٍ بحبس الحاجب جعفر المصحفي، وتولّى مهامه، ثم استغلها للتخلص من قائد الجيش غالب بن عبد الرحمن

 وبعد أن هزمه في معركةٍ دامية، أصبح بطلاً شعبياً فلقب نفسه بالحاجب المنصور بالله، ثم انقلب على والدة| الخليفة| فحبسها في قصرها مع ابنها وحاصرها بجنده واتباعه، وابعدها عن الناس

 فأصبح الحاكم المطلق للبلاد، وبدأ بذلك عصرٌ جديدٌ من عصور الأندلس بدايةً من عام 981م.


اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.