مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/13/2022 02:15:00 م

كيف دمُرت حضارات العالم القديم وما سر انهيارها و تفسير لغزها؟ - الجزء الرابع -
  كيف دمُرت حضارات العالم القديم وما سر انهيارها و تفسير لغزها؟ - الجزء الرابع -
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
    
كما تحدثنا في الجزء السابق سنكمل

ولكن هذا الحلم تحول إلى كابوس، حيث اكتشف الأثريون لوح من الفخار منقوش عليه رسالة من آخر ملوك المدينة " الملك آمورابي"، والتي يستغيث فيها بحاكم قبرص ليأتي وينقذ مملكته، ويخبره بأن سفن العدو رست، وأن الغزاة أشعلوا النار في مدنه وفعلوا الشر في أرضه. 

والواضح أنه لم يتلقى المساعدة من أحد، لأنه تم العثور على الرسالة في أرضه، ولم تصل إلى |حاكم قبرص| بالأصل، فقد احترقت الرسالة هي وكل |مدينة أوغاريت|، وعندما قام الأثريين في العصر الحديث بحفريات تنقيباً عن الآثار، وجدوا طبقة من الرماد وصل سمكها في بعض المناطق لحوالي مترين من آثار الحريق، وشوارع المدينة ممتلئة برؤوس الأسهم وآثار الجثث. 

وهناك ظاهرة أخرى مثيرة اكتشفها علماء الآثار أثناء التنقيب في أوغاريت

 حيث أنهم وجدوا في المنازل أغراض ذو قيمة تم دفنها، بعض من |العملات والذهب| دفنوا على عجلة، وهذه الأمور لايمكن إيجادها إلا في مدن هلكت ودمرت بسبب كارثة مفاجئة، حيث يخاف الناس من النهب فيدفنون ما يملكون تحت الأرض ويهربون أو يقتلوا ولا أحد منهم يرجع ليستعيد ممتلكاته. 

 لانعرف على وجه التحديد حجم القوة التي هاجمت أوغاريت، ولكن تم العثور على رسالة أخرى وجدت تحت ركام المدينة، تطلب فيها الإمدادات والمساندة بحوالي ١٥٠ سفينة مسلحة، وهذا يعني أن القوة الغازية كانت هائلة، ولم تخرج هذه الرسالة من أوغاريت. 

ولم يقتصر هذا الدمار على أوغاريت

 فقد دمرت |مدينة حلب السورية| بالكامل في نفس الوقت، مدينة مجيدو دمرت أيضاً بنفس الوقت، قبرص نفسها التي كان يستنجد الملك آمورابي بحاكمها دمرت أيضاً، أي مكان دخلته شعوب البحر دمر تماماً وبالكامل. 

 وكل ذلك ونحن لانعرف من هم، ومن أين أتوا، ولكننا تمكنا من معرفة شكلهم، نعرف شكل غزاة لم يتركوا أي آثار مكتوبة، والقليل جداً من الآثار الملموسة، ولم يستطع أحد أن يطلق عليهم اسم أو لقب سوى الناس القادمون من البحر، وهذا سوف يجعلنا نرجع للملك المصري المحارب رمسيس  الثالث. 

وهناك على جدران معبد هابو

سنجد نص يتحدث عن محاولة قامت بها شعوب البحر لغزو مصر من ناحية البحر، وعن طريق التوغل بسفنهم في |نهر النيل|، وكيف تصدى لهم الجيش المصري بقيادة الملك رمسيس الثالث وهزمهم. 

 قرر الغزاة احتلال مصر بدخول النيل من ناحية الشمال

 على اعتبار أن مدن مصر الكبرى تقع كلها على النيل، فدخولهم عن طريق النهر واستغلال قوتهم البحرية سوف يمكنهم من الانتصار، وكانت القوات المصرية قد نصبت كمين على جانبي النهر بفرق من الرماة، أطلقوا السهام على العدو وسببوا ارتباك في صفوفه،  وبعد ذلك تقدم الأسطول المصري الصغير في النيل واشتبك مع سفن شعوب البحر، و من تمكن من الهروب للشاطئ كان يجد حملة الرماح المصريين في انتظاره. 

إقرأ المزيد........

تهاني الشويكي  

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.