مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/16/2022 11:47:00 ص

تطور العمليات الجراحية عبر الزمن -الجزء الرَّابع-
 تطور العمليات الجراحية عبر الزمن -الجزء الرَّابع- 
تصميم الصورة : رزان الحموي      
تحدثنا في الجزء السابق من المقال عن تطور الطب والجراحة في العصور الوسطى، بدايةً مع القرن الثالث عشر للميلاد ووصولاً إلى القرن السادس عشر للميلاد، وسنكمل الحديث في هذا الجزء مع جولة في القرن الثامن عشر للميلاد. 

كيف تطوَّر الطب في العصور الوسطى؟

عندما وصلنا إلى القرن الثامن عشر للميلاد بدأ الوضع يتغير، وأخذ التطور وجهاً مختلفاً وملفتاً أكثر، فقد ظهر طبيب لُقِّب بأبي الجراحة في تلك الفترة، والذي كان يخترع أجهزة حديثة يمكنها أن تحلَّ محل أعضاء حساسة موجوده في أجسامنا مثل جهاز بديل عن القصبة الهوائية.  

كما قام أحد الأطباء الفرنسيين وكان اسمه دومونيك جان لاريه بإنشاء خدمة الإسعاف للجرحى.  

بالرغم من أن هذه الأشياء تعتبر بسيطة نوعاً ما إلا أنها تبيِّن بأن الأطباء كانوا على درايةٍ جيدة بجسم الإسان وتفاصيله، ووعي الأطباء بتشريح الجثث وطرق العلاج كان أكبر ومتطور أكثر مما سبق، ولكن المشكلة في ذلك الوقت كانت في عدم وجود |التخدير|، أي أنك أثناء العملية الجراحية تشعر بكل ما يفعله الطبيب داخل جسمك، وتتألم بشكل كببر. 

فما هي قصة التخدير؟ كيف اخترعه البشر؟

كانت آلية التخدير المتبعة في العصور القديمة: 

١- ضرب المريض على رأسه ضربة قوية تُفقِده وعيه.  

٢- في بعض الأحيان كانوا يثبتون المريض بشكل جيد ويربطون أطرافه حتى يمنعوه من الحركة ثم يجرون العملية.  

٣- من الناس الذين كانوا متطورين في مجال التخدير في العصور القديمة: الآشوريون الذين كانوا يقومون بربط بعض الشرايين الموجودة في الرقبة، والضغط عليها لفترة زمنية معينة لمنع وصول الدم إلى المخ، مما يؤدي لفقدان المريض وعيه، وبالتالي يستطيعون البدء بإجراء العملية. 

كل هذه الأفكار كانت عبارة عن كيفية تخدير المريض تخديراً كلياً.

السؤال هنا: هل كان هناك وجود للتخدير الموضعي في ذلك الوقت؟

الجواب نعم، حيث كان للمصريين القدماء السبق في ذلك الموضوع إذْ اكتشف المصريين القدماء أن لبعض النباتات قدرة على تخدير بعض المواضع في الجسم، مثل |نبات الخشخاش| الذي كان يُصنَع منه الأفيون، وبعض المركبات الأخرى التي ساعدت على زوال الألم من جسم الإنسان والتي كانت جميعها أشياء طبيعية. 

ظلَّ البشر يستخدمون تلك الطرق في التخدير من العصور القديمة وصولاً إلى القرن الثامن عشر للميلاد وتحديداً إلى سنة ١٧٩٩ عندما لاحظ العالم هامفري ديفي أن استنشاق الإنسان لقدر كبير من |الكحول| يصيب جسمه بقدرٍ من التخدير، ولكن ديفي لسببٍ ما لم يُفصِح عن ملاحظته ولم يعلن أنه من الممكن استعمال الكحول في تخدير المريض، ربما خاف من ردة فعل الناس على الفكرة. 

إلى هنا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا لنهاية الجزء الرابع، إذا أردت معرفة فيما إذا تم اكتشاف فكرة ديفي لاحقاً أم لا؟

 تابع معنا الجزء الخامس.  

فضلاً شاركنا آراءك الرَّائعة من خلال التَّعليقات ^-^

آية الحمورة 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.