مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/01/2022 06:38:00 م
ما قد لا تعرفه عن المسبار فوياجر2 - الجزء الثاني
ما قد لا تعرفه عن المسبار فوياجر2 - الجزء الثاني
تصميم الصورة رزان الحموي 

تحدثنا في المقال السابق عن أهم اكتشافات مسبار فوياجر2  في عدة كواكب، دعونا اليوم نتعرف على العوامل و المشكلات التي ولجهها هذا المسبار..

فوياجر2 يتجاوز حدود الصدمة:

غادر فيواجر2 |النظام الشمسي| بعد أن استطاع المرور على |الكواكب الغازية| العملاقة ورصدها وتسجيل الكثير من الصور والمعلومات وإرسالها إلى الأرض، وما أن تخلّص من جاذبية |النظام الشمسي| حتى عدّل إعداداته إلى وضع توفير الطاقة، وفي شهر آب من عام 2007، تجاوز المسبار أقصى حدود غلاف المجموعة الشمسية، وهي ما تسمى حدود الصدمة.


العوامل المؤثرة على تلقي الرسائل من أي مسبار:

في صيف 2013، وصل فوياجر2 إلى الفضاء المسمى "الفضاء البين نجمي"، وعند ارسال واستقبال البيانات من تلك المنطقة يجب أخذ ثلاثة عوامل بالحسبان، هي المسافة والقوة والوقت، فكلما ابتعد المسبار عن |الأرض| زادت المسافة التي يتوجب على الإشارة قطعها حتى تصل إلى وجهتها على الأرض، فيزداد الوقت الذي تستغرقه لذلك، وتصبح أضعف.


مشاكل أخرى تظهر عند التعامل مع المركبات البعيدة:

توجد مشكلةٌ أخرى في التعامل مع المسبار البعيد، فمن غير الممكن تجديده أو صيانته، فسيتوجب عليه الاعتماد فقط على ما زوّد به قبل اطلاقه، كما أن الوقود الذي يستخدمه المسبار فوياجر2 هو من نوع الوقود المشع، وكلما تحلّلت المادة المشعة، كلما أطلقت المزيد من الطاقة، التي تتحول إلى كهرباء يستخدمها المسبار، ولكن تلك المادة المشعة لا بد لها أن تنفذ في وقتٍ ما. 


انقطاع الاتصال مع فوياجر2:

في عام 2018 كان فوياجر2 قد ابتعد عن الأرض بمسافة 19.3 مليار كيلو متر، وكان الاتصال به ما زال ممكناً بسبب تطور تقنيات ارسال واستقبال الإشارات على الأرض، فأصبح من الممكن ارسال وتلقي الإشارات الضعيفة القادمة منه، وفي مارس \ آذار من عام 2020، انقطع الاتصال بين الأرض وبين فوياجر2.


استعادة الاتصال مع فوياجر2 أصبح ممكناً:

تطوّرت وسائل الاتصالات بشكلٍ كبيرٍ منذ مطلع القرن الحالي، وقد طورت ناسا نظاماً جديداً للتواصل مع المركبات الفضائية البعيدة أطلقت عليه اسم "DSN"، ويتكون من هوائياتٍ ضخمةٍ تعمل في مجال الأمواج الراديوية، وهي موجودة في عدة مناطق من العالم مثل كاليفورنيا ومدريد وكانبيرا (استراليا).


عودة التواصل مع فوياجر2:

الطبق الهوائي المستخدم للتواصل مع فوياجر2 موجودٌ في كانبيرا، ويبلغ قطره سبعين متراً، وهو الوحيد القادر على ارسال الأوامر إليه، وقد بدأ العمل فعلياً في عام 1972، ولكن قطره حينها لم يتجاوز أربعةً وستين متراً، ثم خضع إلى الكثير من عمليات الإصلاح والتعديل والتطوير، فأصبح في أكتوبر من عام 2020 جاهزاً للتعامل مع فوياجر2 فأرسل إليه اشارةً وتلقى الرد عليها بعد عدة أشهر.


التحديثات التي سمحت بعودة الاتصال:

في الفترة التي توقف فيها الاتصال مع فوياجر2، كان استقبال البيانات منه ما زال ممكناً، ولكن ارسال الأوامر إليه لم يكن متاحاً، ولذلك تم تزويد طبق كانبيرا بعد تحديثه بجهازي ارسالٍ راديوي حديثين، كما أضيفت إليه بعض المعدات الجديدة لنظامي التدفئة والتبريد، بالإضافة إلى بعض الأجهزة الإلكترونية الداعمة لجهازي الارسال الحديثين.


لماذا أصبح طبق كانبيرا الوحيد القادر على التواصل مع فوياجر2؟

تتميز هوائيات شبكة مراقبة |الفضاء| البعيد بتوزعها على سطح الأرض بشكلٍ دقيق، بحيث تُبقي أية مركبةٍ فضائيةٍ على اتصالٍ دائمٍ بإحدى تلك الهوائيات على الأقل أثناء حركة الأرض حول نفسها وحول الشمس، ولكن المسار الذي اتخذه فوياجر2 بعد مغادرة نبتون جعله يختفي عن الهوائيات الموجودة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، فأصبح هوائي كانبيرا الوحيد القادر على التواصل معه.


إذا وجدت في المعلومات التي قرأتها بعض الفائدة فشاركها مع أصدقائك.

بقلمي: سليمان أبو طافش 


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.