مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/01/2022 06:28:00 م
ما قد لا تعرفه عن المسبار فوياجر2 - الجزء الأول
تصميم الصورة رزان الحموي 

في 20 أغسطس /آب عام 1977، انطلقت من الأرض مهمةٌ طموحةٌ تهدف للسفر إلى خارج نطاق مجموعتنا الشمسية، وكان هدفها الأولي، هو دراسة مكونات المجموعة الشمسية البعيدة عن قرب، قبل إكمال الرحلة، وقد تزامن ذلك مع اصطفاف كواكب المجموعة الشمسية بشكلٍ نادرٍ خلف بعضها البعض، بحيث استطاعت مركبة فوياجر2 أن تستفيد من جاذبية تلك الكواكب لكي تنطلق إلى مسافاتٍ أبعد وبسرعاتٍ متزايدة.


مسار رحلة فوياجر2:

تركزت مهمة المسبار فوياجر2 على دراسة الكواكب الغازية، وهي |الكواكب| الأبعد عن |الشمس|، فتوجّه نحو |المشتري| ثم زار كلاً من زحل وأورانوس ونبتون، وكان علماء الفلك وقتها، يتأملون أن يصلوا إلى حافة نظامنا الشمسي واستكشافها، فقاموا بتزويد المسبار بهوائي كبير وصل طوله إلى أربعة أمتار.


أهم اكتشافات فوياجر2:

يعتبر فوياجر2 أول جسمٍ صنعه البشر يتجاوز |أورانوس|، ويدرس الكواكب البعيدة عن كثب، فاستطاع المسبار خلال رحلته أن يكتشف القمر الرابع عشر لكوكب المشتري، كما اكتشف حلقتين جديدتين وعشرة أقمارٍ غير معروفة لأورانوس، ثم رصد البقعة المظلمة العظيمة على كوكب نبتون، فأكّد بأنها عاصفةٌ عملاقةٌ يقترب حجمها من حجم الأرض، وهي تتحرك بسرعة 2400 كيلو مترٍ في الساعة، فهي بذلك أسرع عاصفةٍ تم رصدها على |كواكب النظام الشمسي|.


هل أطلق البشر مركباتٍ أخرى نحو الفضاء البعيد؟

منذ انطلاق أولى |الرحلات البشرية| إلى الفضاء، استطاعت خمس مركباتٍ فقط الهروب من جاذبية |النظام الشمسي|، وهي: بيونير10 وبيونير11، فوياجر1 وفوياجر2، ونيو هورايزون، مع أن عدد الأجسام التي أطلقها البشر إلى الفضاء أصبح بالآلاف، ولكن تجاوز جاذبية الأرض سهلٌ جداً مقارنةً بتجاوز جاذبية المجموعة الشمسية الهائلة.


غلاف المجموعة الشمسية:

تُعتبر مركبة فيواجر2 الجسم الثاني الذي صنعه البشر وتجاوز حدود غلاف |المجموعة الشمسية| بعد فوياجر1، ويتكون غلاف المجموعة الشمسية من الحقولٍ المغناطيسية والجسيمات التي تُنتجها الشمس، وهي تشكّل درعاً حامياً إلى حدٍّ ما، وهي تتجاوز النطاق المسمى بنطاق كايبر.


ما أنجزه فوياجر2 على المشتري:

بعد إطلاق فوياجر2 بعامين، استطاع ارسال أول صورةٍ للمشتري، كما زود العلماء بالكثير من المعلومات حول قمري المشتري "آيو" و"أوروبا"، وهما من أكبر أقمار المشتري، وكانت أقرب مسافةٍ يقترب فيها من المشتري هي 644 ألف كيلو متر، فرصد عندها بعض التغيرات في شكل البقعة الحمراء المميزة لكوكب المشتري ولونها، وهي عاصفةٌ عملاقةٌ يمكن وصفها بانها دائمة.


اكمال الرحلة إلى الكواكب الأبعد:

بعد مغادرة المشتري بعامين، وصل فوياجر2 إلى زحل، فاكتشف خيوطاً وعقداً في بعض حلقاته، وخلال مروره عبر الحلقات، اصطدم بآلاف حبيبات الغبار، فانحرف عن مساره، ولكن محركاته النفاثة استطاعت إعادته إلى مساره الصحيح، ثم أكمل المسبار طريقه إلى أورانوس ثم نبتون والتقط الكثير من الصور لهما، وقدّم الكثير من المعلومات.


الوصول إلى نبتون:

كان تحليق فوياجر2 حول "تريتون" قمر نبتون في عام 1989، أول لقاءٍ بين البشر و|الكوكب الثامن| في مجموعتنا الشمسية، ويعتبر علماء الفلك بأن "تريتون" هو أكبر جسمٍ معروفٍ تشكّل في حزام كايبر، وهذا الحزام أشبه بحلقةٍ هائلةٍ تحيط بالمجموعة الشمسية، ويحتوي عدداً هائلاً من الكتل الجليدية، وهو مصدر الكثير من |النيازك| والكويكبات التي تزور الأرض أو تقترب منها. 


ماذا اكتشف فوياجر2 على نبتون؟

اكتشف فوياجر2 نظام حلقات نبتون وأقماره الداخلية الصغيرة، وجمع كمياتٍ كبيرةً من المعلومات حول "تريتون"، فاكتشف بأنه مغطي ببراكين جليديةٍ تنفث الجليد بدل الحمم المنصهرة، وهذا الجليد يتكون من الماء والأمونيا والميثان، وقد رصدت المركبة الأحدث "نيو هورايزون" نفس الظاهرة على كوكب بلوتو القزم.


.. اقرأ المزيد

بقلمي: سليمان أبو طافش

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.