مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/14/2022 05:24:00 م

لماذا نعتقد بأننا مررنا بهذا الحدث من قبل؟
 لماذا نعتقد بأننا مررنا بهذا الحدث من قبل؟ 
تصميم الصورة رزان الحموي

كثيراً ما نشاهد مشهداً ما، أو نمرُّ بموقفٍ محدّد، فنشعر بأننا شاهدنا هذا المشهد أو مررنا بهذا الموقف من قبل

يطلق العلماء على هذه الحالة اسم "دي جافو"

 فما هو الدي جافو؟ ولماذا ينتابنا هذا الشعور؟

 وما هي التفسيرات العلمية لهذه الظاهرة؟ 

وهل هي شائعةٌ بين الناس، أم أنها تحدث مع أشخاصٍ يمتلكون صفاتٍ وخصائص محددة؟ 

وهل هي حالةٌ طبيعيةٌ أم مرضية؟


ما هي حالة "دي جافو"؟

كلمة "دي جافو" فرنسية الأصل، تعني " شوهد من قبل"، وتطلق هذه الكلمة على الحالة التي تنتاب بعض الناس عندما يشعرون بأنهم مرّوا بالموقف الحالي من قبل

 وتشير الاحصائيات والدراسات إلى أن ثلثي البشر تعرّضوا لمثل هذه الحالة، مرّة واحدة خلال حياتهم على الأقل

 وهي لا تحدث مع الأطفال دون سن الثامنة.

ظاهرة "دي جافو" مرتبطة بعمر الشخص:

تبدأ ظاهرة "دي جافو" مع الشخص بعد أن يتخطى سنته الثامنة، وتزداد معدّلات حدوثها مع الوقت، حتى يبلغ مرحلةً متقدمةً من العمر

 فتبدأ هذه الظاهرة بالتراجع، حتى تزول تماماً

وهذا ما دفع بعض الباحثين إلى الربط بين هذه الظاهرة وبين درجة نمو |الدماغ |عند البشر

 ففي |مرحلة الطفولة |يكون الدماغ غير مكتمل النمو، ثم يكتمل نموه مع التقدم في العمر، وفي مراحل العمر المتقدمة، يتراجع النمو الدماغي.


تفسيرات قديمة غير مقنعة:

أقدم المحاولات المعروفة لتفسير ظاهرة "دي جافو"، افترضت بأنها مرتبطةٌ بحالات| الصّرع |التي تصيب بعض الناس

 وبأن المصابين بالصّرع أكثر عرضةً لهذه الظاهرة، كما افترضت أن بعض أنواع الأدوية تساهم في حدوثها، إضافةً إلى حالات القلق والتوتر التي قد تصيب بعض الناس، فتجعلهم أكثر عرضةً لهذه الظاهرة.


البحث عن تفسيراتٍ أكثر إقناعاً:

تشير الدراسات الحديثة، إلى أن معظم الذين تعرّضوا لظاهرة دي جافو، لا يعانون من الصّرع، ولا يتناولون أية أدوية، أي أنهم بشرٌ عاديون جداً، ولذلك ذهب| العلماء| والباحثون إلى محاولة إيجاد تفسيراتٍ أكثر عمقاً

 فانطلقوا من فهمهم لآلية حدوث الرؤية

 فالرؤية تتم بشكلٍ مزدوج، حيث ترسل كلُّ عينٍ نسخةً عن الصورة التي تراها إلى الدماغ، ثم يقوم الدماغ بمطابقة الصورتين لفهم ما يراه 

ولكي تكون الرؤية صحيحة، يجب أن يتلقى الدماغ الصورتين من كلتا العينين بنفس الوقت.


آلية عمل الذاكرة ببساطة:

هناك جزأين في الدماغ يعملان على حفظ الذكريات، جزءٌ مسؤولٌ عن حفظ الذكريات طويلة الأمد، والآخر يحتفظ بالذكريات المؤقتة (قصيرة الأمد)

 ويقوم هذا الجزء بتخزين الصورة لفترةٍ قصيرةٍ ثم ينقلها إلى قسم| الذكريات| طويلة الأمد، فإذا حدث اختلافٌ ما في زمن استلام الصورتين من العينين، يحدث ما يسمى بخلل التزامن.


علاقة الذاكرة و"دي جافو":

عند حدوث خللٍ في التزامن، يتلقى الدماغ إحدى الصورتين، ويخزّنها في الذاكرة قصيرة الأمد، ثم ينقلها إلى الذاكرة طويلة الأمد

 وعندما يتلقى الدماغ الصورة الثانية، يجدها مطابقة للصورة القديمة التي أصبحت جزءً من الذاكرة، فيعتقد الدماغ بأن هذه الصورة قد تمت مشاهدتها من قبل

 فينتابنا شعورٌ بأننا شاهدنا هذا الحدث من قبل.


اقرأ المزيد ...

بقلم سليمان أبو طافش

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.