مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/02/2022 12:33:00 م
مفهوم الاستقلال عند الأطفال - دنيا عبد الله
مفهوم الاستقلال عند الأطفال
 تصميم الصورة: ريم أبو فخر

يُولدوا أطفالنا بحجم صغير و روح بريئة، يكبرون أمام أعيننا يوم بعد يوم، يتغيرون ويبدأون بالاستيعاب والكلام واللعب وينتقلون من مرحلة لأخرى حتى يصبحوا في مرحلة الشباب، ونحن بعد في جزء منّا نراهم بنفس النظرة الأولى كأطفال صغيرة تحتاج لنا لتعيش، لكن مع الوقت نفهم أكثر أهمية إعطائهم الاستقلال منذ |الطفولة|، وانعكاس هذا على حياتهم وحياتنا في المستقبل.

تعريف الإستقلال عند الأطفال:

هو قدرة الطفل على إتمام مهام معينة مثل احتياجاته الأساسية بدون مساعدة من أحد أو بمساعدة بسيطة، وقدرته على التعبير عن مشاعره وأفكاره دون أي تأثير أو تحكّم من الآخرين حوله. 

العمر المناسب لاستقلال الطفل:

منذ الولادة:

الطفل يولد مستقل، لديه |شخصية قوية| يستطيع التعبير عن احتياجاته و مشاعره  ببكائه أو حركاته. 

بدء الوقوف والمشي:

نعطي نحن كأهل استقلالية أكبر حين يبدأ الطفل بالمشي، نحن كأهل ليس علينا أن نعوّده على الخوف المبالغ فيه، فالطفل لو وقع بشكل عادي و غير مؤذي أثناء اللعب وبدا بالبكاء، الكثير من الأهل يركضون نحوه  خائفين، إلا أن الأطفال بفطرتهم سيقومون بعد البكاء قليلاً ويكملون اللعب والمشي بصورة إعتيادية من دون مساعدة أحد. 

من عمر السنتين وأكبر:

حين يصل الطفل لهذه المرحلة العمرية يبدأ بالتعبير بوضوح عن ذوقه في الطعام وتفضيلاته له، اختيارات ملابسه وألعابه، مشاعره تجاه الأشخاص والمواقف. 

نصائح لدعم استقلال الطفل:

  1. عدم إجبار الطفل بالغصب على تناول طعام معين لا يريده، والضغط عليه لأكل كميات معينة، لأن الطفل في داخله توجيه داخلي لما يريده ويحتاجه، وإجباره على رغباتنا نحن تؤدي إلى تجاهل توجيهه الداخلي المهم لكل مجالات الحياة.
     
  2. توفير مساحة للطفل وتفهّم مشاعره، لكي يجرّب ويُخطأ و يتعلم من خطئه، فلو أصرّ الطفل مثلاً على ارتداء ملابس خفيفة في البرد سيخرج ويشعر بالبرد بالتالي في المرة اللاحقة سيفهم فكرة أهمية ارتداء المعطف في الجو البارد شتاءً. 

  3. مع الأخذ بعين الإعتبار أهمية وضع خطوط حمراء عندما يتعلق الوضع بسلامته مثل استخدام السكين والقرب من الغاز مع التوضيح له. 

  4. نربي أولادنا بقلق أقل، ولا نضع توقعات مثالية لهم، فليس من الضرورة أن يكون طفلي أذكى وأفضل وأجمل طفل، لأن لكل طفل شخصية ومهارات، علينا كأهل فقط أن نعرفه ونضع أمامه الخيارات ومساعدته ليكون أفضل نسخة عن نفسه، ممكن أن لا يحب طفلي كرة القدم عندها لا أستطيع إجباره عليها لكن أشجعه لتنمية مهارة أو هواية أخرى يحبها. 

  5. لا نفرّق بالمعاملة بين الذكور والإناث، مع مراعاة الفروقات البيولوجية بين الإثنين، فيجب علينا دعم البنات لتجربة كل شيء مثل الذكور وبالمقابل تشجيع الطفل الذكر على التعبير عن مشاعره بدون خجل وأحكام خاطئة. 

نتائج الإستقلال في تربية أطفال:

الطفل الغير مستقل:

حين يكون |الطفل| صغير نأخذ نحن كأهل باهتمامنا الغير صحي حقه في الاستقلال إلا أنه  يكبر معتمداً بشكل كلي علينا و يصبح عبئاً على نفسه و حملاً ثقيلاً علينا وعندها بعدما شوّهنا توجيهه الداخلي نلومه على عدم معرفته وسلوكياته  مقارنة بأقرانه رغم أننا نحن من تسببنا ذلك. 

فقد نجد طفل في عمر ستة سنوات مازال ينتظر أهله لكي يطعمونه بأيديهم، ومراهق لا يعرف كيف يختار أصدقاءه، وفتاة تخاف من الخروج وحدها.. وكثير من الأمثلة كذلك. 

فرط الاستقلالية:

لابد أن نعلم أن كل شيء يكون جيد في الاعتدال، فإن فرط |الاستقلالية| ليس مُستحباً، ويعلّم الإنسان أنه من الضعف طلب المساعدة، ويجعله يرى نفسه قادراً على أي شيء وحده، وهذا غير صحيح و يسبب له الإحباط واليأس، لذلك من الضروري أن يكون نعلّم الطفل مفهوم التواضع وعدم ربط المساعدة بالقوة والضعف، لأننا جميعاً بحاجة لبعضنا البعض. 

في النهاية أطفالنا مرآة لأفعالنا، ونحن قدوتهم، لكن هم ليسوا امتداد لنا، هم أشخاص مستقلين لديهم حياتهم و طباعهم وشخصياتهم،ونظرتنا لهم كامتداد ستجعلنا نقسو عليهم وعلى أنفسنا ظلماً. 

تذكروا دائماً مقولة الشاعر |جبران خليل جبران|: (أولادكم ليسوا لكم، إنهم أبناء الحياة)

ودمتم بخير 🌹….

بقلمي: دنيا عبد الله 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.