مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/22/2022 11:55:00 م
قصة الأندلس منذ فتحها حتى قيام الدولة العباسية
 قصة الأندلس منذ فتحها حتى قيام الدولة العباسية 
تصميم الصورة ريم أبو فخر
استكمالاً للمقال السابق عن قصة الأندلس ...

قضايا مثيرة للجدل:

هناك ثلاثة قضايا تثير الجدل حول التواجد الإسلامي في |الأندلس|

 تتعلّق القضية الأولى بسبب دخول المسلمين إلى الأندلس

 وتتعلّق القضية الثانية بمصير القائدين الشهيرين طارق وموسى بعد استدعائهما من قبل الوليد بن عبد الملك

 أما القضية الثالثة فهي بخصوص طارق بن زياد وحقيقة أصله الأمازيغي.

سبب دخول المسلمين إلى الأندلس:

تقول المصادر الإسلامية اللاحقة بأن الملك "جوليان" كان من حكام القوت، وكان يحكم مدينتي سبتة وطنجة المغربيتين، وكان يريد الانتقام من ملك القوت "لوذريك" الذي اغتصب ابنته أثناء وجودها في قصره الملكي، بعد أن رفضت الزواج به

 فطلب الملك جوليان من |طارق بن زياد |أن يساعده في غزو الأندلس، ولكن هذه الرواية يرفضها معظم المؤرخين الغربيين و|المسلمين|.

اعتراض المؤرّخين على تلك الرواية:

يقول المعترضون على تلك الرواية بأنه من المعروف بأن المسلمين كانوا يرفعون راية الجهاد، ويؤمنون بواجبهم المقدّس في نشر الدين الإسلامي، ولذلك فهم ليسوا بحاجةٍ لحجّةٍ أو ذريعةٍ تبرّر لهم غزو الأندلس

 كما أن رواية الملك جوليان لم ترد في المصادر التاريخية المعاصرة لتلك الفترة

 كما يمتد الشك بحقيقة تلك الأحداث لتطال قصّة إحراق طارق بن زياد للسفن التي نقلته إلى الأندلس، وخطبته البليغة في تحفيز جنوده.

حقائق تاريخية أم إضافات؟

يميل معظم المختصين إلى فرضية أن رواية الملك جوليان ورواية حرق السفن والخطبة العصماء التي ألقاها طارق على جنوده، كلها إضافاتٌ موضوعةٌ لاحقاً في الكتب التاريخية الأحدث

 فهي لم تُذكر مطلقاً في أية مراجع معاصرة لتلك الأحداث، سواءٌ كانت اسلاميةً أم أوروبية.

أسباب الخلاف بين طارق وموسى:

تغيب التفاصيل حول حقيقة ما حدث لكلٍّ من طارق بن زياد وموسى بن نصير عن جميع المراجع التاريخية الغربية، ولكن المصادر الإسلامية تشير إلى وجود خلافٍ حادٍ بينهما، رغم أنها تختلف حول سبب ذلك الخلاف

 فهناك من يتحدث عن حقد موسى وغيرته من نجاح طارق، وهناك من يروي قصصاً عن مخالفة طارق لأوامر موسى

 وهناك من يذكر سبباً مختلفاً يعود إلى تقاسم الغنائم.

إلى أي مدى وصل ذلك الاختلاف؟

لم يقتصر الاختلاف في الروايات الإسلامية على سبب الخلاف بين موسى وطارق، بل تعدّاه إلى المدى الذي وصل إليه ذلك الخلاف فهناك من قال بأن موسى قد هدّد طارقاً بقتله أو سجنه، أو أنه شتمه ووبخه

ولكن ما تتفق عليه جميع الروايات، هو أن الوليد بن عبد الملك قد استدعاهما إليه بسبب توغلهما داخل| أوروبا| إلى حدٍ تجاوز ما أمرهما به.

 مصير موسى وطارق بعد عودتهما إلى دمشق:

توجه القائدان إلى| دمشق| في عام 714م، مع الكثير من الغنائم والأسرى والسبايا، وقبل أن يصلا دمشق، استلما رسالةً من ولي العهد سليمان بن عبد الملك، يطالبهما فيها بالتروي وعدم دخول دمشق حالياً حتى يصبح هو الخليفة لأن الوليد كان يُحتضر

 ولكنهما لم يمتثلا لأوامر ولي العهد، ودخلا دمشق فذهب مجد الفتوحات الإسلامية في الأندلس وغنائمها إلى الوليد بن عبد الملك الذي لم يعش طويلاً بعد ذلك، وانتقلت الخلافة إلى أخيه سليمان.


اقرأ المزيد ...

بقلم سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.