مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 11:08:00 ص

قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء العاشر -
قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء العاشر -
تصميم الصورة : ريم أبو فخر

استكمالاً لما ورد في الجزء السابق 

  المباراة التاريخية والحاسمة  

لم يكن محمد علي يتبع أسلوبه المعتاد في تفادي اللكمات والحركة السريعة، لأنه كان على يقين بأنه مع مرور الوقت خسر هذه الميزة، لكنه ابتكر أسلوب جديد يساعده على تلقي أكبر قدر من اللكمات من دون أن يتأثر بها تأثير حقيقي. 

 وكلما حاول جورج توجيه اللكمات لمحمد علي  كان يتراجع ويسند نفسه على الحبال ويمتص قوة اللكمات التي يوجهها خصمه  وكأنه كيس من |الرمال|  وكانت استراتيجية ذكية جداً لإنهاك جورج الكبير والذي كان لايملك لياقة عالية، فقد  اعتاد أن يهزم خصومه بضرباته القاضية في جولاته الأولى  دون أن يقف ويقاتل لفترات طويلة وعدة جولات. 

 أسلوب محمد علي أوقعه في فخ ذكي

 جعله يستنزف كل قواه بسرعة وبدون أي فائدة  بدون تأثير حقيقي على محمد علي  واستمر جورج بتوجيه لكماته بكل ما أوتي من قوة  ومحمد علي صامد في مكانه وكان يصرخ عليه ويستفزه وسط القتال ويقول له" هل هذا كل ما لديك يا جورج"، كان يستهزئ به حتى في اللحظة التي كان يوجه له لكماته بكل قوته. 

تخيل كمية الإحباط التي كان يشعر بها جورج في تلك اللحظة، كان أسلوبه يحطم المعنويات بالفعل  وكان محمد علي يتصرف بذكاء، فكلما شعر جورج بالتعب كان ينهال عليه بلكمات سريعة وقوية  وبمجرد أن يصبح جورج مستعد للرد يرجع محمد علي ويستند على الحبال. 

وبعد تتالي الجولات بدأ جورج يشعر بالتعب الشديد

 وكان محمد علي يستدرجه للفخ جولة بعد الأخرى  بدون أن يلاحظ ذلك حتى  وكان هدف محمد علي أن يبقى صامداً حتى يصل للجولة الأخيرة  لكنه صدم نفسه وصدم العالم عندما استطاع أن يسقط جورج الكبير في الجولة الثانية، ويفوز بالمباراة بعد أن أنهكه إنهاك تام. 

استطاع محمد علي أن يستعيد لقبه وأصبح بطل العالم للمرة الثانية، واستعاد مجده القديم في مباراة سجلها التاريخ، وبعد فوزه بهذا اللقب تمكن من الدفاع عنه وحمايته عدة مرات ضد خصوم أقوياء، وأحد هؤلاء الخصوم هو فريزر، والذي عاد لتصفية النتيجة بينهم، وكان هذه المرة الحاسمة واستطاع محمد علي أن ينهي القتال لصالحه. وهكذا تغلب على كل خصومه حتى الذين غلبوه سابقاً

وهذه كانت أبرز المحطات والملاكمين الذين مروا في حياة محمد علي كلاي. 

وبعد ذلك خسر لقبه لملاكم ثاني  ولكنه تمكن من استعادته للمرة الثالثة عند مواجهته له بعد سبعة شهور و هكذا أصبح محمد علي كلاي أول ملاكم في التاريخ يحصل على لقب |بطل العالم في الوزن الثقيل| ثلاث مرات، وكان هذا الإنجاز يعتبر حدث أسطوري لملاكم تجاوز الثلاثينات. 

وكان محمد علي على علم بأن وقت التقاعد قد حان بعد هذه المسيرة  وخصوصاً وهو في القمة  لكنه كان عنيد وظل يقاتل لفترة طويلة حتى اعتزل في عام ١٩٨١، وكان لديه الكثير من المشاكل في حياته على الصعيد العائلي والمادي والشخصي. 

وبعد انتهاء مسيرته في عالم الملاكمة

 استمر في القتال ولكن هذه المرة كان قتاله من نوع آخر  فقد كان يقاتل لأجل |السلام والعدالة الاجتماعية| فقد كان يحاول أن يساهم بشيء بسيط وساعده على ذلك شهرته، وكان يكفر عن بعض الأخطاء التي اقترفها في حياته بحق عائلته وبعض الأشخاص المقربين منه، وأصبح يركز على| أعمال الخير| و|الدعوة للإسلام |. 

 وللأسف كانت السنوات الأخيرة في حياته صعبة جداً فقد أصيب بمتلازمة بنكرسون، وهي عبارة عن تلف جزئي في |الدماغ| وعلى الأغلب كان سببها القتالات العنيفة التي خاضها خلال مسيرته في عالم الملاكمة، وهذه المتلازمة تسبب للشخص بطئ في الكلام والحركة والاستيعاب وتؤدي إلى النسيان، وكل ذلك لم يمنعه من أن يسخر آخر سنوات حياته للدعوة وأعمال الخير. 

تهاني الشويكي


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.