مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/15/2021 05:59:00 م

 ما هو التلسكوب؟ وكيف يعمل؟ وما هي أنواعه وآفاقه المستقبلية؟ - الجزء الأول



منذ أن نظرنا إلى السماء لأول مرّة، تملكّتنا الدهشة والرغبة بفهم ما نراه، فنسجنا حوله |الأساطير| و|الروايات|، ثم بدأ العلم يجيب عن تساؤلاتنا شيئاً فشيئاً، ومع اختراع التلسكوب، أصبح البعيد أقرب، وأصبح الغامض أكثر وضوحاً، وقد يعرف الكثير من الناس بعض الأشياء عن التلسكوب، وعن مخترعه |غاليليو غاليلي|، ولكن إلى أين وصلت إمكانيات التلسكوبات؟ وما هي أحدث أنواعها؟ وما هي الأسس والمبادئ التي تبنى عليها؟ فلنكتشف ذلك معاً.


ما هو التلسكوب؟

يمكن القول ببساطة، بأن التلسكوب هو إحدى الآلات البسيطة التي تقوم بجمع الأشعة الضوئية وتركيزها، ومهما كان نوع التلسكوب فلا بد أن يحتوي على شكلٍ ما من أشكال العدسات أو المرايا، وتختلف التلسكوبات بحجومها ونسبة تقريبها، ولكن الاختلاف الأهم بينها، هو نوع الأشعة التي تعمل عليها، فليست جميع التلسكوبات تعمل على طيف الضوء المرئي. 


نبذة تاريخية موجزة عن التلسكوبات:

قبل اختراع غاليلي للتلسكوب، كانت الوسيلة الوحيدة لرصد السماء ومكوناتها هي العين المجردة، ولكن، ومنذ بداية القرن السابع عشر، استطاع الانسان ولأول مرةٍ في تاريخه أن يرى الأجرام السماوية البعيدة بوضوحٍ أكثر، كما تمكّن من رؤيةٍ أجرامٍ لم يكن يراها من قبل، ومنذ اختراع التلسكوب فقد تطوّر كثيراً وتعدّدت أنواعه وأغراضه، فلم تعد الأشعة المرئية هي الحزمة الوحيدة المستخدمة في التلسكوبات، فهناك اليوم تلسكوباتٌ تعمل بالأشعة الراديوية أو بالأشعة تحت الحمراء أو غيرها.


استخدام التلسكوبات الفضائية:

بما أن الغلاف الجوي للأرض يحجب الكثير من الأشعة الكونية، فإن رصد الفضاء من الأرض ليس الرصد الأفضل، بل إن مراقبة السماء من الفضاء الخارجي تعطي صوراً أكثر وضوحاً وألوانا أكثر دقةً، ولهذا بدأ الإنسان بإطلاق التلسكوبات إلى الفضاء الخارجي، منذ منتصف القرن العشرين، واليوم أصبح لدينا تلسكوباتٌ بعيدةٌ جداً تسبح في الفضاء.


أنواع التلسكوبات:

يمكن تصنيف التلسكوبات بحسب العدسة التي تعتمد عليها إلى نوعين أساسيين: فهناك تلسكوباتٌ عاكسة، تستخدم مرآةً في مؤخرتها، تقوم بجمع الأشعة الضوئية وعكسها، وهناك تلسكوباتٌ كاسرة، تعتمد على وجود عدسةٍ في مقدمتها.


التلسكوبات العاكسة:

يعتمد هذا النوع من التلسكوبات على كون الأشعة الواصلة إليها متوازيةٌ تقريباً، بسبب بعد الأجسام المرصودة عنها بمسافاتٍ هائلة، فتقوم المرآة الموجودة في آخر التلسكوب بتركيز الأشعة الواردة إليها في نقطةٍ واحدة، فتكون تلك المرآة على شكل قطعٍ مكافئ، تتجمع الأشعة المنعكسة عنها في نقطةٍ تسمى المحرق.


التلسكوبات الكاسرة:

أما التلسكوبات الكاسرة فهي الأقدم والأبسط، ومنها كان |تلسكوب| غاليلي، وهي تعتمد على تجميع الأشعة الواردة إليها بواسطة عدسةٍ في مقدمة التلسكوب، وقد تستخدم أكثر من عدسةٍ واحدة، وهي تشبه كثيراً النواظير، وتمتاز عن التلسكوبات العاكسة بان صورتها أكثر ثباتاً ووضوحاً.


اقرأ المزيد...
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️ 🔭

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.