مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/26/2021 06:55:00 م

 الآباء المثاليون في العائلة

الآباء المثاليون في العائلة
 الآباء المثاليون في العائلة
تصميم الصورة: ريم أبو فخر

يبذل الآباء والأمهات قصارى جهدهم لتوفير أفضل حياة لأطفالهم لكن الحياة تتغير عما عاشوه هم في زمنهم، حياة أولادنا مختلفة بشكل كبير، وعليها يجب أن يأخذ دورنا في حياتهم شكل آخر مختلف عن المعتاد و متغير ليلبي احتياجات هذا الزمن. 


الصورة النمطية لدور الآباء والأمهات في العائلة :

|الصورة النمطية| الموجودة في العالم العربي للآباء متشابهة لحد ما، فلكل منهم دور محدد في الأسرة، حيث يعمل خارج المنزل ويؤمن قاعدة مادية آمنة لعائلته بشكل أساسي. 


من المعروف أن البرنامج اليومي للأب أن يقضي وقته في الخارج ليلبي الاحتياجات المادية. 

لكن مع تغير الحياة ووفقاً لدراسات ونتائج حديثة معاصرة  وجدنا أهمية أن يكون للأب أدوار أخرى يمارسها ويعيشها، ليعطي أفضل ما لديه لبناء الأسرة الذي هو عمود أساسي فيها، فالأسرة لا تستقيم بطرف واحد فقط ولا بأي ناحية، لا فكرياً ولا عاطفياً ولا نفسياً. 


أما الأم اعتادت أن تتكفل  بقضايا الأمومة كاملةً من تغذية وتنظيف وتعليم الطفل كل شيء من الصفر، بالإضافة لذلك حملت وزر تنشئة الأطفال نفسياً وعاطفياً لوحدها بالكامل.


لكن الآن بدأت تدخل لنا أفكار وثقافات مختلفة نعيشها في بيوتنا مع تقدم المجتمعات فكريأً، فأصبح الأب يخصص وقتاً أكبر للحضور مع أسرته في التربية والعناية والتوجيه المباشر، والأهم التعبير عن دعمه العاطفي وتشجيعه لأطفاله في حياتهم،كما أصبحت المرأة داعم قوي لزوجها بشتى الجوانب، فالحياة القديمة لم تعد تناسب النظام الاجتماعي الجديد الذي نواجهه في وقتنا الحالي. 

 

 أفضل الآباء في العالم :

في دراسة ما تقول أن أفضل الآباء في العالم وُجدوا في قبيلة بياكا في أفريقيا، حيث لاحظوا هناك أن سلوك الرجل مختلف تماماً عن دوره التقليدي الذي ألفناه. 


حيث يقضي رجال القبيلة وقتهم مع أطفالهم ويكون مسؤول بشكل أساسي عنهم في الأكل و|اللعب| و|التنظيف|، أما الأم فهي من تخرج للصيد لتأمين متطلبات الأسرة المادية. 


نتائج الدراسة في حقيقة تقسيم الأدوار في العائلة :

نلاحظ أن تبادل الأدوار شيء طبيعي فالرجل يستطيع أن يكون طرف في كل شيء داخل الأسرة و أن دور الأب يكون مثل دور الأم تماما ولا يقل عنها بأي شيء.

 

فإن اعتيادنا على إطلاق الحكم على الأم و وضعها في دور واحد فقط مبررين ذلك بفطرتها وغريزتها نحو الأمومة  أمر ليس دقيق تماماً، فحسب الدراسة الأب يستطيع أن يلعب الدورين ولديه هذه الفطرية في الحماية والعناية بالأطفال، إلا أنها بحاجة لتدريب نتيجة طمس هويته وتحديدها في عالمنا العربي خصوصاً و الغربي عموماً عبر التاريخ. 

حتى أن العالم الغربي حالياً بدأ بالتغيير وإدراك هذه الحقيقة عبر إشراك الرجل في كل نشاطات الأسرة ومنح العائلة فرصة لاختيار الشريك المناسب منهم للعناية بالطفل حديث الولادة. 


أهمية إشراك الأب في الجوانب المختلفة في الأسرة: 

١-فتح الفرصة لتبادل |المسؤوليات| بشكل يتناسب مع الكفاءات لكل من الوالدين.


٢- الرحمة والعدل في تنظيم المهام و الواجبات لكي لا تكون ثقيلة على طرف واحد دون الأخر. 


 ٣-خلق بيئة صحية وسوية لأطفال يحصدون الدعم العاطفي من الأب كما الأم ويشعرون أنهم محبوبين بلا شروط من الطرفين على سواء. 


٤- تقديم الأطفال لآبائهم التعبير العاطفي عن الحب بدون حواجز نفسية تخلقها الرهبة أو عدم الاعتياد، فهذا الحب يحتاجه كل إنسان في العالم، يخفف عنه تعبه ومسؤولياته. 


٥- إعطاء الأم فرصة للتعلّم وتطوير وإثبات الذات والعمل أو حتى الوقت الخاص لنفسها وحياتها الخاصة بشكل يضمن استمرار الاهتمام والتربية على أكمل وجه ضمن المنزل ويولّد شريكة سعيدة ومتفهمة ومهتمة بنفسها إلى جانب زوجها، شريك حياتها. 


في النهاية ننصح كل عائلة بالحوار ومناقشة كل الأفكار والمسؤوليات قبل إنجاب الأطفال وأخذ خصوصية كل أسرة من ظروف وشخصيات الأهل بعين الاعتبار مع التعاطي بمرونة مع الحياة، وكسر تقاليدها الاجتماعية إذا لزم الأمر في سبيل حياة أجمل وأنسب للشريكين وأطفالهما. 

راجين من الله لكم أسرة دافئة مليئة بالحب والدفء والحنان.😊😊🌼🌼😊😊

بقلمي دنيا عبد الله ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.