مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/13/2021 06:34:00 م

 كيف استفاد علم الآثار من التقنيات الحديثة؟ - الجزء الأول

كيف استفاد علم الآثار من التقنيات الحديثة؟ - الجزء الأول
 كيف استفاد علم الآثار من التقنيات الحديثة؟ - الجزء الأول
تصميم الصورة: رزان الحموي


لطالما كانت الآثار بوابةً تربطنا بعالم الذين سبقننا بآلاف السنين، ولطالما كانت الدليل الوحيد على وجودهم في غياب أي ذكرٍ لهم في كتب التاريخ، خاصةً تلك الحضارات التي نشأت واندثرت قبل اختراع الكتابة، ومع تطوّر العلوم والتكنولوجيا، أصبح من الممكن معرفة المزيد عن تلك الحضارات الغابرة، فكيف أمكن استثمار التقنيات الحديثة في علم الآثار؟


التنقيب بدون حفر:

في مجال |التنقيب عن الآثار|، قد يأخذ أحد أحدث الأجهزة شكل عربةٍ قديمةٍ تسير على عجلتين، إنه الجهاز الجيومغناطيسي، وهو مزودٌ بستة عشر مجسّاً لسبر أغوار الأرض وكشف ما يوجد تحت سطحها، ويستخدم هذا الجهاز للبحث عن |الآثار| دون الحاجة لحفر الأرض، ويتم وصله بالحاسوب الذي يترجم ما يلتقطه الجهاز إلى صورٍ رقمية، يمكن تحويلها إلى صور مرئية ثلاثية الأبعاد، ما يسمح بإعادة بناء الآثار المكتشفة.


كيف يعمل الجهاز الجيومغناطيسي؟

يعتمد هذا الجهاز على بث |حقلٍ مغناطيسي| نحو أعماق الأرض، فتنتشر |الأمواج المغناطيسية| في طبقات الأرض وتنعكس عن مكوناتها المختلفة بطرقٍ مختلفة، فعند وجود آثارٍ معينةٍ يستطيع الجهاز اكتشافها وتحديد أبعادها وعمقها بدقة، عن طريق المجسّات التي يمتلكها، ثم يقدم المعلومات التي يلتقطها إلى الحاسوب الذي يحللها ويترجمها.


هضبة تارا في إيرلندا:

تعتبر كنيسة دير سكرين في |أيرلندا| حديثة العهد مقارنةً بالشواهد الكثيرة المنتشرة في منطقتها، وهي قريبةٌ من هضبة تارا التي تعتبر مقراً لآثارٍ كثيرةٍ تعود إلى آلاف السنين، وتحتوي المنطقة على عددٍ من القبور الحجرية الضخمة، التي يعود بناؤها لعام 3000 قبل الميلاد، بواسطة أشخاصٍ لم يتركوا خلفهم إلا قبورهم، وقد أمكن إعادة بناء تلك القبور رقمياً، فتبين بأنها قد بنيت بالاعتماد على الكثير من المعلومات الفلكية.


استوديو الواقع الافتراضي:

يعمل مجموعةٌ من مصممي الألعاب في برلين مع أحد |علماء الآثار|، وقد أسفر تعاونهم عن إنتاج عرضٍ |ثلاثي الأبعاد| لمعبد إله الطقس في حلب السورية، الذي يعود بناء بعض أجزائه إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وقد أمكن من خلال برامج |المحاكاة الرقمية| جعل المكان يبدو واقعياً جداً، من خلال تداخل الأضواء والظلال، وحركة الشمس التي تبدو طبيعية، وتسمح تقنية الواقع الافتراضي بجعل المستخدم يشعر وكأنه داخل المعبد.


إعادة بناء ما تهدم:

في عام 2011 كان معبد إله الطقس لا يزال قائماً في قلب قلعة حلب، ولكنه لم يعد كذلك بعد الحرب الطاحنة التي تعرّض لها، والتي حوّلته إلى ركام، ولكن من حسن الحظ أن فريقاً من علماء الآثار الألمان كانوا قد قاموا بمسحه وتصويره بتقنية التصوير ثلاثية الأبعاد، وهذا ما سمح بإمكانية إعادة بنائه في |الواقع الافتراضي| لكي تبقى مشاهدته متاحةً أمام الأجيال القادمة، وما قد يسمح بإعادة ترميمه قدر الإمكان، وقد نبّه ما حدث لذلك المعبد علماء الآثار إلى ضرورة مسح وتصوير جميع المواقع الأثرية للحفاظ عليها في حال تعرضها للدمار لسببٍ ما.


اقرأ المزيد...


بقلمي سليمان أبو طافش ✍️


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.