مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/04/2021 04:26:00 م

 دور الصداقة في تطوير شخصية الطفل


دور الصداقة في تطوير شخصية الطفل
دور الصداقة في تطوير شخصية الطفل
تصميم الصورة: وفاء مؤذن


|الصداقة| من أجمل العلاقات، تنشأ بين شخصين أو أكثر، أساسها |التعاون| و|المحبة|، فهي مشتقة من كلمة صدق.

جميعنا يلاحظ أنّ |صديق الطفولة| يبقى معنا لفترات طويلة، ذلك لأنّنا نختاره بعفويّة، بدون مجاملة وبدون مصالح مشتركة.

لذلك يجب أن ننتبه للنمو الاجتماعي عند الطفل و|الصحة النفسيّة| بشكل عام لأنّها ستؤثر على تطوير شخصيته في المستقبل.


متى يبدأ إدراك الطفل للآخرين؟

في أول ثلاث سنوات في حياة الطفل، يكون الطفل مرتبط بأهله. ففي عمر السنتين يبدأ بالتعرف على الأقرباء عم، خال، .. 

ويبدأ الإدراك أنّ هناك أشخاص آخرين يهتمون به. وممكن أن يتعرف على طفل آخر من عمره، ويبدأ يشاركه ألعابه والتي هي أغلى ما يملك. وبالتالي يبدأ أن ينغرس فيه مفهوم التشارك والتعاون ويشعر بشيء مشترك بينه وبين صديقه.


في عمر الأربع سنوات، عندما يذهب الطفل روضة الأطفال،

 الأهل من خوفهم على الطفل يكررون ثلاث ثقافات خاطئة، يجب الانتباه لها لأنّها تأثر بشكل كبير على |شخصية الطفل|: 


1) في حال أحد الأطفال ضربك عليك ضربه أيضاً

بهذه الطريقة أغرس في طفلي أشياء سلبية أنا بغنى عنها.

يجب أن أمرر المعلومة التي أريد لطفلي عن طريق الحوار.

ماما لو أنّ أحد الأطفال ضربك، ماذا سيكون تصرفك؟

سيكون جواب الطفل، إمّا أضربه، أو أخبر المعلّمة، .. وبالتالي تستطيع أن تعرف تسلسل ردات فعل طفلك بدون أن تغرس فيه طابع عدائي.

لأن الطفل العدواني بالأساس لا يستطيع تكوين صداقات.


2) ماما، لا تسمح لأي طفل آخر أن يأخذ من أغراضك

لا تسمح لأي طفل الاقتراب منك، أو على صندوق الأكل خاصتك،..

طبعاً، هاد تصرف خاطئ من الأهل.

ما الخطأ لو طفل شارك زميله بساندويش، أو بقطعة كيك،..الخ. 

على العكس يجب أن نشجع الأهل أن يضعوا قطعة إضافيّة. حتى اغرس عند طفلي مفهوم التشارك، التعاون، المحبة، نتبادل أغراض.. كما ذكرنا سابقاً.

لأنّ الطفل يأخذ معلوماته من أهله. عندما يخبره الأهل بهذه التحذيرات، سينتج عنده خوف، ومن غير الممكن أبداً أن يقبل مشاركة أي شي مجدداً مع طفل آخر، وفي حال أحد الأطفال أخذ منه أحد أغراضه سيشعر وكأنه أخذ حق من حقوقه.


فبالإضافة للطفل العدواني، الطفل الذي لا يشارك، ولا يبادر، من الصعب أن يكوّن صداقات. لأنّ الصداقة عبارة عن مشاركة.


3) خوفنا الشديد على أطفالنا يزرع فيهم الخوف

لذلك يجب علينا كأهل أن ننتبه لتصرفاتنا ونحاول أن نقلل من هذا الخوف قدر الإمكان وخاصة بالسنوات الأولى لحياة الطفل حتى نساعده أن يتمكن من تكوين صداقات لاحقاً.


المثلث الهام في حياة الطفل:

دائماً ما نتكلم عن مثلث موجود بحياة الطفل، زواياه هي: المعلّم، الطفل، الأهل.

ومن المهم جداً، المحافظة على الترابط بينهم.


في حال لاحظت أي تصرف غريب عند طفلي، مثلاً عند سؤاله من هم أصدقائك؟

 لا يجاوب ولا يتحدث عن أي صاحب، في هذه الحالة،يجب  مراجعة المدرسة أو سؤال معلّمه، كيف يقضي ابني وقته في |المدرسة|؟

مع من يمضي وقته؟

 هل يتصرف بشكل صحيح في المواقف و|النشاطات الاجتماعيّة|؟

 هل يشارك بشكل أفضل في النشاطات الاجتماعية أم في النشاطات الفردية؟.

من خلال هذه التفاصيل، نتمكن من ربط الأمور معاً، وأتعرّف على نقاط القوة والضعف عند طفلي.

كأهل علينا أن نعالج نقاط الضعف عند الطفل، وإبراز نقاط القوة لأنّها تزيد من ثقته بنفسة ولها تأثير كبير على شخصيته.

وبالتالي أساعده على تكوين صداقات حوله في الغرفة الدراسيّة ومن نفس أقرانه.


على الأهل أن يتراجعوا عن التمسك بالطريقة التقليدية في التربية. والاهتمام بالنمو الاجتماعي للطفل.


بينت الدراسات أنّ الإنسان يحتاج 20%  من الذكاء العقلي حتى ينجح في المستقبل في الحياة العلميّة. بينما يحتاج 85% من الذكاء الاجتماعي لنجاحه في المستقبل في حياته العلميّة.


أطفالنا سيصبحون مراهقين ثم أشخاصاً بالغين وسيخرجون للحياة العملية، وجميعنا نريد لأطفالنا مستقبلا متميزاً ونريدهم أن يكونون مرتاحين نفسيّاً وقادرين على قيادة مستقبلهم لأنَّ الانطوائية أو العزلة من الممكن أن تجعلك تصل لجهة معينة، لكن بوقتٍ ما ستمنعك من التقدم بحياتك العلميّة.


بقلمي دنيا عبد الله ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.