مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/08/2021 07:49:00 م

 حقيقة النفس وإدراك خصائصها وصفاتها 

حقيقة النفس وإدراك خصائصها وصفاتها
حقيقة النفس وإدراك خصائصها وصفاتها 
تصميم الصورة وفاء المؤذن 


النفس ومراتبها

يقول الله  ﷻ : ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) 

الذي يريد أن يسلك منهج تزكية النفس عليه أن يدرك حقيقة |النفس| ويعرف أجزاءها ويدرك خصائصها وصفاتها وميولها ورغباتها وأمراضها من كبر وعجب ورياء وحسد.

ثم عليه أن يدرس نفسه ويقف على حقيقتها ومقدار اندفاعها نحو الأهواء والشهوات والمعاصي والآثام 

قال الله تعالى ( بل الإنسان على نفسه بصيره ) .

ثم يسعى إلى معالجتها وتطهيرها وتزكيتها فهناك مراتب وأحوال للنفس منها:

 ١- النفس الأمارة بالسوء: 

من ترك تزكية نفسه مالت به نحو الرغبات و|الشهوات| والأهواء المحرمة والأخلاق الفاسدة السيئة

وأصبحت نفسه أمارة بالسوء تأمر صاحبها بما تهواه من شهوات الغي واتباع الباطل فهي مأوى كل سوء 

لذلك يقول الله :( وماأبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلامارحم ربي

ويقول أحد العارفين :( النفس الأمارة بالسوء هي الداعية إلى المهالك المتبعه للهوى

فالنفس الأمارة قرينها وصاحبها| الشيطان| فهو يعدها ويقذف فيها الباطل ويأمرها بالسوء ويزينه لها.


٢- النفس اللّوامة: 

هي التي تلوم على مافات وتندم وتلوم صاحبها على الشر 

قال الإمام الجرجاني :( هي التي تنورت بنور القلب قدر ماتنبهت به عن سنة الغفلة

فالنفس اللّوامة تكبح جماح| النفس الأمارة| وتصرفها عن الشر .

قال الإمام ابن القيم:( النفس اللوامة هي التي لامت نفسها في طاعة الله واحتملت ملام الائمين في مرضاته)

 و|النفس اللّوامة |كثيرة التقلب والتلوّن فتذكر وتغفل وتقبل وتعرض وتحب وتبغض وتفرح وتحزن ثم تندم فتلوم نفسها فهي منبع الندامة .

٣- النفس المطمئنة: 

هي التي تنورت بنور الله وسكنت إليه واطمأنت بذكره وأنابت إليه واشتاقت إلى رضاه ورضيت بقضائه وتوكلت عليه وذاقت حلاوة |الإيمان| واستشعرت لذة المناجاة بين يدي الله فلم تعد تشغلها عن طاعة ربها| مغريات الحياة|، 

وهي التي استوعبت عظمة الله وقدرته وجميع صفاته فتبلور فيها الإيمان والثقة بالغيب 

لايستفزها خوف ولاحزن لأنها سكنت إلى الله واطمأنت بذكره وآنست بقربه تحس بالإستقرار النفسي والشعور الإيجابي بالسعادة

قال الله:( ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)

فهي نفس زكية ثابتة مع الحق لايعتريها صراع ولاقلق.


ومقامات النفس المطمئنة كثيرة ومنها : 

التوحيد والإحسان والبر والتقوى والصبر والتوكل والتوبة والإنابة والإقبال على الله وقصر الأمل والإستعداد للموت ومابعده .

فالواجب على كل مسلم أن يكون دائما مراقبا لنفسه وأحوالها وتقلباتها يسعى إلى كمالها بشتى الطرق.

وعندما يتلوا المسلم الذي يسعى إلى تزكية نفسه ومراقبتها قول الله: ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين).

يرى أن الله له بالمرصاد وأنه سيناقش في الحساب ويطالب بمثاقيل الذر والأعمال والأقوال والأفعال عندئذ يتحقق أنه لاينجيه من الأخطاء إلا لزوم الإنتباه لنفسه ومراقبتها ومحاسبتها

 فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خف يوم القيامة حسابه.

أعاذنا الله وإياكم من عقاب يوم عظيم ...

🕌 بقلم محمد عيسى جمعة

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.