مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/01/2021 07:13:00 م

 قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة - الجزء الثاني


قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة - الجزء الثاني
قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة - الجزء الثاني
تصميم الصورة : وفاء مؤذن

استكمالاً لما تكلمنا في مقال سابق حول قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة


 أهم الإعجازات الهندسية في الأهرامات:

تحتوي |أهرامات| الجيزة ودهشور مجموعةً من الإعجازات الهندسية جعلتها من أشهر أعاجيب الدنيا القديمة، وهي الأعجوبة الوحيدة التي لا زالت قائمة حتى الآن، وخاصةً |هرم خوفو| الأكبر والأشهر، ومن أهم ما يميزه ضخامته ودقة بنائه، فأضلاعه الأربعة متساويةً بالطول، ووجوهه الأربعة تواجه الجهات الجغرافية الأربعة بدقةٍ كبيرة، ومحور الهرم موازٍ لمحور دوران الأرض حول نفسها.

عدد حجارة الهرم الأكبر يصل إلى 2.5 مليون حجر، ومتوسط وزن الحجر الواحد 2.6 طن، ويزيد وزن بعضها عن عشرة أطنان، أما حجرة الملك فهي مصنوعةٌ من |الجرانيت|، الذي جُلب من أسوان على بعد مئات الكيلومترات، وسقف حجرة الملك مكونٌ من سبعة أحجارٍ فوق بعضها، ووزن الواحد منها يصل إلى سبعين طناً، وتقع غرفة الملك على ارتفاع 40 متر داخل الهرم، ويحتوي الهرم الأكبر على أربعة فتحاتٍ تشير إلى النجوم فسميت بالفتحات النجمية، ولا أحد يعرف حتى الآن كيف بُني الهرم الأكبر بهذه المقاسات وبهذه الدقة. وقبل بناء الهرم كان لابد من تسوية الأرض تحته وتعبيدها بالأرصفة الحجرية.


كسوة الأهرامات:

بعد بناء الأهرامات تمّت تغطيتها بطبقةٍ من الحجارة البيضاء المصقولة، التي جُلبت من محاجر طرّة على الضفة الشرقية لنهر النيل، ما جعل الأهرامات بيضاء ناصعةً تعكس أشّعة الشمس، ولكن معظم تلك الحجارة البيضاء قد سقطت مع الوقت بسبب عوامل التعرية المختلفة والكوارث الطبيعية، ولكن بعضها مازال موجوداً على قمة هرم خفرع وفي أماكن أخرى، وإن قطع الحجارة وصقلها وتركيبها مع بعضها بكل تلك الدقة والجمال يعتبر لغزاً آخر يضاف إلى سلسلة الألغاز المرتبطة بها. 

 

تجربة إعادة بناء الهرم:

في عام 1978 وصلت إلى مصر بعثةٌ يابانيةٌ تضم العديد من المهندسين و|علماء الآثار| والحفريات والبنائين وغيرهم، وكانت مهمتها محاولة إعادة بناء الهرم بطرقٍ بدائيةٍ لاكتشاف أسراره والطرق المتبعة في بنائه، وكان الارتفاع المخطط للهرم هو عشرون متراً، وقد بدأت البعثة عملها بتقطيع الحجارة في محاجر طرة، ولكن المسؤولين عن البعثة اكتشفوا بسرعةٍ بأن قطع الحجارة بالطرق اليدوية المعروفة أمرٌ في غاية الصعوبة ويحتاج الكثير من الوقت والجهد، ما دفعهم إلى تقليل ارتفاع الهرم إلى عشرة أمتارٍ فقط، ثم ألغوا فكرة استخدام القطع اليدوي للأحجار واستخدموا الآلات الحديثة، أما الخطوة التالية فكانت نقل الحجارة من المقالع إلى مكان البناء، ولكن البعثة فشلت في نقل الحجارة يدوياً بالاعتماد على العمّال والوسائل القديمة، فاضطرت ثانيةً إلى استخدام الآلات الحديثة مثل العربات والسكك الحديدية والسفن البخارية، ولبناء الهرم احتاج اليابانيون لاستخدام الروافع الحديثة، وفي قمة الهرم استخدموا طائرةً حوامة، والخلاصة أن اليابانيين فشلوا في محاكاة بناء هرمٍ صغير.


اقرأ المزيد..
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.