مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/24/2021 07:46:00 م

سجن الجمال والشباب الدائم هوساً سيطر على عقولنا

سجن الجمال والشباب الدائم هوساً سيطر على عقولنا

سجن الجمال والشباب الدائم هوساً سيطر على عقولنا
تصميم الصورة : وفاء المؤذن


!(وَكَمْ ذَا بِبَلدٍ مِنَ المُضْحِكَاتِ وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَا) 

 الجَمال أمر طبيعي وفطري وإنساني عندما يكون في حدود الطبيعة ,لكن عندما يحيدْ ويتحول لهوس ومبالغات يصبح  مشكلة 

المطلوب في الحياة هو الاعتدال في كل شيء. 

 لانفرط في الماديات ولا في المعنويات. 

حُسن المظهر والاهتمام بالشْكل مطلوب في الإسلام 

أتى إلى الرسول عليه الصلاة والسلام زائر  وكان الرجل شعثٌ قد تفرق شعره 

فقال الرسول( أما كان يجد هذا ما يُسكِنُ به شعرهُ). 

المطلوب الاعتدال لا إهمال ولا هوس. 

-المشكلة تتفاقم وتصل حد الهوس والوسواس 

مثلاً :

  عندما يفتح الإنسان  مجلة و يرى صور و يقارنها بزوجته ويطلب منها ان تقلد ما يراه!!! 

 أو عندما تربط المرأة نفسها ومكانتها وقيمتها بالمجتمع 

بالشكل الخارجي !!! 

قيمتٌك في المجتمع ومكانتك هي بعقلك، وتفكيرك لا بشكلك 

-هذه الحالة المرَضية بخصوص الشكل والجمال يتحمل  مسؤوليتها كل المجتمع . 


أحد أسباب هذا الهوس 

أولاً فكرة الإنسان عن نفسه وشكله خصوصاً. أسوأ من |نظرة الناس| له وهذا سبب عمليات التجميل 

هناك تجربة جميلة قام بها بعضٌ الباحثين 

أحضروا رسام وست فتيات وطٌلِب من الرسام رسمُ فتاة منهم وهو بالأصل لم يراها. 

 وسوف يعتمد  برسمِها على وصفها لنفسها ورسمها بناءً على كلامها. 

وأحضر الفتيات الذين معها وطلب منم وصفها فأصبح عندهُ صورتين. 

الفتاة وصفت نفسها بطريقة أسوأ من الطريقة التي يراها بها المجتمع. ونظرة| المجتمع| أجمل. 


-هناك قصة حقيقة لزوجين 

الزوج وسيم والزوجة جميلة لكن جاء الأولاد يميلون للقبح . فاعتقد الرجل أن زوجته خانته فقاضاها ... 

 ولِتبرأ نفسها اعترفت  بقيامها بعدة عمليات تجميل وقدمت دليل على ذلك صورة قديمة لها  قبل ذلك .فقاضاه مرة أخرى لأن هذا يسمى تدليس. 

- الله عز وجل له حكمة فقد فضل بعضكم على بعض 

في| الرزق| ،الجمال، | القوة |، الطول الخ... 

فالرِضا بما قسمه الله لك نعمَة تؤدي إلى السلام الداخلي. 

نظرة عامة على  عمليات التجميل أو التزييف 

حسب الاحصائيات: 

- زادت |عمليات التجميل| في آخر عشر سنوات سبعمئة في المئة. 

-في عام 2011   قام خمسة عشر مليون إنسان بعمليات تجميل. 

-يوجد حول العالم عشرين ألف طبيب مصرح لهم للقيام بعمليات تجميل لاحظ وليس عمليات قلب او سرطان 

-عام 2013   تم صرف أربعين بليون دولار على التجميل فقط. 

(ولله في خلقه شؤون) 

كل هذه المبالغ ممكن تعالج مشاكل أفريقيا كلها 

المياه والكهرباء والمجاعة والفقر والمرض للأسف على حالنا. 

يجب أن نعرف أصل عمليات التجميل 

لا يوجد شيء من دون سبب حيثُ أن فكرة التجميل بدأت بعد الحرب العالمية الأولى والثانية. 

-عاد آلاف وآلاف من الجنود بإصابات خطيرة أدت إلى التشوه وهنا بدأت العمليات كتصحيح للتشوه وليس بهدف التجميل 

لأن هذه الحالات أصبحت قضية أساسية  فقد خرجت الإصابات عن المألوف والطبيعي . 

-أما في وقتنا الحالي تحولت من تصحيح لتقليد أشكال الغير 

 للأسف هذا تشوه فكري وليس تشوه بالشكل. 

والأكثر غرابة أن بعض| البنوك| وحتى في البلدان العربية لديها قروض خاصة لعمليات التجميل؟ 

ليس قروض لحل مشكلة الفقر أو المرض بل للتجميل 

والأغرب هو الإعلان الذي يحتوي على مفهوم خاطئ وبطريقة غير هادفة ابداً 

مضمون الاعلان شباب دائم!!!! ما هو سري؟

والسر هو عمليات التجميل.. 

- لقد تم زرع هذا الفكر في |عقول الأجيال |وهو عدم التقبل لمرور العمر ورفض فكرة المراحل العمرية 

الشباب،والكهولة،والهرم بالرغم أنها سُنة كونية. 

قال الله تعالى(وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ) 


-ليس هُناك أجمل من أن يعيش الإنسان عمره 

ابن العشرين على أنه في العشرين والستين على أنه في الستين. 

-هناك تعبير عامي سلبي يطلق على من هو كبير بالعمر ويتصرف كأنه شاب صغير (مُتصابي) 

-هناك فرق بين أن تهتم بجسدك ليكون بصحة جيدة وتحافظ على قوتك .وبالطبع هذا الأمر تُثاب عليه. 

 الرسول عليه الصلاة والسلام كان بحوزته دائماً المكحلة والمشط و|المسك| والمسواك في حله وترحاله... 

هذا دليل على الاهتمام بحُسن مظهره. 

- للأسف هناك فكرة سيئة تُشاع عن الإسلام ممن يُريد تشويه صورته. كلما أهملت نفسك فأنت زاهد ومتدين وقريب من الله  وكلما كنت متدين ازددت سوءً 

 هذا غير كله غير موجود بالعكس نهتم  بتحسين المظهر في حدود عدم تغيير الخلِقة. 

علينا السعي دائماً لنكون في أجمل صورة داخلياً وخارجياً 

قال الله تعالى(  لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِىٓ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍۢ) 

وأخيراً

فلنَحمُد الله تعالى على تَمامِ الخِلقة . 

بقلمي تهاني الشويكي

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.