مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/17/2021 10:09:00 م

رحلة العلم منذ العصر الحجري _ الجزء الرابع

رحلة العلم منذ العصر الحجري _ الجزء الرابع
رحلة العلم منذ العصر الحجري _ الجزء الرابع


استكمالاً لما تكلمنا عنه سابقاً حول رحلة العلم منذ العصر الحجري ....


ثورة العلوم والحضارة الأوروبية:

 الثورة الثانية للعلوم:

بدأ ما يُعرف بعصر |النهضة الأوروبية| في القرن الخامس عشر بعد فترةٍ وجيزةٍ من انهيار الحضارة الإسلامية، فانتشرت حركات التَّرْجَمَةً من اللغتين اليونانية والعربية، فانتقل |التراث العلمي| للإغريق والمسلمين إلى الأوروبيين الذين عكفوا على دراسته وتطويره فأنتجوا للبشرية مجموعةً كبيرةً من النظريات والاكتشافات والاختراعات العلمية التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم.


علماء بداية الثورة:

جاءت بدايات الثورة العلمية في أوروبا على يد مجموعة من علماء الطبيعة مثل |كوبرنيكوس| الذي اكتشف مركزية الشمس لنظامنا الشمسي بالمنطق والتحليل، والتي أثبتها |جاليليو| بالرصد باستخدام التلسكوب الذي اخترعه بنفسه، كذلك تطوّرت نظرة الإنسان لعالمه بفضل مجموعةٍ من الفلاسفة والعلماء مثل رينيه ديكارت، وازدهرت الآداب والفنون وخاصةً الرسم على يدي ليوناردو دافنشي الذي لم يكن رسّاماً فقط بل كان رياضياً ومهندساً له الكثير من المخططات التفصيلية للكثير من الآلات التي أصبحت حقيقةً فيما بعد مثل الطائرة.

ولكن رغم كل ما قدمته |النهضة الأوروبية| في مختلف المجالات العلمية والفكرية والاجتماعية خاصةً بعد الثورة الفرنسية التي فتحت أبواباً واسعة للإنسان بعد تحرّره من الكثير من القيود التي أثقلت كاهله وأدمت تاريخه فإن أهم إنجازٍ للبشرية في تلك المرحلة هو إنتاج المنهج العلمي بحد ذاته، وخاصةً المنهج العلمي التجريبي على يد |فرانسيس بيكون|، فلأول مرةٍ في التاريخ أصبح للعلم قواعد ومبادئ واضحةً ترسم طريقه دون أن تقيده. ويقوم هذا المنهج ببساطة على خطواتٍ محددةٍ تبدأ بالملاحظة ثم بناء الفرضيات التي تليها التجارِب والاختبارات للتحقق من صحة الفرضيات واكتشاف ثغراتها وانتهاءً بالوصول إلى الحقائق والاستنتاجات والنظريات العلمية.


الاكتشافات الجغرافية:

كذلك لا يجب أن ننسى بأن النهضة الأوروبية تزامنت مع عصر الاكتشافات الجغرافية فتم اكتشاف استراليا والأمريكيتين وأمكن الدوران حول الكرة الأرضية ورُبط مشرق الأرض بمغربها عبر الكثير من الطرق التجاريةٍ البرية والبحرية ما ساهم بتأمين الكثير من المواد الخام والثروات الضرورية لدعم العلم، فبدأت الحدود بين الدول تضمحل وبدأت المسافات بين القارات تتناقص، ولكن ذلك التطوّر الكبير في أوروبا انعكس سلباً على الكثير من دول العالم التي سقطت تحت الاحتلال الأوروبي، ولكن ذلك جانبٌ آخر من تاريخ البشرية لسنا في صدده الآن.

مهّدت النهضة الأوروبية وما تم إنجازه منذ نشأتها إلى تطوير الكثير من المعارف وظهور الكثير من النظريات الجديدة وخاصةً ما يتعلق بالحركة والجاذبية، فكان اسحق نيوتن ولا يزال أشهر عالمٍ في تاريخ البشرية بسبب نظرياته وقوانينه الكثيرة في مجالات الحركة والجاذبية، وتلك القوانين هي ما سمح بإنتاج الكثير من الاختراعات فيما بعد خاصةً في عالم الآلات المتحركة ووسائل النقل.

بعد أن أدرك الإنسان الأوروبي قيمة العلم وأهميته أصبح انتشار العلوم والمعارف سريعاً جداً وسرعان ما اشتعلت الثورات العلمية والأدبية والنقاشات الشعرية والفلسفية فظهرت الكثير من المذاهب العلمية والفلسفية وانتشرت الكتب والمجلّات والصّحف العلمية التي أنارت عقول الأوروبيين على اختلاف دياناتهم وانتماءاتهم فدخل الأوروبيون بذلك عصراً جديداً يُعرف بعصر التنوير.

اقرأ المزيد....

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.