مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/17/2021 08:27:00 م

 أسباب الاكتئاب وعوامله وأعراضه - الجزء الثاني 

أسباب الاكتئاب وعوامله وأعراضه - الجزء الثاني
 أسباب الاكتئاب وعوامله وأعراضه - الجزء الثاني 

استكمالاً لما تكلمنا عنه سابقا حول أسباب الاكتئاب وعوامله وأعراضه ....

أسباب الاكتئاب وكيفية التعامل معه

ما هي أسباب الاكتئاب؟

توجد عدة نظريات تحاول فهم الاكتئاب وشرح أسبابه، ومن أهم تلك النظريات:


1)|الناقلات العصبية| أحادية الأمين: 

توجد في أجسامنا مجموعةٌ من المواد الكيميائية المسؤولة عن ارتباط الخلايا العصبية ببعضها البعض، وقد تبين بأن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يمتلكون في أجسامهم كمياتٍ أقل من تلك المواد من الأشخاص العاديين، وذلك يؤثر على الدماغ ويمنعه من أداء وظائفه بالشكل الطبيعي، فينعكس ذلك على شكل اكتئاب، وإن الأدوية الموصوفة لعلاج الاكتئاب تحتوي على مواد كيميائيةٍ تساعد الجسم على تعويض تلك المواد، ولكن العلاج بهذه الأدوية بطيءٌ جداً وطويل الأمد.


2)|القشرة الحزامية|: 

يوجد جزءٌ في مقدمة الدماغ له عدة وظائف، منها تنظيم دقات القلب، واتخاذ القرارات، فلو تعرّض هذا الجزء لخللٍ ما، فإن الدماغ سيعجز عن اتخاذ القرارات غالباً، وإذا اتخذ أي قرارٍ، فإنه لن يشعر بأهمية ذلك القرار وقيمته، فيمكن اعتبار الخلل الحاصل في ذلك الجزء من الدماغ سبباً للاكتئاب.


3)|ليونة المخ|: 

عادةً ما ينشغل الدماغ بالتركيز على الأمور السلبية عند المصابين بالاكتئاب، وإذا نتج الاكتئاب عن المرور بظروفٍ صعبةٍ أو تجربةٍ قاسية، فإن الدماغ سيحاول جاهداً تجاوز ذلك والاستمرار، ولكن إذا فشل في تجاوز الأمر فإنه سيعمد إلى تجاهل بعض الروابط العصبية وإنشاء روابط جديدة محاولاً تجاهل ما حدث.

 

كيف يمكن التعامل مع الاكتئاب؟

رغم وجود عدة نظرياتٍ لتفسير الاكتئاب وعلاجه، فإنه لا توجد حتى الآن نظريةٌ مؤكدةٌ يمكن القبول بها بشكلٍ كامل، وعلى الغالب فإن جميع تلك النظريات صحيحةٌ إلى حدٍ ما، فربما لا يوجد سببٌ محددٌ للاكتئاب، بل توجد عدة أسباب إذا تواجدت مع بعضها فإنها ستؤدي إلى الاكتئاب، ولذلك فلم يتوصل العلم إلى دواءٍ مؤكدٍ لمعالجة الاكتئاب، ولكن من الواضح أن للاكتئاب أسبابٌ عضويةٌ وأسبابٌ سلوكيةٌ وأسبابٌ نفسية، وللتغلب على الاكتئاب يجب معالجة جميع الأسباب مع بعضها البعض، ومن الإجراءات العلاجية التي يُنصح بها ما يلي:

1) يمكن وضع برنامج عمل يومي يختلف عن العادة.

2) ممارسة الرياضة ومن الأفضل أن تكون رياضةً جديدة.

3) اتباع نظامٍ غذائيٍ سليمٍ ومتكاملٍ وغني بالأغذية التي تحفّز الجسم على إفراز هرمونات السعادة مثل الشوكولا.

4) من الضروري جداً عدم ترك المريض وشأنه بل زيادة الاهتمام به ومحاولة إخراجه من عزلته.

5) على المريض ألا يتردد في طلب المساعدة من الأصدقاء والمقربين لأن ذلك مفيدٌ جداً للخروج من حالة الاكتئاب.


الاكتئاب والمجتمع:

من المؤسف أن نظرة المجتمع للمصاب بالاكتئاب هي نظرةٌ غير واقعية، فغالباً ما نجد المجتمع يتجاهل المكتئبين وكأنهم عبءٌ عليه، وهذا يدفع المكتئب إلى العزلة والخجل وبالتالي تزداد لديه حدة الاكتئاب. كذلك نجد الكثير من الجهل بحقيقة الاكتئاب وخطورته، فالبعض يعتقد بأن الاكتئاب حالةٌ عابرةٌ لن تطول، والبعض يرى المكتئب كشخصٍ مدللٍ يرغب بالمزيد من الاهتمام فقط، بينما يرى الكثيرون بأن الاكتئاب حالةٌ فلسفيةٌ لا تستحق الاهتمام، ولكن الحقيقة أن الإحصاءات تقول بأن 50% من حالات الانتحار نتجت عن حالات الاكتئاب الحاد، فعندما يعجز الدماغ عن إخراج المكتئب من حالته، فإنه يقرّر بأن الموت هو أفضل طريقةٍ للهروب من الجحيم الذي يراه في حالة الاكتئاب الحاد.


إذا كنت من محبي الحياة ومشجعي الفرح  فشارك المقال مع أصدقائك.   


بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.