مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/12/2021 05:15:00 م

 هل سمعت بنظرية اللعبة؟ الجزء الثاني


تتمة لما تحدثنا عنه سابقاً حول نظرية اللعبة 

 كان معتقداً بأن الإنسان يبحث دائماً و أولاً عن منفعته الشخصية بأقصى حد ممكن وعلى هذا الأساس كانت تبنى معظم النظريات الاقتصادية وحتى الاجتماعية و الفلسفية، ولكن نظرية اللعبة تقول بأن الإنسان و المؤسسات سيكونون عقلانيين جداً في قراراتهم وطلباتهم.

|نظرية اللعبة|

من أشهر المتأثرين بنظرية اللعبة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق |هنري كسنجر| الذي كان مهتماً جداً بها ومتابعاً لكل تفاصيلها وتطوراتها حتى أنه استفاد منها وطبقها ضمن |سياسة| بلاده في سباق التسلح مع الاتحاد السوفيتي آنذاك فلقد فهم بأن زيادة  التسلح ستدفع |السوفييت| إلى زيادة التسلح أيضاً، وأي تغيير في مواضع الأسلحة سيعتبر استفزازاً وتهديداً للطرف الآخر وقد يقوم برد فعلٍ غير متوقع على أي إجراء. ولقد أكدت نظرية اللعبة آنذاك على أن أي حرب ستكون مدمرةً لكلا الطرفين فكان على كل طرف أن يمتلك من القوة ما يكفي لردع الطرف الآخر عن القيام بأية مغامرة.


تطوير نظرية اللعبة

عالم الرياضيات المعروف جون ناش طور نظرية اللعبة ونقلها إلى مفهومٍ جديد، فلقد قال بأن المنفعة يمكن بل يجب أن تكون متبادلة، ويجب أن تقوم عمليات التفاوض بهدف تحقيق أفضل النتائج لكلا الطرفين، فليس من المفروض أن يكون هناك رابح وخاسر بل يجب أن يكون الطرفان رابحين. ولذلك يجب أن نضع في حساباتنا أن تفكير الناس ليس بسيطاً وليس نفعياً فقط بل إن البشر يرغبون في الاستفادة والإفادة أيضاً وقد حصل جون ناش على جائزة نوبل في الاقتصاد بسبب إنجازاته الهامة في نظرية اللعبة، والجدير بالذكر هنا بأن هناك فيلم سينمائي عنه. 


توازن ناش:

ولعل أفضل ما قدمه جون ناش في نظريته هو ما يسمى بتوازن ناش وهذا التوازن يمثل الخِيار الأفضل لجميع الفرقاء في تفاوضٍ ما لأنه يحقق أعلى ربح ممكن للجميع وهذا التوازن يجب أن يتحقق بدون تبادل الآراء بين الفرقاء بل يجب أن يتوصلوا له بالتفكير المنطقي السليم، 


فمثلاً: 

لو عرضنا على شخصين أن يطلب كلٌ منهما مبلغاً مالياً لا يتجاوز المئة، وقلنا لهما بأن الشخص الذي سيطلب المبلغ الأقل سيحصل على طلبه بينما يحصل الشخص الآخر على ما تبقى من المئة، وفي حال طلب الشخصان نفس المبلغ فسيحصل كلٌ منهما على خمسين.ولكن بشرط أن يكون مجموع المبلغين المطلوبين أكثر من مئة.


لو أن الشخص الأول طلب سبعين مثلاً وطلب الثاني ستين

 فإن مجموع الرقمين أكبر من مئة وعندها سيحصل الشخص الثاني على ستين ولكن الشخص الأول سيحصل على أربعين فقط، بمعنى أن طالب المبلغ الأعلى قد يحصل على المبلغ الأدنى، ولكن لو كان كلا المبلغين المطلوبين قليلاً فلن يصل المجموع إلى المئة ولن يحصل أحدٌ على شيء ولذلك فإن الخِيار الأمثل هو أن يطلب كلاً منهما مبلغ واحد وخمسين فقط، لأن من يطلب واحد وخمسين سيحصل على خمسين كأقل مبلغ ممكن مهما كان المبلغ الذي طلبه الآخر، وهذه النتيجة يمكن أن يصل إليها كلا الشخصين دون أن يتواصلا مع بعضهما.


خلاصة القول بأن تحقيق الربح الأكبر يمكن أن يكون بالبحث عن العدالة وليس بالطمع والبحث عن الأكثر.   

  بقلمي سليمان أبو طافش  ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.