مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/12/2021 05:13:00 م

 هل سمعت بنظرية اللعبة؟ الجزء الأول


هل سمعت بنظرية اللعبة؟ الجزء الأول
هل سمعت بنظرية اللعبة؟ الجزء الأول



في حياتنا اليومية نسمع كثيراً أن شخصاً ما قد لعب لعبةً ما على شخصٍ آخر أو أنه يتلاعب بمعطياتٍ معينةٍ للحصول على النتائج التي يصبو إليها، ولقد تطور هذا المصطلح كثيراً حتى أصبح نظريةً علميةً لها قواعدها وإثباتاتها مثلما لها تطبيقاتها.


تعريف النظرية:

تهتم نظرية اللعبة بدراسة الحالة التي يبدأ فيها شخصان أو جهتان بمحاولة الاستفادة من بعضهما البعض، وهذه النظرية لا تُعنى بدراسة الأشخاص فقط بل أصبحت رائجةً على مستوى المؤسسات والمنظمات وحتى الدول والتحالفات، ولذلك فقد أصبح لها الكثير من التطبيقات |الجيوسياسية| وقد ظهر ذلك أكثر ما ظهر في مدّة |الحرب الباردة| بين |الاتحاد السوفيتي| السابق و|الولايات المتحدة الأمريكية|، كذلك ظهر لها الكثير من التطبيقات في مختلف |المجالات الاقتصادية| بالإضافة إلى تطبيقاتها في الحياة العادية من قبل عامة الناس وغالباً دون أن يدركوا بأنهم يطبقون نظريةَ علمية.


متى بدأت؟

بدأت نظرية اللعبة منذ أزمنة بعيدة جداً، ولكنها بدأت تتبلور كنظرية لها أسسها العلمية في أربعينيات القرن العشرين على يدي العالم جون فون نيومان وكان هدفه منها المجال الاقتصادي فقط فقد قال ما معناه: ماذا يحدث لو بدأ شخصان بالتعامل التجاري مع بعضهما ضمن ظروفٍ متغيرة لا تخضع لقواعد ثابتة وواضحة، كأن يحاول شخصٌ ما شراء سلعةٍ سعرها غير معروف ويقبل التفاوض ( كسيارةٍ مستعملةٍ مثلاً )، فيبحث عن السلعة المطلوبة وعندما يجدها ويتيقن من أنها تلبي حاجته فإنه يسأل صاحبها عن سعرها، وبعد أن يعرف السعر المطلوب فإنه سيعرض سعراً أقل- حتى لو رأى سعرها قليلاً أو مناسباً- وهنا تبدأ اللعبة فما هو المبلغ الذي سيعرضه ويقبله البائع؟ 


المثال الأول:

لو طلب البائع مبلغ خمس آلاف دولار فعلى الشاري أن يفكر جيداً بالمبلغ الذي سيعرضه فلو عرض أربع آلاف لظن البائع بأنه لا ينوي الشراء ولانصرف عنه، ولو عرض أربع آلاف وثمانمئة فربما يكون هذا السعر أكثر مما توقعه البائع ما يجعله يطمع فيه ويطلب المزيد.


المثال الثاني:

قد يهم معظم الشبان الذين يتقدون لمقابلة عملٍ ما، فإن من ضمن الأسئلة التي سيجاوب عليها هو مقدار الراتب المطلوب، أو قد يعرضون عليه راتباً ويطلبون رأيه فيه، وفي الحالتين عليه توخي الحذر فلو طلب راتباً منخفضاً لشكّوا في مؤهلاته وقدراته وربما رفضوا توظيفه، ولو طلب راتباً عالياً لرفضوا طلبه وتوظيفه، أو لو رضي هو بما يعرضون عليه فربما يعطونه أقل مما يستحق، وهنا تبدأ اللعبة مرةً أخرى، فما هو الراتب المعقول الذي سيطلبه و يوافقون عليه لأنه بحاجةٍ فعلاً لهذه الوظيفة؟


الخلاصة هنا بأن هناك تأثيراً متبادلاً خفياً بين الطرفين، وهناك مفاوضاتٌ غير علنيةٍ بينهما.

إقرأ المزيد ...

بقلمي سليمان أبو طافش  ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.