مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/17/2021 05:01:00 م

علم الفلك في الحضارة الإسلامية
علم الفلك في الحضارة الإسلامية


 مفهوم الكون عند المسلمين:

نجد بين علماء المسلمين بعض من خاضوا في فهم الكون ووضعوا نظرياتٍ حقيقيةً حوله فنجد مثلاً:

1)  ابن سينا: الملقب بالشيخ الرئيس

 و هو من أعظم الشخصيات الفكرية و العلمية في تاريخ |الحضارة الإسلامية |

وقد عرف بالمعلم الثالث بعد| أرسطو|و| الفارابي |

ومن أهم كتبه التي خاضت في موضوع| الكون| كتاب "المجموع" و كتاب "الحاصل و المحصول" و " قيام الأرض في وسط السماء" و "الأرصاد الكلية" و كتاب "الشفاء" الذي يعتبر| موسوعةً فلسفيةً| كبرى في أربعة أقسام رئيسية

 هي| المنطق |و| الرياضيات| و| الطبيعيات |و| الإلاهيات|

  •  ويحوي قسم الطبيعيات على الأبواب التالية:

  • السماع الطبيعي
  • السماء و العالم 
  • الكون و الفساد
  • الأفعال و الإنفعالات
  •  المعادن و الآثار العلوية
  •  النفس
  •  النبات
  •  الحيوان

وقد وضّح الشيخ الرئيس مفهومه للكون فقسّم عملية الخلق إلى أربعة أنواع

  1.  ففرّق بين الإحداث ويعني إحداث الكائنات من العدم، 
  2. وبين الإبداع وهو إيجادٌ بدون وساطة
  3.  وبين الخلق وهو الإيجاد  بواسطة الكائنات المجسمة 
  4. وبين التكوين وهو الإيجاد بواسطة الكائنات القابلة للفساد و الزوال. 

ويعتبر هذا التصور شبيهاً للفلسفة |الإغريقية| ولكنه اعتبر الكرات المحيطة بالأرض تسعة بدل الثمانية "الكواكب السبعة المعروفة وقتها، وكرة النجوم، 

وأضاف كرة تاسعة تفصل الكون عن عالم الإلاهيات.

2) البيروني: 

لم ينل| البيروني |إهتماماً كبيراً من قبل المترجمين الأوروبيين في| عصر النهضة| رغم أنه ألف أكثر من مئة وخمسين كتاباً ورسالة

 ومن أهم كتبه "القانون المسعودي في الهيئة و النجوم" الذي كافأه عليه| السلطان الغزنوي| بثلاثة جمالٍ محمّلةٍ بالفضة

 فردها البيروني قائلاً: "إنما أخدم العلم للعلم لا للمال". 

وهو في نظرته للكون لم يكن يشكّ مطلقاً في خلق| الكون |من العدم على خلاف |ابن سينا| و|ابن رشد|

 وكان يرفض فكرة |الإغريق |بأن الكون والزمن أزليان، ولكنه اعتبر معرفة بداية الخلق من| علم الغيب|

 كما قال بأن| الزمن| عند البشر يختلف عن الزمن عند الله. أما نظرته للكون فلم تختلف كثيراً عن نظرة الإغريق و ابن سينا.

3) ابن رشد : أبو الوليد محمد بن أحمد:

 من أعظم |فلاسفة المسلمين |وأكثرهم تأثراً بأرسطو ولقّب بالشارح لما قام به من شرحٍ لمعظم كتبه 

ومن أهم مؤلفاته في علم الفلك كتاب "السماء" وكتاب "الكون والفساد"  وكتاب "الطبيعيات" و تفسير "ما بعد الطبيعة" لأرسطو

 ولكنه رغم قوة منطقه فقد بقي متعلقاً بآراء |أرسطو |من حيث أزلية الكون و تجدد الخلق.

4) ابن عربي، أبو بكر محمد بن علي:

 يعتبر أكبر قائد روحي للمدرسة| الصوفية |وقد وضع ما يزيد على 251 مؤلفاً من أهمها في مجال نظرته إلى الكون كتاب "الفتوحات المكّية" و كتاب "الحكمة الإلهية" و كتاب "فصوص الحكم" الذي أعطى لابن عربي شهرته 

وفيه يعرض تصوراته حول الوجود على شكل إلهامات يُرجعها دوماً إلى تعاليم| الأنبياء|

 وتقوم فكرته حول الكون على مفهوم وحدة الوجود الذي بنى عليه تصوره الكامل على أن الحقيقة الوجودية واحدة في أصلها فهو يقول :" فسبحان من أظهر الأشياء وهو عينها"، 

كما يقول:" فما نظرت عيني إلى غير وجهه ولا سمعت أذني خلاف كلامه"، 

و يوضح أن ثنائية الحق و الخلق هي من أثر العقل و الحس و النظر وهي بالتالي ثنائية موهومة زائفة لأن العقل غير قادرٍ على إدراك الوحدة الشاملة وليس في وسعه إلا الرؤية المتعددة 

ولكنه يلح على عدم اعتبار وحدة الوجود وحدةً ماديةً تضيع معها فكرة الألوهية بل على العكس فإن الوجود الحقيقي هو وجود الله وحده 

ووجود الخلق بالنسبة له كوجود الظل بالنسبة لصاحب |الظل |

فالخلق طيفٌ زائلٌ و الوجود الحقيقي هو وجود |الخالق|،

 ويعتبر| ابن العربي| بأن الكون هو مجرد خيال عند النظر إليه في ذاته ويصبح حقيقةً عند النظر إليه كمظهرٍ من مظاهر تجلي الحق بأسمى صفاته الإلهية.

إقرأ المزيد ...


🔭بقلمي سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.