مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/20/2021 12:50:00 م

 نصائح " سينيكا" لتهدئة العقل الجزء الأول



نصائح " سينيكا" لتهدئة العقل الجزء الأول
نصائح " سينيكا" لتهدئة العقل الجزء الأول


" ليس الثراء و السمو، هما اللذان يعطيانك السعادة. بل إن ما يمنحك السعادة هو السكينة و الانشغال"

 توماس جيفيرسون


سينيكا

الفلسيوف الأصغر عمراً صاحب المكانة العالية في الإمبراطورية الرومانية. إنه أحد المساهمين في الفلسفة الرّواقية القديمة.

كان لسينيكا صديق بالمراسلة يدعى سيرنيوس، كانوا يتبادلون الرسائل حول طريقة تحرير العقل من القلق و الكآبة من خلال التعرف على طرائق الفلسفة الرواقية.


لقد كانت رسائل |سينيكا| تحمل عبارات و كلمات عميقة تهدف إلى تقليل الاهتمام بالعالم المحيط، و تركيز على الأمور التي تدعونا إلى تحقيق السكينة الداخلية.


و بعد قراءة هذه الكلمات و لعبارات الموجودة في رسائل سينيكا، قد تم تلخص عدد من الأمور الجيدة التي تساعد على تهدئة العقل و شعور بالسكينة. 


نصائح سينيكا لتهدئة العقل

في يوم من الأيام كتب سيرنيوس رسالة يتحدث بها عن الاضربات العقلية التي يواجها في حياته. حيث طلب من خلال هذه الرسالة الشهيرة نصيحة سينيكا للتخلص من هذه الاضطرابات. و بالفعل قام الفيلسوف الشهير سينيكا بالرد من خلال عدد من النصائح المذهلة التي يمكن لسيرنيوس اتباعها من أجل تهدئة عقله و شعور بالسكينة.

و من هنا أعزائي القراء، قد قمنا بتلخيص هذه النصائح المذهلة لنقدمها لكم أنتم أيضاً.


النصيحة الأولى: " لا تعمد على الأمل فقط"

لقد رأى سينيكا أن معظم الناس بل كلكهم منشغلين فقط بالتفكير بالمستقبل دون النظر إلى اللحظة الحاضرة.

حيث كان تفكيرهم بالمستقبل هو الأمر الذي يقود أدمغتهم و توجهاتهم و رغباتهم أيضاً.

فعندما يخذلهم المستقبل و تخذلهم أحلامهم يصابون بالخذلان و الإحباط، و هذا كله يعود لسبب اعتمداهم على الأمل فقط. 

حيث قال سينيكا:" إنهم يكافحون من أجل إتمام صلواتهم بكل الطرق، يعملون بجد و يجبرون أنفسهم على القيام بأشياء غير شريفة و صعبة أيضاً، و عندما لا تكلل جهودهم بالنجاح يصابون بالإحباط و شعور بالخزي و الغضب. و هذا ليس بسبب أنهم تمنوا الشيء الخاطئ بل لأنهم تمنوه سدى"


و من هنا نستنتج أن سعي خلف الأهداف الطويلة أو قصيرة المدة يساعد على التركيز في الوقت الحاضر، عوضاً عن تفكير و القلق من النتائج المستقبلية، و يساعد أيضاً على تقبل هذه النتائج بغض النظر كيف يمكن أن تكون.


النصيحة الثانية: " كن خدوماً"

إن الفلسفة الرّواقية لا تشجع الناس على الانغلاق الذاتي و الابتعاد عن الناس و المجتمع. بل إنها تشجع على الإنخراط بالمجتمع و لكن من خلال الطريقة التي تناسبنا و التي تفيد الآخرين أيضاً.

هنا نرى أن هذا الأمر يمكننا من ضرب عصفورين بحجر واحد. فالأمر الأول هو أن الإنخراط بالمجتمع يمكننا من القيام بالمهمات المتنوعة، و مساعدة الآخرين و شعورنا بالإحساس الاجتماعي، بينما الأمر الثاني هو أن هذا الأمر يساعدنا على الشعور بالرضا عندما نحصد نتائج أعمالنا و المهمات التي قد قمنا بها.


و لكن كيف يمكن لهذا الأمر أن يهدأ عقلنا؟

إن مساعدة الآخرين و الإنخراط بالمجتمع يساعدنا على التركيز بمهامنا بغض النظر عن الأشخاص السلبين المحيطين بنا، كما يساعدنا أيضاً على أن نكون بعيدين عن الإلهاءات التي لا تزيد من حياتنا قيمة.

و بالطبع إن السعي خلف المثالية في العمل لا يتم إلا عندما نركز على اللحظة الحاضرة فقط.


٣_ النصيحة الثالثة: " اختر أصدقائك بحكمة"

الأصدقاء يمكن أن يكونوا إضافة رائعة لحياتك. و لكن عليك أن تكون حكيماً باختيارهم. حيث ينبغي أن تختار الأصدقاء المناسبين لك، البعيدين كل البعد عن السلبية.

فإنهم الأشخاص الذين على أخلاقك و مزاجك و راحتك النفسية أيضاً.

حيث قال سينيكا:" أن لا شيء يمنح العقل الكثير من الابتهاج كالحب و صداقة المخلصة. و يا لها من نعمة أن يكون لك في هذه الدنيا قلوبٌ تلتزم بحفظ الأسرار، أشخاص تخاف من أن تكون معرفتهم بك أكبر من معرفتك بنفسك. أشخاصٌ تريح محادثتهم قلقك، تلازم آرائهم قراراتك، و يبعثر مرحهم حزنك، و تمنحك روئتهم فرحة كبيرة."

لذا، اسعى دائما إلى اختيار الأصدقاء الإيجابين الذي لا يثقلون كاهلك بأحداثيهم السلبية و يساعدونك على تحقيق السعادة و السلام الداخلي لنفسك.


هذه بعض من نصائح سينيكا لصديقه سيرنيوس،

 و لكن لازال هناك نصائح آخرى أكثر روعة و إفادة سوف نذكرها في المقال اللاحق. لذا، فأنا أنصحك بمتابعة القراءة فهناك أشياء مذهلة بانتظارك.

بقلمي إيمان الأغبر✍️


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.