مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/06/2021 11:18:00 م

 هل يمكن تخزين البيانات على الخلايا الحية؟2


هل يمكن تخزين البيانات على الخلايا الحية؟ 2
هل يمكن تخزين البيانات على الخلايا الحية؟ 2

تتمة لما تحدثنا عنه في المقال السابق عن إمكانية تخزين البيانات على الخلايا الحية؟ 


 من المفيد ذكره هنا أن جسم الانسان يحتوي ما يقارب ستمئة غرام من الـ DNA فتخيل حجم المعلومات التي يمكن تخزينها على خلايا انسان واحد فقط، ولكن بالطبع لن يتم التخزين على أجسام البشر بل يمكن إيجاد بدائل كثيرة، والحل المثل هو تصنيع جزيئات الـ DNA في المختبر.

ما يجدر ذكره أيضاً أن جزيء الـ DNA يستطيع البقاء دون تلف لملايين السنين إذا توفرت له الظروف المناسبة من الحرارة والرطوبة وهذا ما يؤكده وجود أجزاء سليمة منه في الأحافير المكتشفة والتي يعود وجودخا لملايين السنين، بينما لا تستطيع الأقراص الصلبة الحالية البقاء لأكثر من عشرات السنين. بالإضافة إلى إمكانية استبدال أي جزء قد يتلف لسببٍ ما من جزيء الـ DNA ووضع جزء آخر مكانه بينما لا يمكن أبداً اصلاح أو استبدال أي جزء متضرر من القرص الصلب، وكذلك فإن استخدام تقنية التخزين على الحمض النووي سيوفر الكثير من الطاقة الكهربائية المستهلكة.

في عام 2007 استطاع فريق من العلماء في جامعة أريزونا الأمريكية استخدام جزيء الـ DNA كشيفرة للترميز ولكنهم لم يتمكنوا من النخزين عليه، ولكن في عام 2012 استطاع فريقٌ أخر من جامعة هارفورد تخزين خمسة جيجا بايت من البيانات وهي عبارة عن كتاب ومجموعة من الصور كما أمكنهم استعادة تلك المعلومات وقراءتها بشكلٍ سليم،وفي عان 2013 تضاغفت تلك المساحة، وبعد ذلك تضاعفت كمية المعلومات المخزنة في كل سنة.

ما هي المعوقات أمام استخدام الخلية الحية لتخزين البيانات؟

  1. رغم كل الإيجابيات و التفاؤلات التي تطرحها تقنية التخزين على الخلية الحية فإن عائقاً كبيراً وهاماً جداً ما زال يمنع استخدامها وهو التكلفة المادية العالية فالتجهيزات اللازمة لتحقيق هذه التقنية مكلفة جداً بحيث تقدر تكلفة القرص المستخدم في حاسب واحد بحوالي اثني عشر مليار دولار، ما يجعل استخدام هذه التقنية على نطاقٍ واسعٍ أمراً مستحيلاً حتى الآن.
  2. ما زالت التقنيات المتوفرة حتى الآن عاجزة عن تصنيع جزيء DNA كامل بل تستطيع تصنيع أجزاء منه فقط ما يجعل الحصول على مساحات تخزين كبيرة صعباً جداً حتى الأن.
  3. سرعة نقل البيانات إلى وسائط التخزين المكونة من الحمض النووي بطيئة جداً فهي لا تتجاوز ثلاثمئة بايت في الثانية بينما تصل سرعة الأقراص الصلبة العادية إلى أكثر من سبعمئة ميجا بايت في الثانية وهذا عائقٌ كبيرٌ جداً لأنه سيحدُّ كثيراً من سرعة عمل الأجهزة الرقمية وبالتالي سيحدُّ كثيراً من استخدامها بين الناس.

ولكن يتوقع العلماء بأن جميع تلك المعوقات والتحديات التي تواجه تقنية استخدام الحمض النووي للخلايا الحية في تخزين البيانات سيتم حلها في غضون الخمسين سنة القادمة.

إذا استفدت مما قدمناه فأبدي اعجابك أو شارك المقال   

🧬 بقلمي سليمان أبو طافش🔬


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.