مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/30/2021 06:46:00 م

هل سنمتلك قدرات خارقة؟ الجزء الأول

هل سنمتلك قدرات خارقة؟ الجزء الأول
هل سنمتلك قدرات خارقة؟ الجزء الأول


القدرات الخارقة: 


ما بعد الإنسانية (transhumanism):

مشروعٌ علمي ثقافي و إنساني جريء يطمح إلى رفع القدرات البشرية بحيث تصبح غير مسبوقة، سواءٌ على مستوى القدرات العقلية أو حتى القدرات الجسدية، يدافع عن هذا المشروع ويدعو إليه ويعمل فيه مجموعةٌ من العلماء الكبار من عدة تخصصات وبعضهم على درجةٍ عاليةٍ من الشهرة مثل راي كورتسفايل المشهور بفكرة "نقطة الانفراد" التي باتت قريبةً جداً وستُحدث ثورةً كبيرةً عندما يصل الذكاء الاصطناعي إلى مستوى ذكاء البشر بل و يتفوق عليه في مجالاتٍ كثيرة، 

و مثل الفيلسوف السويدي المشهور نيك بوسترونك المعروف باهتماماته العميقة بمواضيع الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالعلاقات الإنسانية ومدى تأثيره عليها و تأثره بها، وغيرهما الكثير من العلماء ورجال الأعمال و أصحاب الثروات و الشركات العملاقة، 

ما يدل و يؤكد على أهمية هذا الجانب الجديد من العلم و مدى جديّته وجرأته رغم تخوّف الكثير منه، فهناك من يقول بأن ذلك إذا حصل فعلاً فسيكون تغييراً في خلق الله و هذا مرفوضٌ جملةً و تفصيلا ً، وهنا قد نضطر إلى التوقف قليلاً و التفكير ملياً بهذا الطرح.


فهل هناك تغييرٌ فعليٌ في خلق الله؟ 

هل تكون التغييرات جذرية بحيث يفقد البشر بشريتهم؟ 

أم أن ما سيحصل هو مجرد تعديلاتٍ وتحسيناتٍ بسيطةٍ فقط؟ 

أي إلى أي حد يمكن المضي في هذا المشروع دون المساس بإنسانية البشر؟


هل التعديل على البشر شيء جديد؟

عملياً إجراء التعديلات على البشر ليست جديدة، فمنذ القدم عرف البشر عملية الختان، و منذ عقودٍ انتشرت عمليات التجميل وعمليات تقويم الأسنان ثم عمليات زرع الأطراف الاصطناعية و زرع بعض الأعضاء وكل ذلك لم يقابل هذه الموجة الكبيرة من العداء، ربما لأن كلّما حدث كان ضرورياً ولا بد منه، أو لأنه لم يؤثر على الجانب الإنساني من البشر، أو لأنه لم يؤدِ إلى بشرٍ خارقين، ولعل هذا أكثر ما يثير القلق.


الرجل الخارق (superman):

فكرة الرجل القادر على فعل كلّما يعجز عنه البشر العاديون قديمةٌ جداً قدم البشرية نفسها، فنجد في الموروث الشعبي لمختلف الشعوب الكثير من القصص حول الأبطال الخارقين مثل شمشون وهرقل و أخيل وعنترة العبسي وأبو زيد الهلالي وغيرهم الكثيرين، ثم شاعت كثيراً في أفلام السينما فرأينا عدداً هائلاً من الأبطال المبتكرين، وإن كان معظمهم مجرد خيالٍ فإن بعضهم قد يكون ممكن التحقيق، فالرجل الأخضر هو نتيجة تعديلٍ فائقٍ على مستوى الخلايا، و كابتن أميركا هو نتيجة تجربةٍ كيميائية، أما الرجل الحديدي فهو نتيجةٌ منطقيةٌ لتطورٍ علمي هائل في صناعة الآلات و البرمجيات، فعملياً من الممكن الوصول إلى الرجل الخارق بطرقٍ علمية. وإذا كانت التجارِب الجينية على البشر ممنوعة فإن تطور الآلات و البرمجيات لا يعرف الحدود.

اقرأ المزيد...

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.