مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/28/2021 05:17:00 م

الحياة الاجتماعية للأشجار الجزء الثاني


الحياة الاجتماعية للأشجار الجزء الثاني
الحياة الاجتماعية للأشجار الجزء الثاني




تتمة لما تكلمنا عنه سابقا حول الحاية الاجتماعية للأشجار.....

 تجارب و نتائج:

التجربة الأولى:

قام الكثير من العلماء باجراء الكثير من التجارب و الدراسات على أنواعٍ مختلفةٍ من النباتات، فمثلاً قامت العالمة الكندية "سوزان سيمارد" بمحاولة كشف الطريقة التي تتخاطب فيها الأشجار مع بعضها، فغطت بعض الشجيرات الصغيرة بأكياسٍ بلاستيكية بحيث لا تستطيع أخذ أي شيء من الهواء، ثم ضخّت في كل كيس كميةً من الكربون المختلف عن بعضه مثل الكربون 12 و الكربون 13 و الكربون 14، فوجدت في اليوم التالي بأن جميع الأكياس تحتوي على جميع أنواع الكربون الذي ضخّته، وكان تلك الغازات وجدت طريقاً سرياً لتعبر الأكياس وتنتقل بينها، وهذا ما يؤكد على وجود نوعٍ من الاتصال بين تلك الشجيرات سمح لها بتبادل تلك الغازات أي أنها تتفاعل مع بعضها و تساعد بعضها البعض.

نشر العالم الألماني بيتر فولن بين كتاباً باسم " الحياة الخفية للأشجار" لاقى انتشاراً واسعاً، يشرح فيه الكثير مما وجده من خلال حياته الطويلة في الغابات، فهو يقول بأنه تعايش مع الأشجار في الغابات و كأنها حيواناتٌ أليفة فشعر بها وشعرت به وأصبح يحس بآلامها عندما تعترضها الأخطار كالحرائق و الآفات، وقد استنتج بانها تستطيع التواصل مع بعضها و نقل مشاعرها فيما بينها و كأنها تحمل نوعاً من الادراك رغم أنها لا تمتلك أية جملةٍ عصبية. 


التجربة الثانية:

كذلك أجرى بعض الباحثين تجربةً خاصةً فوضعوا بعض النباتات بجانب حيوانات جراد البحر الحية، فاكتشفوا بأنهم كلما ألقوا بأحد الحيوانات في الماء المغلي لطبخه وأثناء موته المؤلم تتأثر النباتات فيبهت لونها ويقل زهوها وكأنها تدرك تماماً ما يحدث حولها، أو على الأقل فهي تستطيع التقاط إشاراتٍ ما من تلك الحيوانات فتتعاطف معها.


ما أهمية كل ما ذكرناه؟

من الضروري جداً أن يدرك الانسان بأن النباتات تستطيع التواصل فيما بينها، ما يعني بأن لها حياتها  الاجتماعية الخاصة، وربما هي تشعر و تحس بشكلٍ ما رغم افتقادها للأدمغة والخلايا العصبية، وقد تبين بأن بعض أنواع النباتات تعيش بشكل أفضل إذا تواجد حولها بعض الأنواع المحددة من النباتات، في حين أنها تتجاهل أنواعاً أخرى من النباتات بينما تتضرر لوجود بعض الأنواع، وهذا يعني بأن مفهومنا للزراعة يجب أن يتغير، فيجب أن ندرك ما هي الأنواع التي تفضّل العيش مع بعضها البعض بحيث نستطيع زراعة أنواعٍ محددة من النباتات بجانب مزروعاتنا لكي تنمو بشكلٍ أفضل وتعطي محصولاً أفضل.

في الختام يمكننا ذكر ما قاله شاعرنا الكبير جبران خليل جبران : 

الأشجار أشعارٌ تكتبها الأرض في السماء، نحن نقطعها ونحيلها ورقاً نضمّنه حماقتنا.

تعبيرٌ عميقٌ جداً يعكس عظمة الأشجار و أهميتها مقارنةً بسوء سلوك الانسان وحماقاته، فهو لا يدرك قيمة هذه النعمة العظيمة فيقطعها بكل بساطةٍ لكي يصنع منها أوراقاً يكتب عليها عباراتٍ لا قيمة لها في أغلب الأحيان.


لطفاً شارك المقالة مع أصدقائك.

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️🌿🍀

   


   


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.